يبدو أن تداعيات الأزمة الاقتصادية بدأت تطرق بصمت أبواب مجموعة من الأندية الأوربية، فبعدما خيل للجميع أن فرق كرة القدم مستبعدة من الأزمة المالية التي هزت الاقتصاد العالمي، في ظل التعاقدات الخيالية والأجور الشهرية الصافية من الضرائب التي يستفيد منها العديد من نجوم الكرة المستديرة، أصبحت عبارات إفلاس، بيع استقالة مفردات لها دلالات لدى مجموعة من الأندية العالمية، ففي إسبانيا، البلد المهووس بالكرة إلى حد الجنون، اضطر فيسينتي سوريانو رئيس نادي فالنسيا الاسباني لكرة القدم إلى تقديم استقالته من منصبه لأنه فشل في إيجاد حل للمشاكل المالية التي يعاني منها النادي. وقال سوريانو الذي تسلم منصبه في يوليوز من السنة الماضية: «أتيت لأقدم استقالتي من منصبي كرئيس لنادي فالنسيا التي لا رجوع عنها». وأضاف قائلا: «منذ أن أصبحت رئيسا، جاهدت لأحقق استقرارا ماليا ورياضيا للنادي لكنني لم أنجح بالكامل». ويعاني فالنسيا من أزمة مالية كبيرة تهدد مستقبله، وكان قد أوقف أجور لاعبيه بصورة مؤقتة في فبراير الماضي، كما أوقف العمل في بناء ملعبه الجديد بسبب ديونه الهائلة. وكان فالنسيا يأمل في بيع أرض بجوار ملعبه الحالي «ميستايا» الذي يتسع ل55 ألف متفرج لتمويل بناء ملعبه الجديد الذي يتسع ل75 ألفا بتكلفة تقدر بمائتي مليون يورو، لكن دخول البلاد في فترة من الركود الاقتصادي الشديد بسبب الأزمة المالية العالمية جعل من سعي فالنسيا لبيع الأرض أمرا صعبا، خاصة أن قطاع العقارات هو أكثر من يعاني جراء الأزمة، ويبدو أن الحل الوحيد الذي سيخفف من المعاناة المالية للنادي الإسباني هو اللجوء إلى أهم نجومه، وهو الأمر الذي أصبح واقعا في ظل الأخبار التي تتناقلها وسائل الإعلام الإسبانية عن احتمال انتقال دلوع فالنسيا والمنتخب الإسباني إلى النادي الملكي ريال مدريد. ولم يسلم من العدوى نادي ليفربول الإنجليزي، حيث أثقلت الديون كاهل مالكيه الأمريكيان توم هيكس وجورج غيليت، حيث يتوجب على النادي تسديد مبالغ طائلة، كما أكد وحذر عاملو الحسابات في النادي، بعد أن خسرت الشركة القابضة نهاية الأسبوع مبلغا قدره 42 مليون جنيه إسترليني، وبالتالي سيتوجب تمويل قرض قيمته 350 مليون جنيه إسترليني. هذه العواصف الاقتصادية تضع المالكين في وضع حرج قد يضطران على إثره لبيع النادي لأحد رجال الأعمال الراغبين، ومن بينهم أحد الهنود الذي يملك شركة GMR الذي ارتبط اسمه كثيرا بالليفر، هذه الضائقة المالية أرغمت مدرب ليفربول على الاستغناء إما عن نجم الوسط الونسو المطلوب مقابل 20 مليون جنيه إسترليني من ريال مدريد، أو خافيير ماسكيرانو المطلوب مقابل 22 مليون جنيه إسترليني من برشلونة.