أعلنت المندوبية السامية للتخطيط، عند رصدها الشهري لتطوير قطاع «الصناعات الاستخراجية»، أن نشاط هذا الأخير ارتفع بنسبة 0,2 في المائة خلال شهر ماي، ويعزى هذا الارتفاع بشكل أساسي إلى ارتفاع ثمن الزفت الذي ارتفع معدل ثمنه بنسبة 4,7 في المائة خلال الشهر الماضي. ويؤشر هذا النمو، المرتبط بارتفاع الطلب على هذه المادة، على صحة التوقعات التي كانت تشير إلى أن تباطؤً وتيرة نمو قطاع البناء والأشغال العمومية خلال نهاية العام الماضي والأشهر الأولى للسنة الجارية هو مرحلة ظرفية سرعان ما تنتهي مع قرب موسم الصيف، وأن نشاط القطاع سيتحسن تدريجيا لتنتعش معه المهن والمنتجات المرتبطة به كالزفت والإسمنت ومواد البناء الأخرى. وكانت مبيعات الإسمنت قد سجلت ارتفاعا طفيفا (أقل من 1 %) في شهر أبريل الماضي بعد نمو سلبي بناقص 3,6 في المائة في بداية سنة 2009، ويعزى ذلك إلى تأثير الأزمة العالمية على قطاع البناء والأمطار الغزيرة التي عرفها المغرب في شهري يناير وفبراير التي أدت إلى توقف أوراش البناء والأشغال العمومية لعدة أسابيع. عامل إضافي يدفع في اتجاه استمرار نمو قطاع البناء هو أشغال شق الطرق وتعبيدها خلال الفترة التي سبقت الانتخابات الجماعية المقررة في 12 يونيو الجاري، حيث برمجت أغلب المجالس الجماعية كل ما تبقى لها من ميزانية لبناء الطرق القروية وداخل المدن، ولوحظ في الكثير من الدوائر القروية والحضرية تسارع أشغال مد الطرق وإصلاحها، فضلا عن استمرار وزارة التجهيز والنقل في تنفيذ برنامجها لبناء محاور طرقية وطنية، كالتي تربط بين أجدير وتطوان على طول 120 كلم، والتي يتوقع أن تفتح في وجه حركة المرور قبل نهاية الصيف المقبل. يشار إلى أن مادة الزفت أو الإسفلت مادة سوداء شبيهة بالإسمنت توجد في النفط الخام، ويتم توظيفها في استخدامات متعددة؛ فهي تُستخدم في ترصيف الطرق والشوارع والمطارات، وفي صناعة الأسقف، وفي منع تسرب الماء، وفي المواد العازلة وفي البلاط، وفي تقوية أماكن حفظ المياه، ومناطق تخزين النفايات، والخزانات، وقنوات السقي. وتستخدم أيضا في صناعة الحبر، وفي حماية خطوط الأنابيب الممدودة تحت الأرض من التآكل.