تظاهر العشرات من المواطنين، صباح أمس الجمعة، بالقرب من مقر الدائرة الأمنية الثالثة بالقنيطرة، احتجاجا على جريمة قتل راح ضحيتها شخص، قالوا إن عناصر أمنية كانت وراء ارتكابها، بعدما وجد الضحية جثة هامدة وآثار الضرب بادية على رأسه مباشرة بعد مطاردته من قبل دورية أمن. وردد المتظاهرون شعارات مناوئة لمن أسمتهم المعتدين، قائلة: هذا عار هذا عار، المخزن ولى قتال، ومطالبة المسؤولين بفتح تحقيق نزيه وشفاف حول ملابسات هذه الجريمة، ومعاقبة كل المتورطين فيها مهما كانت مناصبهم ودرجاتهم الأمنية. واقتحم المتظاهرون، بعد اعتقال ثلاثة منهم، مقر الدائرة الأمنية المذكورة، وقاموا بتخريب زجاج سيارة أمن، كانت رابضة بعين المكان، قبل أن تصل إلى هناك تعزيزات أمنية قامت بتفريق المتجمهرين الغاضبين. وكشف محتجون، في تصريحات متفرقة ل«المساء»، أن الشاب ربيع بلحسين (33 سنة) يقطن بحي النهضة كان ثملا حين تعرض لاعتداء شنيع من طرف خمسة من رجال أمن، بزي مدني، فجر أمس الجمعة، وانهالوا عليه بالضرب، وهو ساقط أرضا، قبل أن يعمدوا إلى تصفيده، ومواصلة تعنيفه بطريقة وصفوها بالوحشية وغير الإنسانية، قبل أن يكتشفوا أنه فارق الحياة، ليتركوه، مضرجا في دمائه بالقرب من أحد المنازل بحي المسيرة. وأعربت عائلة الضحية عن خشيتها من إمكانية التلاعب بنتائج التحقيق، سيما، تضيف المصادر، أن بعض الجهات الأمنية تحاول على قدم وساق تلفيق التهمة لصديق الضحية، يدعى يونس العبودي (21 سنة)، بعدما قامت باعتقاله، وتعريضه للتعذيب، هو الآخر بعنف شديد، قصد اعترافه بوقائع لا أساس لها من الصحة، بغية تبرئة ذمة رجال الأمن المتورطين في مقتل الشاب وإخلاء مسؤولياتهم. وقال عبد الهادي بلحسين، أخ الضحية، إن دورية الأمن تعقبت أخاه، مباشرة بعد خروجه من منزله لاقتناء سيجارة، قبل أن تعمد إلى توقيفه، وتعريضه لشتى أنواع السب والقذف، لتطرحه أرضا، وتنهال عليه بالضرب في شتى أنحاء جسمه حتى الموت، مضيفا، بأن الجناة عمدوا إلى فبركة سيناريو محكم لإخفاء جريمتهم، عبر اتهام شخص آخر بارتكابها، مشيرا إلى أن عائلته لن تتسلم جثة الضحية إلا بعد التأكد من أن التحقيق سيأخذ مجراه الطبيعي، وإجراء التشريح الطبي بشكل نزيه وشفاف لتحديد الملابسات الحقيقية لوفاة الضحية.