أعلن شكيب بنموسى، وزير الداخلية، أنه ستتم مراجعة مساطر الترخيص لتنظيم المهرجانات حتى تمر كل التظاهرات، مستقبلا، على الشكل والوجه المطلوبين للتعريف أكثر بالمغرب ومؤهلاته البشرية والطبيعية، وذلك بناء على خلاصات اللجنة المركزية التي تم إحداثها عقب حادث مهرجان موازين الذي خلف 11 قتيلا وأزيد من 50 جريحا، غادروا كلهم المستشفى باستثناء طفلة مازالت تحت المراقبة بمستشفى الأطفال بالرباط. وأوضح بنموسى، في رده على سؤال محوري حول «الأحداث الأخيرة التي عرفها مهرجان موازين» بمجلس النواب أول أمس، أن اللجنة مازالت تواصل أشغالها للوقوف على «الملابسات المحيطة بهذا الحادث وكل المعطيات المرتبطة به»، وأنه «سيمكن جميع المتدخلين من فهم أفضل لما وقع مع استخلاص العبر والدروس، خاصة في ما يتعلق بتأطير حشود الجماهير». وتشكلت اللجنة تطبيقا لتعليمات الملك محمد السادس، وتترأسها المفتشية العامة للإدارة الترابية بوزارة الداخلية وعضوية الوزارات المعنية، وستصدر تقريرا بعد الانتهاء من عملها. ومن جهتها، انتقدت مليكة العاصمي، عضو الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية، خلال طرح السؤال على وزير الداخلية، سياسة المهرجانات التي أصبحت تأخذ العديد من المناحي، حسب قولها، والتي تتمثل في أن «المهرجانات أضحت مجالا لأنواع الانحراف والفن الرخيص على حساب الفن الأصيل»، إضافة إلى «تبخيس الكفاءات المغربية ومنحها أجورا تافهة مقابل إغداق المال على الأجانب». واعتبرت النائبة البرلمانية أن الإعلام يحرض الشباب على سحب الثقة من الفنانين المغاربة عبر إجراء لقاءات مع الفنانين الأجانب وتغييب الفنانين المغاربة»، إضافة إلى «حصر مفهوم الترفيه في الرقص وما يتبعه من خمور ومخدرات». وأكدت العاصمي أنها توصلت ب«العديد من الرسائل من النقابات الفنية، يعبرون فيها عن سخطهم من طرق تنظيم المهرجانات ومضامينها». أما فوزي الشعبي، عن فريق التجمع والمعاصرة، فاعتبر أن قرار نقل مكان سهرة الفنان عبد العزيز الستاتي، التي عرفت الحادث المأساوي، من ساحة مولاي الحسن إلى ملعب حي النهضة كانت وراءه أهداف انتخابية، في إشارة إلى عمر البحراوي، عمدة مدينة الرباط، الذي ينتمي إلى حزب الحركة الشعبية، مشيرا إلى أن الملعب لم يتم تسليمه تقنيا وطاقته لا تستوعب 20 ألف متفرج، في حين أن الجهات الرسمية تحدثت عن كون الملعب احتضن 70 ألف متفرج. ورد إدريس السنتيسي، رئيس الفريق الحركي، مدافعا عن البحراوي، بالقول: «إن المجلس الجماعي وضع فضاءات المدينة رهن إشارة الجهات المنظمة.. هل الطائرة الفرنسية التي سقطت أسقطها المهرجان؟». وقال السنتيسي: «إن المهرجان كان ناجحا وجد متميز، لكن في آخر يومه عرف حدثا مأساويا، ويبدو أنه «ضرباتنا العين»». وفي تعقيبه على مداخلات النواب، أوضح بنموسى أن تغيير مكان الحفل من ساحة مولاي الحسن بحسان إلى ملعب حي النهضة بالرباط كان بقرار من المصالح الأمنية، بسبب تجاوزات وقعت في حفل سابق نظم بساحة مولاي الحسن وعرف حضور 10 آلاف متفرج، في إشارة منه إلى حفل الفنانين الشعبيين «الداودي والداودية». وأشار بنموسى إلى أن ما حدث يقع في كل بلدان العالم، وأنه لا حاجة إلى مراقبة مضامين المهرجانات، مادامت فقراته لا تمس بالأخلاق والآداب العامة. يذكر أن الرباط احتضنت مهرجان موازين خلال الفترة الممتدة من 15 إلى 23 ماي الماضي، بمشاركة فنانين مغاربة وأجانب.