حظي مجال المهرجانات بالمغرب باهتمام كبير من طرف النائبة البرلمانية مليكة العاصمي عضو الفريق الاستقلالي بمجلس النواب حيث وجهت بشانه سؤالا شفويا اثر تلقيها شكايات وتظلمات واستنكارات، من اتحاد النقابات الفنية، والنقابة الحرة للموسيقيين، ومن عدد من المثقفين والكتاب والشعراء والقصاصين والمسرحيين، وكذا من عدد من المواطنين من مختلف طبقاتهم. وقالت في سياق استفسارها الموجه الى وزير الداخلية ان جميع هؤلاء يعبرون عن سخطهم من المنحى الذي تتجه نحوه المهرجانات والمواسم التي تقام بالمغرب. وذلك لأسباب عدة: أولا: لكونها صارت مجالا لأنواع الانحرافات والفن الرخيص، وكأنها تحريض ضد كل ما هو تربوي ثقافي. ثانيا: أنها تبخس الكفاءات المغربية، وتقصي الفنانين المغاربة. ثالثا : الذين يشاركون منهم يوضعون في الهامش المهمل ويتلقون تعويضا تافها بينما تغدق على الأجانب مآت الملايين بالعملة الصعبة. رابعا: يتخصص الإعلام المغربي في تتبع تحركات وأنشطة وتصريحات الفنانين الضيوف وتغطية حفلاتهم، بينما لم يحظ أي فنان مغربي بمثل هذا الاحتفاء الإعلامي، وهي رسالة أخرى تحرض الشباب المغربي على سحب ثقته وتقديره من فنانيه. خامسا: أن الترفيه في اعتبار منظمي المهرجانات ليس سوى الرقص وما يتبعه من خمور ومخدرات وجنس وعنف. أما الترفيه الراقي بالشعر والقصة والمسرح والعمل الثقافي فليس ترفيها في وعي منظمي المهرجانات، بل لا مكان لهذه القيم لا في المهرجانات ولا في الإعلام، وهذه رسالة أخرى تعبر عن نوعية الهوايات والأنشطة، ونوعية الذوق والتربية والنماذج التي تقدم لأجيالنا الصاعدة. وزير الداخلية في سياق توضيحاته قال ان مختلف مدن المغرب تعرف تنظيم مهرجانات فنية من طرف جمعيات تعنى بجانب التنشيط الفني والثقافي. وتحظى هذه المهرجانات بتغطية إعلامية واسعة وطنية ودولية وتعرف إقبالا جماهيريا كبيرا من قبل كل الفئات الاجتماعية والعمرية. وتبذل السلطات المحلية جهودا بتنسيق مع المنظمين وتتخذ تدابير وقائية حتى تمر هذه المهرجانات في ظروف جيدة وذلك في إطار الاحترام التام للمساطر المرتبطة بالترخيص لهاته المهرجانات والتي تحرص السلطات المحلية على ضمان التقيد الصارم بها. وفي إطار تفعيل هذه المساطر، تقوم مصالح العمالات والأقاليم والمصالح الأمنية بالإجراءات التالية: -أولا: وقبل الترخيص بإقامة المهرجانات، تعقد اجتماعات مع المنظمين لتحسيسهم وإخبارهم بأن تقديم التراخيص إليهم من قبل السلطات المحلية والمجالس المنتخبة رهين بالتزامهم باحترام دفتر للتحملات الأمنية. - ثانيا: يتم تتبع مختلف فقرات المهرجانات لغايات التدخل في الوقت المناسب لحفظ الأمن ولزجر أي مخالفة تمس بالأمن و بالآداب والأخلاق العامة. وختم توضيحاته بانه ستتم مراجعة مساطر الترخيص لتنظيم المهرجانات حتى تمر كل التظاهرات مستقبلا على الشكل والوجه المطلوبين للتعريف أكثر بالمغرب ومؤهلاته البشرية والطبيعية باعتباره أرض اللقاء والحوار والتعايش والتفاعل بين مختلف الثقافات والحضارات. وفي اطار التعقيب على هذه المعطيات قالت مليكة العاصمي كان ممكنا أن أوجه هذا السؤال لوزراء الثقافة والإعلام والشؤون الإسلامية. ولكن الولاة والعمال والجماعات المحلية هم اللذين يحتضنون ويؤطرون ويستضيفون هذه المهرجانات والولايات والعمالات لا تتوفر على قسم ثقافي تعطاه صلاحية تقويم ومراقبة المهرجانات. وحتى إذا وجد لا يدعى المثقف لإدارته. مما يؤكد ان المثقف مقصي من حقل السلطة لتضيف ان هذا هو المطلب الذي أرفعه اليوم: مطلب تأسيس قسم ثقافي في الولايات والعمالات لإدارة الشأن الثقافي يعزز بمثقفين متنوعي الاختصاصات فهذا قطاع يجب أن يسند لذويه. وسجلت في نفس السياق ملاحظة أخرى أساسية تتعلق بالفترة التي تنظم فيها هذه المهرجانات، وهي فترة امتحانات عامة في المغرب في جميع المستويات الأساسية و الثانوية والجامعية، كما أنها فترة مباريات مهنية مختلفة . بالتالي فإن عقد المهرجانات في هذه الفترة يعتبر تشويشا على المناخ الذي يجب أن يسود خلال موسم الإمتحانات وخلال فترة إنهاء السنة التي يجب أن يتعبأ فيها المجتمع لتهيئ الجو الملائم لمواجهة التلاميذ والطلبة لتجربة الامتحانات بما تحتاجه من هدوء و راحة بال وتحضير مع ما يصاحبها من رهبة و هلع أحيانا أو غالبا.