انتقدت مليكة العاصمي، برلمانية عن الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية سياسة المهرجانات، موضحة أن هذه المهرجانات صارت مجالا للانحراف، والفن الرخيص، وتبخيس الكفاءات المغربية التي تمنح أجورا زهيدة؛ في حين يحظى الأجانب بأجور مرتفعة. وأضافت العاصمي، في مداخلة لها بمجلس النواب أمس الأربعاء خلال جلسة الأسئلة الشفوية، أن مفهوم الترفيه اليوم صار يقتصر على الرقص، وما يتبعه من تعاطي للخمور، وتناول المخدرات، مشيرة إلى أنها توصلت بالعديد من الرسائل من نقابات الفنانين بالمغرب ينتقدون من خلالها المهرجانات الحالية. ومن جهته قال النائب المقرئ الإدريسي أبو زيد: كنا نتوقع من وزير الداخلية اعترافا صريحا بالمسؤولية عن الأحداث الأليمة بمهرجان موازين، وأكد أن الوزير لم يخرج عن عادته في تهوين الأهوال حين يريد، وتهويل الهين عندما يشاء، وتلطيف المصائب والكوارث وتقزيم الأرقام والحقائق. وأضاف أبوزيز سمعنا أول أمس حديثا مؤلما يعلن فيه وزير الداخلية ألا مسؤولية للجهات الأمنية والجهات المنظمة عما حصل في تلك الليلة المشؤومة، وأن الناس هم الذين تدافعوا فوق بعضهم البعض، وأن الأمن أدى واجبه الكامل. وفي الوقت الذي حمل فيه وزير الداخلية، شكيب بنموسى في معرض جوابه عن الأسئلة الشفوية للفرق البرلمانية حول الأحداث الأخيرة التي عرفها مهرجان موازين المسؤولية عن الأحداث المؤلمة التي أسفرت عن قتل 11 شخصا، بمركب حي النهضة إلى الجمهور الذي اندفع لربح الوقت، والذي فاقت قوته قوة الحزامين الأمنيين بعين المكان، والمكون من 30 عنصرا من أفراد القوات المساعدة وقوات التدخل السريع، بل فاقت أيضا قوة الحاجز الحديدي المذكور الذي انهار جزء منه، تساءل رضا بنخلدون، البرلماني عن العدالة والتنمية، هل ضحايا أحداث موازين هم من أعطى الأمر بنقل الأمسية التي كان يفترض تغطيتها بساحة مولاي الحسن إلى مركب حي النهضة الذي لا يسع لذلك العدد الكبير من الجمهور؟ وهل الجمهور هو المسؤول عن الحفرة التي كانت وبقيت بدون صيانة خلال بث السهرات الليلية بالمركب؟ من جهة أخرى، أشار بنخلدون في تصريح لـالتجديد إلى أن الجمهور ليس مسؤولا عن الإسعاف، وعن غياب الخيم المتنقلة الصحية، ولا على سيارة الإسعاف التي كدست بالضحايا بدون تأطير طبي. وأكد بنخلدون، أن طرح خلفيات مهرجان موازين من قبل سبعة فرق برلمانية بجلسة الأسئلة الشفوية يوم الأربعاء، دليل على خطورة هذا الموضوع، مطالبا بضرورة إحداث مهرجانات لتشغيل المعطلين، ومهرجانات لمحاربة التسول الذي تفشى بشكل كبير أخيرا، وأشار بنخلدون إلى أن التنشيط والفن مطلوب، لكن الضرورة تقتضي أن يراعي المسؤولون عن المهرجانات الجانب الثقافي والفني الذي يعمل على الرفع بذوق الجمهور. ويشدد ادريس السنتيسي، البرلماني عن فريق الحركة الشعبية، على ضرورة أخذ العبرة مما حدث بمهرجان موازين، وتوخي الحذر قبل تنظيم المهرجانات من الانزلاقات الأخلاقية التي تصاحبها، مع دراسة إمكانية استيعاب الفضاءات للعدد الكبير من المتفرجين، بالإضافة إلى تكثيف الجهود الأمنية لتلافي مثل الأحداث المأساوية التي وقعت أخيرا بحي النهضة. وذكر وزير الداخلية بأن اللجنة المركزية التي تم إحداثها لا زالت تواصل أشغالها للوقوف على الملابسات المحيطة بهذا الحادث، وكل المعطيات المرتبطة به، وأنه ستتم، على ضوء خلاصات هذه اللجنة وتوصياتها، مراجعة مساطر الترخيص لتنظيم المهرجانات حتى تمر كل التظاهرات مستقبلا على الشكل والوجه المطلوبين للتعريف أكثر بالمغرب ومؤهلاته البشرية والطبيعية باعتباره أرض اللقاء والحوار والتعايش والتفاعل بين مختلف الثقافات والحضارات.