مع اقتراب موعد الانتخابات المغربية تطرح عدد من المثقفات والجمعيات الحقوقية والنسائية هذا السؤال الجوهري: هل نجحنا حقا في التغلب على الثقافة الذكورية في مجتمعنا المغربي؟ وهل استطاعت المرأة أن تفرض نفسها في المجال السياسي؟ والأهم من ذلك كله هل يقبل الرجل المغربي أن تمثله المرأة في المجال السياسي؟ «المساء» طرحت هذا السؤال على عدد من الرجال وخرجت بالشهادات التالية: المشاركة السياسية للعربيات بالأرقام تشير المؤشرات الإحصائية الى انخفاض نسبة وجود المرأة في الوظائف الوزارية في عدد من الدول العربية، فنسبة الوزيرات في المغرب هي 0,9 % فقط، وفي تونس2,9 %، وفي الأردن 6 %، بينما تتراوح في بعض الدول الأوروبية ما بين15 و31 % وفي دول أمريكا اللاتينية تصل إلى 10 %. والسبب في ذلك هو وجود معوقات ترتبط بسيطرة الثقافة الذكورية على المجتمع بما فيه المرأة ذاتها، إضافة لعدم وضع دعم المرأة كأولوية لدى الأحزاب السياسية، وجهل المرأة بحقوقها السياسية. محمد مستعد «مقاول» شخصيا لن أتردد في التصويت لصالح امرأة لكي تمثلني سياسيا، شرط أن تتوفر على مؤهلات معرفية وأكاديمية وميدانية تؤهلها لأن تكون أفضل من سيخدمني ويخدم مصلحتي كمواطن، ولأن المسألة هنا أكبر من التكوين الفسيولوجي أرى أنه حان الأوان لأن نفكر بعيدا عن منطق الذكر والأنثى. عز الدين اصوالحة «صحافي» أقبل أن تمثلني المرأة سياسيا لأن الشأن المحلي ليس حكرا على الرجال، وإذا كنا فعلا نؤمن بالديمقراطية فعلينا أن نؤمن بأنه من حق الجميع أن يترشح دون تمييز أو إقصاء لجنس معين، وأنا مقتنع أن المرأة يمكن أن تقدم الشيء الكثير لعالم السياسة لأنها أثبتت جدارة عالية من خلال مشاركتها في المجتمع المدني كمناضلة، كما أنها تدافع بقوة واستماتة من أجل تأكيد حقوق مكونات الأسرة المغربية. محمد حجاجي «عامل» لم أفكر في هذا السؤال من قبل، ربما لأننا تعودنا أن نمنح أصواتنا للرجال بشكل أوتوماتيكي، حتى وإن لم نكن متأكدين من مدى نزاهتهم في تمثيلنا سياسيا، وفي أحيان كثيرة نمنح صوتنا لشخص ما فقط لأن أحد الجيران أثنى عليه. أنا لا أرى أي ضرر في أن تمثلني المرأة سياسيا، كما أعترف لها بالجدية والرزانة في اتخاذ القرار والسعي لتحقيق الأفضل دون ملل. رشيد الفيزازي «مقاول» بكل فخر سأمنح صوتي للمرأة، لكن شرط أن تكون مستقلة وغير متحزبة، لأن انتماءها الحزبي يعني أنها ستنفذ أوامر الحزب وإستراتيجيته السياسية، حتى وإن لم تكن مقتنعة بما يملى عليها، وعموما فالمرأة تبقى أكثر جدية وانتظاما من الرجل. سعيد «موظف» أعتبر أن اقتحام المرأة للحقل السياسي مجرد تطفل منها، لأنه ليس من السهل تفادي تبعات توليها الشؤون السياسية، ولأن عملها الرئيسي يجب أن يكون داخل البيت، كما أن نجاحها يجب أن يكون كربة أسرة. شخصيا إذا كان مرشح الدائرة التابعة لمحل سكني امرأة، فإنني سأتخلف عن موعد التصويت بصفة نهائية، حتى لا أشارك في مثل هذا التهور لأن تمثيل المواطن سياسيا مسؤولية جسيمة لا يستطيع تحملها سوى الرجال ذوي الحنكة والمسار السياسي الطويل. زكرياء الأزهري «مستشار تجاري» التصويت لامرأة مسألة معقولة وإيجابية جدا، خاصة وأن أغلب الرجال الذين منحناهم أصواتنا في الحملات الانتخابية السابقة أخلفوا وعودهم واهتموا بمصالحهم الشخصية، وابتعدوا عن خدمة مصالح المواطنين الذين وثقوا فيهم وفي خطبهم. ومن هنا أرى أن تمثيل المرأة لنا أمام الجهات المسؤولة خطوة إيجابية حتى نعطيها فرصة لإثبات قدراتها، وأيضا لترسيخ مكانتها في الحقل السياسي، آملين أن تحقق لنا ما عجز الرجل عن تحقيقه.