خرجت ياسمينة بادو، وزيرة الصحة، من مقر حزب الاستقلال بمقاطعة آنفا بحي بورگون مساء أول أمس وسط نساء يرددن الصلاة على النبي ويطلقن الزغاريد مبتهجات. وقفت لحظات أمام باب العمارة، كما جرت العادة في مثل هذه المناسبات، لالتقاط بعض الصور مع النساء اللاتي تجمهرن حولها للظفر بصورة تذكارية. تقدمت مرشحة الحزب الموكب وسارت بشكل سريع في اتجاه خيمة كبيرة نصبت للاحتفاء بها وسط حي التساهل، تلوح بين الفينة والأخرى بيديها في اتجاه بعض الناس الذين جاؤوا لرؤيتها ربما للمرة الأخيرة. ظلت النساء يرددن الصلاة على النبي والزغاريد، فيما كان يقاطعن مجموعة من الذكور من الشباب على الخصوص من قبيل : « ياسمينة، ياسمينة... عمدة المدينة» وينثرون في الهواءأوراق ذات لون وردي مرسوم عليها رمز الميزان يشبه تماما ذاك الذي تزينت به جدران المقر قبل أن تغادره في اتجاه خيمة نصبت لعقد تجمع خطابي. لم يتوان بعض المارة عن الاقتراب واستراق النظر لمعرفة ما يجري، إذ كانت دقات الطبل الذي استعمله أحد الشباب يلفت انتباههم، حينها اقترب أحدهم من بادو، قائدة الموكب، وهو شيخ مسن، قائلا: «لن أنسى ما حييت المعروف الذي قمت به من أجل أسرتي». لكن غير بعيد عن المكان الذي «اخترق» فيه العجوز «موكب بادو» تجمع عدد من الشباب في زاوية الحي ينظرون من بعيد إلى ما يجري قبل أن يعبروا بطريقتهم عن عدم رغبتهم في مشاركة الآخرين الاحتفال، بإطلاق بعض الشعارات التي يتم ترديدها في ملاعب كرة القدم، وهو ما علق عليه أحد الظرفاء بالقول: «إنهم ينتمون إلى آل الثلاثة والستين في المائة الذين قاطعوا عرس 27 شتنبر 2007». لم تكترث بادو بالحادث، وسارت تشق الأزقة لبلوغ الخيمة الكبيرة، وقبل ولوجها الخيمة فضلت تحية مجموعة من النساء كن واقفات أمام حمام الحي اللاتي احتضنها بقوة وشرعن في تقبيلها بحرارة. «ربما هي معرفة قديمة» قال أحدهم. بمجرد ما إن لمح المدعوون الذين كانوا ينتظرون قرب الخيمة اقتراب بادو من مكان الاحتفال حتى شرعوا في الغناء بإطلاق بعض الأهازيج الشعبية من قبيل : « آالله، آالله... ياسمينة في عار الله»، وهي أغان عادة ما يتم ترددها النساء المغربيات عند استقبال العرائس في مكان تنظيم الحفل. برجلها اليمنى دخلت «العروس» الخيمة، فكان الاستقبال حارا: التمر والحليب والزغاريد، فيما الذكور يطبلون وينفخون في «النفار» معبرين عن بهجتهم بقدوم الموكب. من تكون هذه السيدة؟ سأل أحد الشباب صديقه، الذي كان منشغلا بمتابعة ما يجري، فأجابه أحدهم يرتدي «تي شورت» عليها رمز الميزان قائلا: «إنها ياسمينة بادو، وزيرة الصحة وزوجة الرئيس الجديد لجامعة كرة القدم»، وأضاف: «إنها مرشحة بمقاطعة آنفا». طرح الشاب سؤالا ثانيا: «لأي حزب تنتمي؟»، فرد عليه مرة أخرى بالقول :»حزب عباس الفاسي، الوزير الأول، إنه خال زوجها». «نساء حي التساهل... أنا أحبكم» صرخت ياسمينة بادو، وزيرة الصحة، وسط عدد من النساء بمجرد ما دخلت الخيمة التي أقيم فيها لقاء جماهيري نظمه حزب الاستقلال. وأضافت «كل مرة كانجي عندكم، كانجي براسي مرفوع ووجهي احمر، لأنني ماعمرني ما تخليت عليكم»، وزادت: «تمت محاربتي في الولاية السابقة من طرف مجلس المدينة لأنني أشتغل، ولكن ماعرفوش بأنهم حاربوا الشعب وعاقبوكم أنتم». قبل أن توجه سؤالا للحاضرات قائلة: «واش الآخرين كايجيو عندكم، واش كايجيو يشوفوكم باش يعرفوا أشنوا ناقصكم؟»، فأجابها شاب، ضخم البنية، كان يجلس في الزاوية الأخرى من الخيمة، مرددا إحدى أغاني الراي المعروفة: « والو والو ... ماشفنا والو... ماخذينا والو... مافهمنا والو».