اختار حزب العدالة والتنمية التريث في تحديد موقفه من خروج حزب الأصالة والمعاصرة إلى المعارضة خلافا لتصريحات بعض قيادييه، التي لوح فيها الحزب بإمكانية الدفع في اتجاه تقديم ملتمس للرقابة لسحب الثقة من حكومة عباس الفاسي. وهو الرأي الذي يدافع عنه لحسن الدادوي، فيما اتجهت الأغلبية داخل الأمانة العامة للحزب، خلال اجتماع لها أول أمس بالرباط، إلى موقف التريث إلى ما بعد إجراء الانتخابات الجماعية المرتقبة في ال12 من يونيو الجاري. وفي الوقت الذي يقول فيه سعد الدين العثماني، رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، في اتصال مع «المساء»، إن خيار التريث من خروج الأصالة والمعاصرة إلى المعارضة أملاه أن هذا الحزب عود المشهد السياسي على مثل هذه المواقف الانفعالية، خاصة أن هذا الخروج تزامن مع انطلاق الحملة الانتخابية، كشف مصدر مطلع أن حزب العدالة والتنمية اختار تأجيل موقفه من خروج الهمة إلى المعارضة بعد الاتصال الهاتفي المفاجئ الذي أجراه، أول أمس الإثنين، عباس الفاسي مع الأمين العام للحزب عبد الإله بنكيران. وهو الاتصال الذي تبرأ فيه ضمنيا عباس الفاسي من التصريحات الأخيرة لحميد شباط القيادي في حزب الاستقلال والتي هاجم فيها حزب العدالة والتنمية في برنامج «حوار» بالقناة الأولى خلال الأسبوع الماضي عندما قال «إن الحزب نظم مهرجانا للخمور في مكناس التي كان يسيرها إسلامي من العدالة والتنمية وهو بوبكر بلكورة». واضطرت قيادة العدالة والتنمية إلى تحرير رد في رسالة وجهتها إلى عباس الفاسي تستفسره فيها عما إذا كانت تصريحات شباط شخصية أم أنها تعبر عن موقف عام يتبناه حزب الاستقلال. وقال عباس الفاسي لبنكيران في هذا الاتصال الهاتفي «إن قيادة حزب الاستقلال ليس عندها أي مشكل مع العدالة والتنمية، وهو حزب محترم ومعروف بالوسطية والاعتدال». غير أن سعد الدين العثماني يرى أن موقف التريث من خروج الهمة إلى المعارضة لا علاقة بهذا الاتصال مع عباس الفاسي، مشيرا إلى أن خروج الأصالة والمعاصرة هو خروج وهمي خاصة أنه لازال ممثلا بوزير داخل الحكومة. وقال العثماني كان يمكن أن يكون لخروج الهمة من الحكومة معنى سياسي إذا كان قبل أو بعد موعد الانتخابات، وليس عشية انطلاق الحملة الانتخابية، مضيفا أن حزب العدالة والتنمية يفضل عدم التشويش في هذا التوقيت بالضبط.