فشلت الأحزاب المغربية في تغطية كل الدوائر الانتخابية البالغ عددها 22 ألفا و210 دوائر منها 20 ألفا و672 دائرة عادية، و1538 دائرة إضافية. فيما يبلغ عدد الجماعات الحضرية والقروية 1503، وهو ما اعتبره مراقبون مؤشرا على وجود مكامن خلل في العملية الانتخابية برمتها. وتراوحت نسبة ترشيح الأحزاب ما بين 40 و75 في المائة، حيث تصدرت الأحزاب الكبرى قائمة التنظيمات الأكثر ترشيحا. وفاجأ حزب الأصالة والمعاصرة المتتبعين بتصدره لائحة الترشيحات ب16 ألفا و793 ترشيحا وهو الحزب الذي لم يمر على تأسيسه عام كامل. وأعلن بلاغ رسمي لوزارة الداخلية أول أمس نتائج عملية الترشيحات في لائحة غير نهائية، وأكد أن حزب الاستقلال جاء في المرتبة الثانية بتقديمه 15 ألفا و681 ترشيحا، متبوعا بحزب التجمع الوطني للأحرار ب12 ألفا و432، وحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ب12 ألفا و241. وأضاف البلاغ نفسه أن حزب العدالة والتنمية الذي أعلن أنه سيغطي 40 بالمائة من الدوائر فقط تقدم ب8870 ترشيحا، يليه حزب الحركة الشعبية ب8595 ترشيحا والتقدم والاشتراكية ب6850. أما حزب الاتحاد الدستوري فقد تقدم ب5989 ترشيحا، متبوعا بتحالف اليسار الديمقراطي والأحزاب المؤلفة له ب5248، ثم حزب جبهة القوى الديمقراطية 5216، يليه الحزب العمالي ب3874. وتقدم حزب العهد الديمقراطي ب3174 ترشيحا، فيما اكتفى حزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية ب3011، وحزب التجديد والإنصاف 2821 ترشيحا. واكتفى حزب البيئة والتنمية المستدامة ب 2099، وحزب الإصلاح والتنمية ب2036 ترشيحا، إلى جانب الحزب الاشتراكي ب 1863، والحزب المغربي الليبرالي ب 1762. أما حزب النهضة والفضيلة فقد تقدم ب 1705 ترشيحات، متبوعا بحزب القوات المواطن ب 1449، وحزب الوحدة والديمقراطية ب1395. وفي الوقت الذي تقدمت فيه باقي الأحزاب الأخرى بترشيحات لم تتجاوز عتبة الألف ترشيح، وصل عدد اللامنتمين الذين سيخوضون الانتخابات المقبلة إلى 1598 شخصا. ورأى الدكتور رشيد البكر، الباحث في الشؤون الحزبية والأستاذ الزائر بكلية الحقوق بالمحمدية، في اتصال مع «المساء» أن عجز الأحزاب عن تغطية كل الدوائر هو انعكاس مباشر للمشاكل التي تسببت فيها «البلقنة» الحزبية التي تشتت أصوات الناخبين بين الأحزاب الكثيرة، وتفرض على الأحزاب التاريخية التعامل بحذر مع الانتخابات البلدية حتى تحافظ على صورتها وسمعتها لدى المواطنين. ويضيف البكر أن ما يزيد من خطورة المشكل هو أن الانتخابات المغربية تتميز بطابعها الشخصاني حيث تصوت الساكنة على المرشح وليس على برنامج الحزب، وهو ما يهدد سمعة الأحزاب التي لها حد محترم من التجانس الإيديولوجي والهوياتي. وفي نظر المتحدث، فهذا العامل بشكل خاص يفرض على الأحزاب التركيز في الدوائر التي ترى فيها حظوظا وافرة للترشح فيها، والتوافق مع حلفائها لتحقيق نتائج إيجابية في الدوائر المتبقية. وبسبب هذا الغموض يشرح رشيد البكر «فإن علاقة المواطن بالعمل السياسي تزداد سوءا»، قبل أن يستدرك بقوله «وهذا ما على الأحزاب تفاديه عبر تحقيق مصالحة مع المواطنين من خلال بلورة خطة عمل متكاملة للنهوض بالعمل الجماعي وتحقيق مصالح الناس». وستستمر الحملة الانتخابية التي انطلقت أول أمس السبت إلى غاية يوم 11 يونيو الجاري، ويتنافس 28 حزبا إلى جانب اللامنتمين للفوز بالمقاعد ال27 ألفا و795.