اعترف فتح الله ولعلو، وزير المالية السابق ونائب الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، بأنه يتحمل جانبا من المسؤولية في عدم بلوغ أهداف رؤية 2010 بخصوص 10 ملايين سائح بسبب «تقديرات خاطئة». وقال ولعلو خلال الجامعة الربيعية الثالثة، التي نظمها تيار فعل ديمقراطي في الحزب الاشتراكي الموحد وفضاء البيضاء للحوار اليساري بالمحمدية يومي 16 و17 ماي الجاري، إنه في سنة 2001 حينما كان وزيرا للمالية والسياحة وضع تقديراته على أساس أن فتح الحدود بين المغرب والجزائر سيمكن من جلب نحو مليوني سائح. وقال وزير المالية السابق خلال تدخله إنه من أنصار وقوع أزمات مالية واقتصادية عالمية من حين إلى آخر، لأنها تتيح الفرصة للتقدميين لمراجعة عملهم وأن يكونوا في مستوى التحديات المطروحة، وهي كذلك فرصة لليسار من أجل انطلاقة جديدة. وبينما توقع وزير الاقتصاد والمالية السابق أن تستمر الأزمة العالمية لنحو 10 سنوات، نادى بتوسيع السوق الداخلي في ارتباط بالاندماج في السوق المغاربية، كإجراء لتجاوز تبعات الأزمة على الاقتصاد المغربي. من جهة أخرى، قال ولعلو خلال تدخله في المناظرة المفتوحة حول الأزمة الاقتصادية العالمية وأثرها على الاقتصاد المغربي والأوضاع الاجتماعية وأجوبة اليسار: «نحمد الله أن المغرب لا يتوفر على الثروة النفطية، وإلا كان مصيره كباقي الدول الريعية، من قبيل الجزائر ودول الخليج، التي تراجعت فيها الديمقراطية». وأكد أن المغرب منذ بداية الاستقلال وإلى يومنا هذا أعطى الأولوية لبناء الدولة وأجهزتها على حساب تطوير الاقتصاد والتعليم، مشيرا إلى أن ما نحتاجه الآن هو دمقرطة الدولة. وبعدما اعتبر أن المغرب حقق تقدما خلال العشر سنوات الأخيرة من خلال تصالحه مع ماضيه ونسائه وأمازيغيته، أشار ولعلو إلى وجود خطر يهدد المكتسبات التي تحققت، وتسجيل تراجع في السياسة يقتضي تقوية الدولة الديمقراطية التي تسمح بمراقبة الأجهزة. من جهته، اعتبر إبراهيم ياسين، عضو المجلس الوطني للحزب الاشتراكي الموحد، في معرض حديثه خلال مناظرة «أي آفاق للعمل اليساري الموحد؟»، أن الانتقال الديمقراطي لم يتم في المغرب بالنظر إلى غياب الإرادة السياسية. وبالنسبة إلى ياسين، فإن موضع الداء يكمن في وجود طبقة اجتماعية متكونة من فئات لها مصالح خارج القانون، تكونت في مسار تاريخي إبان عهد الحسن الثاني، وتستظل بمظلة الملكية وتمتص من رصيدها، وبالتالي تلحق بها الضرر. إلى ذلك، طالب المشاركون في الجامعة بالضغط على قيادات الأحزاب اليسارية لدفعها إلى الوعي بضرورة العمل المشترك، خاصة أن هناك اتجاهات داخلها تنحو نحو الوحدة، لكن دون أن تقوم بواجبها في هذا الصدد، مبدين أسفهم على غياب الترشيح المشترك بمناسبة الانتخابات الجماعية ل12 يونيو المقبل، وتشتت العمل النقابي. ومن جهة أخرى، أكد المشاركون على ضرورة تقديم مبادرات للدفاع عن الذاكرة اليسارية، وفي مقدمتها الدفاع عن رمزية القائد الاتحادي المهدي بنبركة، مشيرين إلى عزمهم على توجيه نداء إلى كل اليساريين لمطالبتهم بالوعي بالمرحلة الحالية وما تقتضيه من توحيد للجهود.