قرر فريق الترجي المراكشي الانسحاب من بطولة المجموعة الوطنية هواة احتجاجا على سوء التحكيم، وعلى الأحداث التي رافقت مباراته الأخيرة ضد فريق فتح سيدي بنور والتي توقفت قبل نهايتها بدقائق قليلة. وجاء في بيان توصلت «المساء» بنسخة منه أن ما عاشه الفريق خلال المباراة المذكورة من ظلم فاق كل التوقعات سواء من حكم المباراة، أو من طرف المنظمين والسلطات العمومية، تسبب بشكل مباشر في اتخاذ هذا القرار، ومن ثمة فإن الفريق يرى أن الاستمرار في بطولة وصفها بالفاقدة للمصداقية هو بمثابة تواطؤ واشتراك في «مسلسل يستهدف تسخير كرة القدم والرياضة لأغراض دنيئة وبعيدة عن ميثاق الشرف الذي يفترض أن يلتزم به الجميع». وقال محمد فلوح، مدرب الفريق ولاعب الجيش الملكي والرجاء البيضاوي والمنتخب المغربي سابقا، إن ما شاهده في مدينة سيدي بنور هو «أغرب من الغرابة ذاتها»، مؤكدا أن مجريات الأحداث انطلقت من تعيين حكم لهذه المباراة سبق أن أسهم في مرات عديدة في إلحاق الضرر بفريقه من خلال قراراته المتحيزة، مرورا بتحرشات رجال السلطة مرتدين لزي مدني، والذين مارسوا على لاعبي ومسؤولي الفريق إرهابا حقيقيا، حيث أصروا على تقمص دور الحكم الرابع بحثهم كرسي الاحتياط على عدم الاحتجاج على قرارات الحكم. لكن فلوح أكد أن كل ما ذكره حتى الآن لم يثره كثيرا لكونه سبق أن شاهده في الملاعب الإفريقية، لكن إعلان حكم المباراة عن نهايتها قبل الأوان احتجاجا على رغبة الفريق المراكشي في تسجيل اعتراض تقني على قراراته، وفي مقدمتها إعلان ضربة جزاء خيالية هو مشهد غريب يقول فلوح. ويرى فلوح أن إعلان رئيس الفريق الانسحاب من بطولة الهواة هو «صرخة في وجه الفساد الذي يميز الممارسة الكروية داخل هذه الهيئة، مشيرا إلى أنه يتأسف لمصير عديد العائلات التي تعيش من وراء هذا الفريق، إضافة إلى فئات واسعة من الأطفال الذين تدرجوا عبر مختلف فئات الفريق وكانوا يتمنون أن يواصلوا المسيرة لكن حلمهم ضاع». أما رئيس الفريق من ناحيته فقد ربط بين التراجع عن قراره وبين تدخل مباشر من رئيس الجامعة الفاسي الفهري، مستغربا الطريقة الباردة التي تعامل بها مسؤولو المجموعة الوطنية هواة مع احتجاجاته، مضيفا أنه بدل جهودا كبيرة لإنعاش الرياضة في المدينة، لكنه كان يصطدم دوما بالعراقيل، معربا هو الآخر عن قلقه بشأن المشروع الكروي الذي أطلقه وخصص له وعاء عقاريا كبيرا يبلغ خمسة هكتارات، شيد فوقها ملعبين معشوشبين وآخر طور التشييد. داعيا رئيس الجامعة إلى التحقيق في الموضوع والضرب بقوة على أيدي كل المفسدين.