كل ما عاشته على ظهر هذه الدنيا لا يتعدى 32 عاماً، فقد ولدت في 25 نوفمبر 1912 وتوفيت في 14 يوليوز 1944، ومع هذا العمر القصير حظيت المطربة أسمهان بكثير من الاهتمام وكثير من اللغط حولها وكثير من الشائعات، وكثير من الغناء الجميل، حيث لا تزال تثير شجن وفرح من يسمع صوتها الملائكي، وأداءها الذي يعد ميزاناً حساساً ونادراً، فأغاني أسمهان المتداولة في مواقع الأنترنت تصل إلى حوالي 41 أغنية، ولكن أكثرها تداولا ونجاحا مع الأجيال الجديدة العاشقة لصوتها هي أغاني «ليالي الأنس في فيينا»، «ياللي هواك»، «يا حبيبي تعالى الحقني»، «يا جمال الورد»، «كلمة يا نور عيني»، «كان لي أمل»، «في يوم ما أشوفك»، «أمتى حتعرف أمتى»، «أيدي في أيدك»، «أعمل ايه علشان أنساك»، «اهوى»، «فرق ما بينا الزمان»، «عليك صلاة الله»، «نويت أداري». وإذا عرفنا أن أسمهان سجلت أول أسطوانة لها عام 1937 وأنها توفيت عام 1944 نستنتج أن سبب قلة إنتاجها يرتبط بالفترة التي اشتغلت فيها، مع انها غزيرة لو قارنا عدد الأغاني بالفترة الزمنية التي عملت فيها، فهي لا تتعدى سبع سنوات أنجزت خلالها قرابة خمسين أغنية. بالإضافة إلى أنها قدمت للسينما ثلاثة من أروع الأفلام الخالدة، كان أولها فيلم «انتصار الشباب» عام 1941 إلى جانب شقيقها فريد الأطرش، وخلال تصويره تعرفت إلى المخرج أحمد بدرخان ثم تزوجته في زيجة انهارت سريعا، وشاركت في فيلم آخر من إخراج بدرخان هو «أفراح الشباب»، وفي عام 1944 مثلت فيلمها الثالث والأخير «غرام وانتقام» مع يوسف وهبي وأنور وجدي وبشارة واكيم وسجلت فيه باقة من أجمل أغانيها وشهدت نهاية هذا الفيلم نهاية أسمهان نفسها. ولكنها شاركت بصوتها وأغانيها في أفلام أخرى مثل فيلم «يوم سعيد»، حيث شاركت عبدالوهاب في أوبريت «قيس وليلى»، كما قدمت أغنية «محلاها عيشة الفلاح» في نفس الفيلم من ألحان عبدالوهاب وسجلت أغنية «ليت للبراق عينا» في فيلم «ليلى بنت الصحراء» وغنت في فيلم «زوجة بالنيابة». أول أغنية غنتها أسمهان بعد عودتها إلى القاهرة كانت عام 1937 للقصبجي بعنوان «ليت للبراق عينا» وهو لحن غناه إبراهيم حمودة قبلها ثم «حياة محمد» في فيلم «ليلى بنت الصحراء» وأعطاها القصبجي أيضا طائفة أخرى من القصائد منها «اسقينها بأبي» للأخطل الصغير، و«يا طيور» لأحمد شوقي وغيرهما.