تمت أول أمس إعادة تمثيل جريمة السطو التي تعرض لها الاثنين الماضي مالك محطة وقود بسلا على يد أربعة أشخاص كانوا على متن سيارة من نوع مرسيدس. وكان الجناة قد نجحوا في الفرار من مكان الحادث بعد الاستيلاء على كيس به 15 مليون سنتيم رغم إصابة أحدهم برصاصة على مستوى الورك، ورغم انفجار العجلة الخلفية لسيارتهم بعد أن استقرت بها رصاصة أطلقها عنصر أمني. وحسب التحقيقات التي أجرتها مصالح الشرطة مع المتهمين السبعة في العملية، فإن الجناة خططوا لهذه العملية منذ أزيد من شهر، إذ استعانوا بأحد أقارب الضحية الذي مكنهم من معلومات مفصلة حول تحركاته، والتوقيت الذي يقوم فيه بإيداع مداخيل محطة الوقود الموجودة بحي الرحمة. سيارة المرسيدس، التي أحرقها الجناة بضواحي بوقنادل في محاولة منهم لإخفاء أي دليل قد يقود إليهم، كانت الخيط الأول الذي مكن المحققين من اعتقال أفراد العصابة، حيث اتضح من خلال معاينة هيكل السيارة التي كانت تحمل لوحة ترقيم أجنبية مزورة، أنها لا تتوفر إلا على مقعد السائق، فيما تم انتزاع باقي المقاعد الأخرى، وهو ما أكد أن السيارة تستعمل ك«مقاتلة» لتهريب البضائع، حيث يتم اللجوء إلى نزع المقاعد من أجل حمل أكبر كمية من السلع المهربة. تحريات الأمن ركزت بعد ذلك بحثها في محيط العناصر التي تشتغل في مجال التهريب، قبل أن يتم تحديد هوية أحد الأشخاص الذي تطابقت أوصافه مع الأوصاف التي أدلى بها الضحية وعدد من الشهود. بعد ذلك وبتنسيق بين الفرقة الولائية وأمن سلا تم اعتقال المتهم الأول واستنطاقه، فيما تم اعتقال باقي المتهمين بكل من مدن سلا وتطوان وتمارة. المتهمون ومن خلال التحقيق اعترفوا بأنهم حاولوا تنفيذ العملية في مناسبتين قبل شهر، واضطروا إلى التراجع في آخر لحظة لعدم توافر الظروف المناسبة. وكان الجناة قد تربصوا للضحية أمام محطة البنزين التي يملكها قبل أن يقوموا بملاحقته إلى الوكالة البنكية التي اعتاد إيداع الأموال بها، ومباشرة بعد نزوله محملا بكيسين بهما مبلغ 15 مليون سنتيم قاموا بمهاجمته بالأسلحة البيضاء، وأصابوه بجروح على مستوى اليد ليسقط أرضا وهو يصرخ طالبا النجدة، الأمر الذي أثار انتباه فرقة أمنية كانت على متن الدراجات النارية حيث تدخل عناصرها وأشهروا السلاح الناري في وجه الجناة، قبل أن يضطروا إلى إطلاق الرصاص عليهم أثناء محاولتهم ركوب السيارة والفرار. وحسب التحقيقات فإن أفراد العصابة الذين تترواح أعمارهم ما بين 30 و35 سنة استعانوا بثلاثة أشخاص قاموا بنقلهم إلى مدينة القنيطرة بعد إحراق السيارة، قبل أن يعودوا مباشرة إلى مدينة سلا في محاولة لعدم لفت الانتباه وتجاوز الحواجز الأمنية التي قامت بالتدقيق في هوية الأشخاص الذين يغادرون مدينة سلا عبر الطريق الوطنية أو الطريق السيار. كما أثبتت التحقيقات أن الجناة، ومعظمهم من حي واد الذهب «الواد الخانز سابقا»، يتعاطون لتهريب البضائع بواسطة سيارات تتم سرقتها وتزوير لوحات ترقيمها.