سلطت الندوة التي احتضنتها كلية الطب والصيدلة بالدر البيضاء، الضوء على الظاهرة الجديدة في عالم المنشطات، وهي المنشطات الجيناتية التي جاءت نتيجة التطور الطبي والكميائي الذي عرفه العالم. وأشار المتدخلون في هذا اللقاء التواصلي الذي عقد أول أمس الأربعاء، سواء عن الجمعية المغربية للتحسيس من مخاطر المنشطات أو جمعية الطب الرياضي والعلاج الطبيعي، إلى التقنية التي تستعمل لتحقيق النتائج المرجوة من تعاطي المنشط، إذ يتم حقن الجسم بفيروس حامل للجين المعدل لحثه على إنتاجه مباشرة، وتبقى آثار هذه التقنية غير ظاهرة بالمقارنة مع باقي المنشطات. وشهدت الندوة مداخلات لمجموعة من الأطباء، كالبروفيسور أحمد بناني الذي تعرض إلى موضوع آثار المنشطات على القلب والشرايين، موضحا أن رغبة الرياضيين في تحقيق نتائج جيدة تجعلهم يلجؤون إلى بعض الأساليب غير القانونية والتي يجهلون آثارها الجانبية، كالموت المفاجئ والذبحات الصدرية والخلل الهرموني، وأضاف بأن الوسط الرياضي المغربي يحتاج إلى مزيد من التحسيس والتوعية بالمخاطر التي تسببها ظاهرة تعاطي المنشطات، نفس الأضرار تعرض لها البروفيسور العرصي المتخصص في طب العظام الذي قدم عرضا شاملا تناول خلاله أضرار المنشطات بصفة عامة. بالمقابل تميزت مداخلات كل من لحسن كرم ومصطفى بلعباس بطرحهما للبديل عن المنشطات، إذ بين هذا الأخير الدور الذي يلعبه العلاج الطبيعي في الحد والتحسيس من الظاهرة،معتبرا أن مجموع الضغوطات التي تمارس على الرياضي تبقى بدورها سببا في الإقبال على المنشط للحفاظ على الأداء الرياضي ولتحسين قدرة الجسم على التدريب والتنافس، واقترح في معرض تدخله مجموعة حلول تمثلت في تحسيس المحيط الرياضي ككل سواء تعلق الأمر بالرياضيين أو المدربين وحتى المحتضنين، إلى جانب اقتراحه لطريقة توظيف كل الحواس لدى الرياضيين وتنميتها قصد الوصول إلى منتوج رياضي بطرق صحيحة. وتطرق لحسن كرم رئيس الجمعية المغربية للتحسيس بمخاطر المنشطات، إلى الشق القانوني مستعرضا الكيفية التي تتعامل بها الأجهزة الدولية المكافحة للظاهرة من خلال مجموع القوانين التي تجرمها، كما أشار إلى التطورات التي يعرفها المغرب في هذا المجال كمشروع القانون الخاص بالمنشطات، ليختم عرضه بالتشديد على ضرورة التحسيس والتوعية التي تبقى أهم السبل المتخذة إلى جانب باقي القوانين الزجرية للحد من ظاهرة تفقد الدورات الرياضية مصداقيتها وتفقدها كل معنى للأخلاق.