الشخير مرض مزمن له تأثير سلبي على صحة المصاب به، وللتعريف فإن الشخير هو ذلك الصوت الذي يصدر من خلال الأنف والفم أثناء النوم نتيجة انسداد جزئي في مجرى الهواء، وتختلف درجته وحدته من صوت هادئ يحدث عند غالبية الناس إذا كان وضع الرأس بالنسبة للعنق غير مضبوط، وقد يكون الشخير عبارة عن صوت عال يشبه صوت الحشرجة، وهذا النوع قد يكون مصحوبا بتوقف متقطع في التنفس واضطراب في النوم. ويعتبر التنفس عن طريق الأنف الطريقة الطبيعية السليمة، لأنه يوفر كافة الظروف الملائمة لأداء وظيفة الرئتين على أكمل وجه، ويضمن وصول الهواء المكيف والنقي إليهما، حيث يتم خلال هذه العملية توفير الأوكسجين للدم والتخلص من ثاني أكسيد الكربون. وتختلف أسباب الشخير تبعا للمرحلة العمرية، فعند الأطفال قد يظهر نتيجة عيوب خلقية مثل انسداد الأنف من الخلف على جانب واحد، أو قد يحدث بسبب تضخمات لحمية خلف الأنف أو في اللوزتين، وفي هذه الحالة يتنفس الطفل من الفم عند النوم، ويكون ذلك مصحوبا باهتزاز اللهاة والجزء العضلي من سقف الحلق، فيحدث عندها الصوت المميز للشخير. أما في المراحل العمرية التالية فتتعدد أسباب الشخير وأهمها: اعوجاج الحاجز الأنفي إما خلقيا أو نتيجة لإصابة معينة، أو بسبب تضخمات في الأغشية المبطنة لتجاويف الأنف، أو بسبب وجود زوائد لحمية في تجاويف الأنف، أو زيادة الوزن التي من شأنها أن تؤدي إلى ترهلات في سقف الحلق وتضخم بالجزء الخلفي من اللسان. بالنسبة للعلاج فإنه يختلف باختلاف أسبابه، فإذا كان السبب اعوجاجا بالحاجز الأنفي فلابد من إجراء عملية تقويم للحاجز الأنفي. أما في حالات وجود زائدة لحمية فلابد من استئصالها وتحليلها لمعرفة نوعها وطبيعتها. وإذا كان السبب تضخما باللوزتين أو بلحمية البلعوم الأنفي لابد من استئصالهما. أما الحالات التي تكون ناجمة عن السمنة فيجب إنقاص الوزن أولا، ثم إجراء عملية جراحية للتقليل من حجم الأنسجة المترهلة في سقف الحلق. بالنسبة للأشخاص الذين يشخرون بشكل معتدل أو عرضي فإنهم مطالبون بممارسة الرياضة بشكل دوري ومنتظم، لأنها تساعد على تقوية العضلات وفقدان الوزن، وكذا تجنب تعاطي المسكنات والحبوب المنومة، ومضادات الحساسية قبل النوم، وتجنب الكحول والسجائر، مع تفادي الوجبات الثقيلة قبل النوم بثلاث ساعات، وتجنب الإرهاق والتعود على النوم في أوقات منتظمة. وبعيدا عن تناول الأدوية فإن الطبيب ينصح المريض في حالة استمرار معاناته مع الشخير باستعمال آلة صغيرة يضعها على شكل قناع أثناء نومه لا تؤثر على راحته، تسمى «لاسيباب»، وهو علاج معروف بنجاعته عالميا. وهناك آلة أخرى توضع داخل الفم بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من تمركز ذقنهم إلى الخلف، تعمل على دفعه إلى الأمام لتفادي توقف التنفس ليلا.