تقترح «بوابة مستقبلي» على الشباب المتراوحة أعمارهم بين 12 و25 سنة خدمات ومعلومات من أجل بناء مستقبلهم المهني. وهي بوابة تتناول، باللغتين العربية والفرنسية، من الناحية العملية والواقعية ثلاثة أركان أساسية هي التوجيه والتكوين والإدماج المهني. تتمثل مهمة الموقع في مساعدة الشباب على اكتشاف عالم المهن ومرافقته لاختيار التكوين المناسب ثم إرشاده إلى أن يحصل على أول عمل. تخاطب «بوابة مستقبلي»، ذات الهدف غير الربحي، الشباب الراغب في التعرف أكثر على المهن وعلى التكوين المهني وعلى الشغل والتشغيل بالمغرب. وهو لا يقتصر على هؤلاء فقط، بل يخاطب كذلك الآباء وأولياء الأمور وجمعيات الأحياء والمهنيين المختصين في التوجيه والتكوين، إضافة إلى المقاولات ومؤسسات التكوين والجمعيات المهنية. ميزة «مستقبلي» أنها بوابة تشاركية وجماعية، إذ يساهم المستعملون ويشكلون جزءا لا يتجزأ من عمل وحياة البوابة، فهم يساهمون بالرد والتعليق على المقالات أو بطرح أسئلتهم أو باقتراح مساهماتهم الخاصة. وللمشاركة في الحياة الاجتماعية للبوابة، يكفي التسجيل مجانا في الموقع، وبعد ذلك، يحصل المستعمل على اسم جديد وكلمة مرور لكي يتمكن من استعمال خدمات الموقع ويستفيد منها، وتشمل المنتديات، لوائح النقاش، النشرة الإخبارية، الردود.. يقدم الموقع خدمات تكميلية من أجل مساعدة الشباب على اختيار التوجيه الأنسب والاستعلام عنه، وذلك من خلال حوارات مع خبراء واختبارات شخصية وقواعد بيانات خاصة بمؤسسات للتكوين المهني، بالإضافة إلى مركز توثيقي افتراضي وقاعدة من الشهادات والمهن..وبإمكان أي شاب أن يودع ترشيحه أو أن يطلع على إعلانات التشغيل التي تنشرها البوابة. وصرحت خدوج بنخضرا، منسقة الموقع ل«المساء»، أن «مستقبلي» تقدم كل البرامج والمعلومات التي يحتاج إليها التلميذ والطالب قبل ولوج سوق الشغل، ويتم تقديم نصائح عن كيفية إجراء الامتحانات وإعداد بيان السيرة الذاتية وإجراء المقابلات الشفوية. وتتابع بنخضرا:«نحرص على تقديم خدمات تجعل الطالب يكتشف قدراته، ونساعده على العثور على فرص العمل من خلال العروض التي نتوصل بها، وتبلغ التكاليف الإجمالية لتدبير الموقع حوالي 1 مليون درهم سنويا». ويحاول مسؤولو الموقع تطوير قاعدة بيانات لكل المهن المتوفرة وتعزيز هذه القاعدة، إضافة إلى خلق لائحة للمدارس الخاصة والعمومية الموجودة بالمغرب. وحول المهن التي تستقطب الطلبة في تساؤلاتهم التي يرسلونها إلى الموقع، أشارت بنخضرا إلى أن مهن الأوفشورينغ والسياحة والفندقة تظل أهم المجالات المهنية التي يفضلون الاستفسار عنها. وبعد التحاقها بالمجموعة قبل حوالي سبعة أشهر، تحرص سلمى الداكي، مسؤولة المضمون بموقع مستقبلي، على تحديث المقالات وإدارة المنتديات الداخلية للموقع. «أتلقى يوميا عددا كبيرا من الرسائل الإلكترونية وأجيب عنها، ما زلنا نعمل على تحيين النسخة العربية للبوابة، ونسعى إلى مرافقة التلميذ من المستوى الإعدادي إلى حين حصوله على أول مهنة» تقول الداكي، التي كشفت أن تلاميذ المستوى الثانوي لا يعلمون شيئا عن المهن المتوفرة في سوق الشغل والمدارس الموجودة. «نقدم للشباب نصائح حول كيفية التعامل مع مقابلات التشغيل، ونوفر مقاطع فيديو حول كل مهنة والمسار الدراسي الواجب اتباعه». وأضافت: «تنشر بوابة مستقبلي معلومات عملية عن التوجيه والتشغيل بالمغرب، من خلال معالجة المعلومات، ونعتمد أسلوبا مباشرا وسهلا». وصرح جوليان برونون المشرف العام لمستقبلي أن الشباب المغاربة ليست لديهم ثقافة المقاولة وطرق تعاملها مع الموظفين، وهو ما يسعى الموقع لتجاوزه عبر عرضه لكافة التكوينات المتوفرة وخلق الجسر بين الطلبة والمشغلين. «15 مليون نسمة في المغرب عمرها أقل من 15 سنة. هناك فرص شغل لا يتم الإعلان عنها مما يحرم العديد من الشباب من اقتناصها لتعويض النقص الحاصل في المغرب فيما يخص التعريف بالمهن» يضيف جوليان. البوابة هي مبادرة من مشروع «ألف»، الذي تشرف عليه الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وتطورها شركة «إم تي دي إس» إلى جانب اتفاقية شراكة مع وكالة التنمية الاجتماعية وحاضنة الأعمال بالدار البيضاء (كازابلانكا تكنوبارك) ومؤسسة شرق غرب، ويواصل فريق العمل ببوابة مستقبلي جهوده من أجل عقد شراكات مع أطراف أخرى متعددة من أجل اقتراح مواضيع ومقالات ذات الجودة والصلة، ومن أجل تعزيز رؤية مستقبلي والتعريف بها بين الجمهور الذي تريد أن تصل إليه. وقبل أيام، تم إطلاق موقع إلكتروني آخر: بوابة التربية، تقترح على مجتمع التربويين المغاربة مجموعة من الخدمات والمعلومات على الانترنت، وهي بذلك تطمح إلى المساهمة في تحسين جودة التعليم وربطه بالمتطلبات المعاصرة بالمغرب. ويتوجه الموقع إلى كل معني بقضايا التربية بالمغرب، وتسعى “تربية” إلى إبراز قيمة المعلم ومده بأدوات تساعده على إنجاز مهمته، وتنشر شهريا ملفات موضوعية تتطرق لقضايا أساسية تهم التعليم وتقترح نصائح عملية وموارد تربوية ووثائق مرجعية على المستعملين في ركن أدوات..ويشرف عليها نفس فريق العمل ضمن شركة «إم تي دي إس» الذي يتولى موقع مستقبلي الخاص بالشباب.