بدا عبد الكريم قيسي، البطل العالمي السابق في الملاكمة وبطل أفلام الحركة والرياضة، متفائلا من نجاح المهرجان الدولي للفيلم الرياضي، وأشار رفيق الأسطورة «فان دام» أنه يؤمن بدور الرياضة في إدماج الشباب، وبالتكامل الحاصل بين الرياضة والثقافة، وأبرز رغبته في العودة إلى المغرب من أجل وضع تجربته رهن إشارة وطنه خاصة في المجال السمعي البصري. - ما هي العراقيل التي تواجه المهرجان الدولي للفيلم الرياضي؟ < أولا هذا أول مهرجان دولي للفيلم الرياضي على المستوى المغربي والعربي والإفريقي، إذن ليست هناك دورات سابقة يمكن للمنظمين الاستناد إليها أثناء الاستعداد والتحضير للمهرجان، مهما كانت العراقيل فعلينا أن نسير إلى الأمام لأن الطريق لا تكون دائما مفروشة بالورود، من بين العراقيل كما لاحظتم غياب التغطية الإعلامية الواسعة، فحدث كهذا له خصوصياته يجب أن يكون محط متابعة كبرى من الإعلام بمختلف مكوناته، لكن صدقني بدون عراقيل لا يمكن أن نتقدم إلى الأمام ثم إن التجارب الأولى غالبا ما تصطدم بحواجز، علينا كمنظمين أن نتصدى لها وأن نقبل بالوضع دون أي رد فعل، لأن الأهم هو أن نجعل المهرجان مناسبة للتعرف على الفيلم الرياضي عن قرب واستقطاب شباب المنطقة نحو السينما. - لماذا اختيار منطقة البرنوصي لإقامة المهرجان الدولي للفيلم الرياضي؟ < اختيار منطقة البرنوصي هو من اختيار المسؤولين عن التنظيم وليس رئيس المهرجان، وأعتقد أن انتماءهم للمنطقة كان وراء هذا القرار، ربما أرادوا تشريف الحي الشعبي بإقامة ملتقى للسينما الرياضية، وأيضا لمكانة المنطقة على المستوى الرياضي، وأنا سعيد بحضور فئة كبيرة من الشباب في اليوم الافتتاحي وسعيد أيضا بالحماس الذي عشناه جميعا في القاعة. - لوحظ غياب ممثلي المركز السينمائي والسلطة في حفل الافتتاح؟ < فعلا هذا ما لاحظته ولاحظه الإخوان هنا في قاعة حسن الصقلي، لكن بكل صدق غياب المركز السينمائي أو السلطات المحلية ليس مؤثرا الأهم أن يستقطب ساكنة المنطقة وشبابها لأن الفقرات المعروضة والبرنامج بصفة عامة مخصص لهذه الفئة وليس لفئة أخرى تحضر في الافتتاح والاختتام، نحن نرحب بمن حضر ولا نلوم من غاب، علما أن حفل الافتتاح عرف حضور بعض الوجوه الرياضية المهمة كاللاعب الدولي السابق عزيز بودربالة وغيره من الوجوه التي شرفت الملتقى. - غاب المسؤولون المغاربة وحضر مسؤول صيني كيف تفسر هذه المفارقة؟ < فعلا أنا أتوجه بالشكر الكبير للمستشار الثقافي الصيني الذي أبى إلا أن يكون حاضرا بيننا، ولقد أعجبت بالكلمة التي ألقاها في حفل الافتتاح، خاصة وأنها جاءت بلغة عربية فصيحة، أشكر السفارة الصينية في المغرب على دعمها للمهرجان الذي خرج إلى الوجود رغم غياب الدعم، وأعتبر المبادرة مساهمة في تأصيل البعد الثقافي للرياضة، فالسينما أداة تثقيفية علينا أن نعيد إليها اعتبارها. - كبطل سابق في الملاكمة، كيف يمكن للرياضة أن تكون أداة لإدماج الشباب؟ < الرياضة وسيلة فعالة في الإدماج، فالولاياتالمتحدةالأمريكية مثلا لا تتعامل مع الشباب المنحرف بمنظور أمني، أي بمعاقبة الخارجين عن القانون في شيكاغو أو غيرها من الولايات التي تنتشر فيها نسبة الإجرام، بل بحس اجتماعي حيث قررت إلحاق العديد من الشباب المنحرفين بمراكز التدريب الرياضي، والحصيلة كانت مبهرة لأن أغلب الأبطال الأولمبيين الذين حصدوا ميداليات الملتقيات العالمية كانوا في السابق مجرد شباب يعيش على الهامش. - هل عشت تجربة مماثلة؟ < أنا أيضا عشت تجربة من هذا النوع، لا أخفيك أنني كنت من الشباب المتهور، كنت أرافق بعض الأشخاص خلال فترة المراهقة وكنت أقوم بأعمال لا أرضى عليها بسبب طيش الشباب، لكنني وجدت فجأة في البطل الأسطوري محمد علي كلاي المثل والقدوة، فقررت أن أشق طريق الأبطال لهذا تحولت إلى ملاكم وتطور أدائي إلى أن احترفت الفن النبيل وأصبحت بطلا يسمع تصفيقات الجماهير، ويسافر إلى نقط بعيدة من العالم بعد أن كنت خارج الاهتمام، بل إنني مع مرور الوقت تغيرت كليا بفضل التداريب التي أصبحت مدمنا عليها بدل الإدمان على أشياء أخرى، لقد عشت طفولة قاسية وبفضل الرياضة تغير مجرى حياتي. - ما هي مشاريعك الفنية خاصة في الشق المتعلق بالأفلام الرياضية؟ < أنا الآن بصدد التفكير في مشروع فيلم له علاقة بالرياضة، لا يمكن في الوقت الراهن أن أكشف عن تفاصيله لأننا في مرحلة أولية من التفاوض والنقاش، وأتمنى أن نوفق في المشروع، أما على المستوى الشخصي فأنا أدرس إمكانية العودة إلى بلدي المغرب، بعد أن قضيت في بلجيكا فترة طويلة كلها اغتراب وجهد، أسعى إلى إنهاء مساري في المغرب وبالضبط في المجال السمعي البصري. - هناك حديث عن فيلم يرصد حياة البطل القومي محمد بن عبد الكريم الخطابي؟ < شقيقي هو صاحب المشروع والفكرة الآن قيد الدرس، لأن إنجاز فيلم حول حرب الريف وحول بطل قومي كالخطابي يحتاج إلى جهد على مستوى التوثيق وأيضا الجانب اللوجستيكي، أتمنى أن نوفق في المشروع الذي سيكون إضافة للسينما المغربية وتكريما للراحل. - هل لك علاقة بالريف؟ < أنا من أصول وجدية وبالضبط من منطقة بني درار المعروفة بالمطاعم التقليدية خاصة المشوي، وأيضا بالتجارة المهربة.