تابعت الأسبوع الماضي حلقة برنامج طاقم تحقيق على القناة السادسة الإسبانية تحت عنوان:»ديل نيدوفي الظل»،وخلالها تمت إماطة اللثام عن بعض الجوانب الخفية من فضائح رئيس فريق إفس إشبيلية الإسباني السابق خوسيه ماريا ديل نيدو،الذي حكمت عليه المحكمة العليا الإسبانية بالسجن لمدة سبع سنوات ونصف بعد ثبوت تورطه مع رئيس بلدية ماربيا الأسبق خوليان مونيوزفي تزويروثائق لاختلاس الأموال من الحسابات العامة لمدينة ماربيا. لقد طالب الإدعاء العام بسجن ديل نيدو أحد عشرعاما لكنه نجا من تهمة الاحتيال ليتم الحكم عليه بالسجن سبع سنوات ونصف مع أداء غرامة مالية قدرها ثلاثة ملايين أورو،مما اضطره إلى التنحي عن منصبه بفريق إفس إشبيلية الذي ترأسه لمدة أحد عشرعاما وقاده إلى التتويج مرتين بكأس الإتحاد الأوروبي وإحراز لقبين لكأس ملك إسبانيا. وتعود وقائع القضية إلى الفترة الممتدة بين عام 1999 و2003 عندما اشتغل خوسي ماريا ديل نيدورئيس إفس إشبيلية السابق كمحامي ببلدية ماربيا،حيث استغل علاقته الخاصة برئيس البلدية الأسبق خوليان مونيوزليتحول بين عشية وضحاها إلى رجل أعمال كبيرفي مجال البناء، فقام بإنشاء عشرمقاولات متنوعة في ظرف وجيزبل واستطاع أن ينال عدة صفقات لبلدية ماربيا خلال هذه الفترة للقيام بأشغال إصلاح بعض المرافق العامة قدم خلالها وثائق مزورة لبلدية ماربيا حيث اتهم باختلاس ثلاثة ملايين أوروبطريقة غيرقانونية. محاكمة ديل نيدورئيس إفس إشبيلية السابق، هي تجسيد صريح لربط المسؤولية بالمحاسبة وعدم الإفلات من العقاب وأن لا أحد مهما بلغ نفوذه فوق القانون بالجارة الإسبانية، وهناك حالات أخرى لرؤساء أندية بإسبانيا لم ينجو بدورهم من سلطة القانون بل ولم يشفع لهم حتى تقدمهم في السن في التمتع بالعفو، كجوزيب لويس نونيزرئيس إفس برشلونة سابقا البالغ من العمر83 عاما الذي أودع مؤخرا في سجن مدينة برشلونة لقضاء عقوبة الحبس لمدة عامين وشهرين لتورطه في الرشوة لتجنب الضرائب في قضية «هاسيندا»،مع أداء مليون ونصف المليون أورووعدم ممارسة أي وظيفة عامة لمدة سبع سنوات،ثم قضية ساندروروسيل رئيس البارصا الذي قدم استقالته من النادي الكاتالوني بسبب التلاعبات التي شابت صفقة البرازيلي نيلمارإلى فريق إفس برشلونة. أما عندنا فيحدث العكس، فلم نسمع أبدا عن محاكمة رئيس نادي مغربي بتهمة الفساد الرياضي رغم الخروقات والاختلالات التي تسجلها بعض التقاريرالمالية للأندية الوطنية خلال جموعها العامة السنوية،فنحن أيضا لدينا «ديل نيدوات» كثيرون وجدوا في عالم الرياضة مرتعا خصبا يستغلونه في حملاتهم الانتخابية للولوج إلى المجال السياسي أو التضليل عن أنشطتهم «المشبوهة».. الدستورالحالي يتحدث عن الحكامة الجيدة وعن ربط المسؤولية بالمحاسبة،لكن ما أحوجنا اليوم قبل أي وقت مضى إلى تنزيل مضامين هذا الدستور على أرض الواقع.