صدر حديثا عن المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «إيسيسكو» كتاب «التراث الفني الإسلامي في المغرب» للباحث المصري الدكتور عبد العزيز صلاح سالم، أستاذ الآثار والفنون الإسلامية بكلية الآثار، جامعة القاهرة، وخبير التراث الإسلامي بالإيسيسكو. وتتجلى أهمية هذا الكتاب في سد ثغرة كبيرة في مجال دراسة التراث الإسلامي بصفة عامة، والتراث الفني في المغرب، على وجه الخصوص، لمدة 12 عاما، وهو ما يزيد من أهمية هذا الكتاب وقيمته العلمية، حيث استطاع مؤلفه خلال فترة إقامته بالمغرب، الاطلاع على ما تحتفظ به المملكة من كنوز التراث الفني الإسلامي على أراضيها، سواء في العمائر الأثرية نفسها أو في المتاحف، والمجموعات الخاصة، علاوة على تلك الروائع المغربية والأندلسية المحفوظة في المتاحف العربية والإسلامية، بل والعالمية الأخرى. والكتاب من تقديم الدكتور عبد الحق المريني، مؤرخ المملكة المغربية، وقام بالتصدير له، الدكتور محمد حمزة إسماعيل، عميد كلية الآثار بجامعة القاهرة. ويعتبر كتاب التراث الفني الإسلامي في المغرب، من الدراسات المهمة التي تساهم في كشف العديد من الجوانب الأثرية والفنية المرتبطة بخصائص التراث المغربي، التي لا يزال يكتنفها نوع من الغموض، فعلى الرغم من أهمية التراث الفني الإسلامي، وقيمته الفريدة بالنسبة لتأريخ مواد الفنون في المغرب الأقصى، إلا أنها لم تلق العناية والاهتمام اللازمين من قبل الباحثين والمتخصصين في هذا المجال، الذين عزفوا عن دراستها، لما تتسم به هذه الموضوعات من صعوبة في تتبع عناصرها الفنية، وذلك بسبب تناثر مواده المختلفة بين العمائر الإسلامية المغربية والمتاحف الوطنية والدولية، إضافة إلى أن عدم متابعة أعمال الصيانة والحفظ بشكل دوري وعمليات الترميم الخاطئة المتتالية التي أجريت على بعض المواد الفنية ونقوشها الكتابية والزخرفية المتنوعة أحدثت تغييرات جمة يصعب معها تتبع وفحص ودراسة خصائصها الصناعية وسماتها الفنية بشكل أثري دقيق. وقد قسم المؤلف هذا الكتاب إلى مقدمة، وخمسة فصول، تناول في المقدمة: أهمية الموضوع ومنهج الدراسة، والإطار التاريخي والجغرافي لموضوع الكتاب. ويتناول الفصل الأول التراث الفني الإسلامي من الفتح العربي إلى نهاية عهد المرابطين، فيما يتناول الفصل الثاني التراث الفني الإسلامي في عهد الموحدين، أما الفصل الثالث فهو عن التراث الفني الإسلامي في عهد المرينيين والوطاسيين، بينما يتناول الفصل الرابع التراث الفني الإسلامي في عهد السعديين، أما الفصل الخامس والأخير، فقد أفرده لدراسة النقوش الكتابية، والزخرفية، والمراكز الصناعية، ودور ضرب السكة، والصناع، والتأثيرات الفنية المتبادلة.