اطلع أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مرفوقا بصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، أمس الجمعة بفاس، على مشروع ترميم ضريح مولاي إدريس الأزهر وملحقاته، الذي رصد له غلاف مالي إجمالي يبلغ 52 مليونا و500 ألف درهم. (ح م) ويهم المشروع، الذي تبلغ مساحته الإجمالية المغطاة 2548 مترا مربعا، تدعيم أو ترميم القبة الرئيسية للضريح وصحنه وقاعة الصلاة به وصومعته ومنزل الإمام، ومسجد "المقلقة"، الذي يشمل قاعة للصلاة ومحلات للوضوء، ودار القيطون المحل السابق لإقامة المولى إدريس. وستمكن هذه الأشغال، التي من المقرر أن تستغرق 24 شهرا، من تدعيم الأساسات، وإصلاح التشققات، وترميم السقوف والقباب، كما تتمثل في إعادة تكسية الجدران، وصيانة قنوات المياه وشبكتي التطهير والكهرباء، وترميم جميع المكونات الخشبية، وترميم المكونات الزخرفية ( الزليج، والرخام، والقرميد، والنقوش الجبصية، والزخارف الحديدية، والبرونزية وغيرها ..). ويعكس هذا المشروع العناية الخاصة، التي يوليها أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، للحفاظ على أماكن إقامة شعائر الدين الإسلامي، وكذا الرعاية الدائمة التي يخص بها جلالته الشرفاء الأدارسة . وكان جلالة الملك أعطى سنة 2009، تعليماته السامية لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بالشروع في الدراسات التقنية المتعلقة بترميم ضريح مولاي إدريس وملحقاته . ويحتضن الضريح، الذي يقع في قلب المدينة العتيقة بفاس، قبر المولى إدريس الأزهر، مؤسس المدينة، ويعتبر، إلى جانب جامع القرويين، من أهم المعالم في المدينة ومن أشهر المآثر في المغرب وأكثرها شعبية . وعرفت هذه المعلمة الدينية، التي يعود تشييدها إلى حقبة بداية تأسيس مدينة فاس، عدة توسيعات وتعديلات معمارية إبان حكم المرينيين، والوطاسيين، والسعديين، وفي عهد السلاطين العلويين، خاصة منهم جلالة المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني .