كشفت جريدة «بوليتيكن» الدنماركية يوم الأحد الماضي أن المخابرات الدنماركية (بيط) تشك في شأن عراقي عمره 42 عاما يعيش في الدنمارك، بكونه يقود خلية في شمال أوربا لتجنيد انتحاريين للعراق، استنادا إلى «تقارير سرية من المخابرات المغربية»، تقول الجريدة الدنماركية إنها تتوفر على نسخ منها. وحاولت المخابرات الدنماركية منذ ما يزيد عن سنة طرد «عامر سعيد» من الدنمارك بموجب قانون مكافحة الإرهاب الخاص على خلفية أنه يشكل تهديدا للأمن الوطني الدنماركي. لكن لم يتم تنفيذ قرار الطرد في حقه على أساس اعتبارات إنسانية، حيث استمر عامر سعيد في الإقامة بالبلاد. ولم تكشف المخابرات الدنماركية أي تفاصيل عن سبب سعيها الآن لطرده، لكن المخابرات الدنماركية قالت إن «لديها نسخا من وثائق قضائية ألمانية تبين أن سعيد على اتصال وثيق بمغاربة يتعاونون مع شبكة القاعدة الإرهابية في العراق». وقالت الاستخبارات الدنماركية إن الوثائق المرتبطة «بالعديد من المحاكمات الألمانية في قضايا الإرهاب تبين أن المخابرات الدنماركية تعتقد أن عامر سعيد كان المنظم الرئيس لمجموعة في شمال أوربا لتجنيد إرهابيين وإرسالهم إلى العراق». وتفيد اليومية الدنماركية أن التقارير الاستخباراتية «تضمنت اعترافات لأعضاء خلية إرهابية مغربية كشفوا خلالها أنهم عندما يعثرون على شاب يرغب بالتضحية بنفسه كانتحاري في العراق، فإنهم يتصلون بعامر سعيد، الذي يتولى ترتيب الأمور للانتحاري وإرساله إلى العراق». وقال سعيد للجريدة إنه كان «فعلا على اتصال بأشخاص ينتسبون إلى تنظيمات إرهابية»، لكنه «رفض الاتهام بكونه يجند انتحاريين»، مضيفا أنه «كان فقط صديقا لهم. فأفكارهم مختلفة تماما عن الإرهاب». وحاولت المخابرات الدنماركية «طرد أحد أصدقاء سعيد في الدنمارك، وهو عراقي أيضا يدعى محمد عز الدين حامد»، مشيرة إلى أنه هو أيضا «يمثل تهديدا للأمن الوطني لإسهامه في تجنيد انتحاريين»، على حد قول جريدة «بوليتيكن». وقال حامد إنه سافر إلى سوريا «سبع أو ثماني مرات واتصل بممثلين عن تنظيمات إرهابية تعمل في العراق»، لكنه «أصر على أنه كان يحاول فقط الحصول على مساعدة للعثور على أخيه المفقود في العراق». وكان 72 بالمائة من المغاربة أعربوا خلال استطلاع للرأي أنجزته جامعة ميريلاند الأمريكية أنهم يرفضون الأساليب المتطرفة لتنظيم القاعدة الإسلامي، لكنهم يؤيدون أهدافها، بما فيها طرد القوات الأمريكية من دول العالم الإسلامي. وأظهر الاستطلاع أن الأغلبية المطلقة في الدول الثمان التي شملها استطلاع الرأي أعربت عن موافقتها على الهجمات ضد قوات الاحتلال الأمريكي في العراق، حيث أعرب 60 بالمائة من المغاربة عن تأييدهم لذلك. وأكد مسؤلون عسكريون أمريكيون كبار أن خمسين مغربيا نفذوا عمليات انتحارية في العراق أو قاموا بتسهيل الهجمات الأخرى. وأفادت مصادر متطابقة أن الجيش الأمريكي ضبط «معلومات ذاتية وتفاصيل استخباراتية» أخرى ل 700 مقاتل أجنبي معظمهم ينحدرون من السعودية، وليبيا، والجزائر والمغرب، منذ شهر غشت من سنة 2007. وتمكنت عناصر الاستخبارات والجيش الأمريكي من التوصل إلى هذه البيانات المدققة حول هوية الانتحاريين والمجاهدين الذين قدموا إلى العراق، ومنهم خمسون شابا مغربيا بعد اكتشافها لما وصفته «كنزا ثمينا»، من الوثائق وأجهزة الكومبيوتر كانت تتوفر على معطيات في هذا الشأن، بعدما داهمت القوات الأمريكية خلية «متمردة» يعتقد أنها كانت مسؤولة عن تهريب الغالبية العظمى من المقاتلين الأجانب إلى داخل العراق، بحيث كانت تتخذ معسكر تدريب في الصحراء بمنطقة سنجار بالقرب من الحدود السورية قاعدة لها.