اتهم مهنيون في قطاع صيد الأسماك ببحيرة بين الويدان بإقليم أزيلال السياح الأثرياء بتهديد الثروة السمكية، حيث كشف رئيس تعاونية «إسلمان» للصيد، أن استعمال «اليخوت» في البحيرة يتسبب في تعثر نمو الأسماك. وأكد رئيس التعاونية في تصريح ل»المساء»، على هامش لقاء نظمته المندوبية السامية للمياه والغابات بتعاون مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي، يوم الثلاثاء الماضي بمنطقة «بين الويدان»، أن هناك أنواعا من الأسماك لا يمكنها أن تنمو بفعل الإزعاج الذي تحدثه هذه اليخوت، ومشيرا إلى أن البحيرة أضحت تعرف بعض المشاكل المرتبطة بالتلوث، ومنها تلك المرتبطة بالمياه القادمة من مسابح الفيلات ومياه الصرف الصحي، وأيضا معاصر الزيتون. ورغم هذه الإكراهات، تتوقع المندوبية السامية للمياه والغابات أن يتضاعف إنتاج الأسماك في أفق 2020 بجهة تادلة أزيلال إلى 3000 طن سنويا، مما سيساهم في خلق أزيد من 1500 منصب شغل، وسيشكل قيمة إضافية تقدر ب 45مليون درهم سنويا. وأوضح عبد العظيم الحافي، المندوب السامي للمياه والغابات، أن البرنامج العشري الذي وضعه المغرب والمتعلق بالمناطق الرطبة في الفترة الممتدة بين 2005 2014 مكن من وضع ترسانة قانونية لرفع التحديات التي تواجهها هذه المناطق، والتي يوجد ضمنها الاستغلال المفرط لمختلف مواردها. وأكد الحافي خلال هذا اللقاء الذي نظم تخليدا لليوم العالمي للمناطق الرطبة، أن البرنامج العشري المقبل الذي سيمتد من سنة 2015 إلى 2024 يستهدف إدراج 30 موقعا لقائمة المعاهدة الدولية للحفاظ والاستخدام المستدام للمناطق الرطبة «رامسار»، فضلا عن كون هذا البرنامج سيرتكز على تثمين هذه الثروات بمنظور التنمية الشاملة والمستدامة التي تأخذ بعين الاعتبار الجانب المتعلق بخلق الثروات والرفع من مداخيل السكان المحليين مع المحافظة على التوازن البيئي. المندوب السامي أكد أن المغرب استطاع خلال العشر سنوات الأخيرة تسجيل 20 منطقة رطبة إضافية على قائمة «رامسار»، ليصل بذلك العدد الإجمالي إلى 24 منطقة، وذلك لما تضطلع به هذه المناطق من دور رئيسي في المحافظة على التوازن البيئي، ولكونها تشكل أيضا موطن بعض الطيور المهاجرة. وتهم استراتيجية العمل في إطار البرنامج العشري المقبل إدراج 30 موقعا جديدا على قائمة «رامسار»، وتنفيذ 60 مخططا لتدبير وتأهيل المناطق الرطبة ذات الأولوية الكبرى، إلى جانب تحسيس وتوعية حوالي 500 ألف شخص سنويا في إطار برنامج التربية البيئية المتعلق بالمناطق الرطبة، وتطوير 4 سلاسل إنتاجية لمختلف النشاطات بالمناطق الرطبة كمراقبة الطيور والصيد التقليدي وتربية الأحياء المائية والصيد السياحي. وتم على هامش هذا اللقاء توقيع مجموعة من الاتفاقيات، منها اتفاقية بين المندوبية السامية واتحاد الحدائق الطبيعية الإقليمية بفرنسا، والتي ترمي إلى تعزيز النشاط البيئي الخاص بالمجالات الطبيعية، بما في ذلك المناطق الرطبة وتعزيز التراث الطبيعي عن طريق تشجيع السياحة البيئية. وجرى توزيع مجموعة من الأدوات الخاصة بصيد السمك التقليدي على أعضاء تعاونيتين لصيد الأسماك على مستوى سد بين الويدان والحسن الأول، ممولة من قبل مشروع «التأقلم مع التغيرات المناخية» للوكالة الألمانية للتعاون الدولي.