تطارد الطعونات انتخابات دائرة مولاي يعقوب، التي ألغيت من قبل المجلس الدستوري للمرة الرابعة، وتعاد للمرة الخامسة لملء مقعد نيابي شاغر، حيث اتهم حزب «البيجيدي» بعض أعوان السلطة، من مقدمين وشيوخ، بحشد الدعم لمرشح حزب الاستقلال في الحملة الانتخابية (انطلقت الحملة يوم الجمعة 23 يناير وستنتهي في 4 فبراير الجاري). وقال سعيد بنحميدة، الكاتب الإقليمي لحزب «البيجيدي» بفاس، ومدير الحملة الانتخابية للحزب ذاته بإقليم مولاي يعقوب، إن الأمر يتعلق بثلاثة مقدمين وثلاثة شيوخ في جماعات متفرقة، مضيفا بأن حزبه وضع السلطات المحلية في صورة هذه الخروقات. واتهمت قيادات في حزب العدالة والتنمية رئيس جماعة «حمرية» القروية في الإقليم، وهو ينتمي إلى حزب الاستقلال، باستغلال سيارة للدولة، نهاية الأسبوع الماضي، للقيام بحملة انتخابية لمرشح حزب «الميزان»، خارج دائرة الجماعة. وقالت المصادر ذاتها إن السلطات المحلية أمرت ب»حجز» هذه السيارة. وتحدث بنحميدة، الذي وصف تجاوب الساكنة مع الحملة ب»التجاوب الإيجابي»، عن تعامل إيجابي للسلطات المحلية مع الشكايات التي تتوصل بها، مؤكدا حجز السلطات سيارة رئيس الجماعة القروية المتهمة بالمشاركة في الحملة الانتخابية. فيما نفى الرئيس الاستقلالي، في اتصال ل»المساء» به، هذه التهمة، وقال إن حزب العدالة والتنمية قام ب»افتعال» هذا الملف بغرض الإساءة لحملة الاستقلاليين. وتحولت أسواق أسبوعية في قرى الإقليم إلى تجمعات انتخابية مفتوحة لكل من حزب الاستقلال وحزب العدالة والتنمية. وتحدث قيادي من «البيجيدي» عن تعمد الواقفين وراء حملة الاستقلاليين «الاحتكاك» بالعاملين في حشد الدعم لمرشح حزب «المصباح». فيما نفى الاستقلاليون هذه الاتهامات، إذ قال عبد العالي كاري، مدير الحملة الانتخابية للمرشح الاستقلالي، إن مرشح حزب العدالة والتنمية أحس بالهزيمة قبل ظهور النتائج وبدأ يبحث عن وسائل الطعن. ورفض كاري التعليق على اتهام بعض أعوان السلطة بحشد الدعم للمرشح الاستقلالي، مضيفا بأن «للبيت رب يحميه»، في إشارة إلى تبعية هؤلاء لوزارة الداخلية، التابعة لرئيس الحكومة، حسب تعبيره. ونفى وجود أي احتكاك لأعضاء الحملة الانتخابية لحزب «الميزان» بأنصار حزب «المصباح»، مع تسجيل وجود ما أسماه بعض الانفلاتات بين ساكنة أحست ب»الحكرة» وبعض أنصار حزب العدالة والتنمية. وتعاد الانتخابات لملء مقعد نيابي فارغ للمرة لخامسة في الإقليم، وسط منافسة تحتدم من جديد بين كل من المرشح الاستقلالي حسن الشهبي المعروف بلقب «بوسنة»، وهو منعش سياحي سبق له أن خاض انتخابات محلية تحت يافطة عدة أحزاب تنقل بينها، وبين مرشح حزب العدالة والتنمية، محمد يوسف، وهو إطار يعمل في الوكالة الحضرية بمدينة فاس. فيما التزم حزب الأصالة والمعاصرة ما أسماه «الحياد» في هذا النزال الانتخابي منذ البداية، ولم يقدم أي مرشح له في المنطقة، بالرغم من أن بعض أعيانه لهم تأثير يوصف بالقوي في عدد من الجماعات بالإقليم.