دون سابق إنذار حل فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ونائبه نور الدين البوشحاتي بملعب محمد الخامس بالدار البيضاء، لمتابعة مباراة الوداد والمغرب الفاسي التي استقطبت حضورا جماهيريا كبيرا، وعرفت لمكر الصدف أخطاء كارثية لحكم المباراة عبد الله بوليفة، منعت الفريق الفاسي من تحقيق فوز كان سيبدو مستحقا بالنظر إلى الأداء الذي قدمه «الماص» في المباراة. وإذا كان من حق لقجع ومعه أعضاء مكتبه المديري حضور مباريات البطولة، إلا أن هذا الحضور من المفروض أن يتم في إطار معروف وبمعايير واضحة تطبق على جميع الفرق. بيد أن الملاحظ أن بعض الخطوات التي يقوم بها لقجع تبدو غير مدروسة على الإطلاق، أو أن الرجل يقوم بها لإرضاء جهة ما قد يكون لها فضل عليه في تبوأ كرسي رئاسة الجامعة، لذلك، فإن الرجل الذي يتحدث في كثير من الأحيان بمنطق وموضوعية، يضرب كل شيء، بهكذا خطوات قاتلة. لنفهم الحكاية علينا أن نعود للبداية، فقبل أن يصبح فوزي لقجع رئيسا للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ظل الرجل يقدم على أنه مدفوع من حزب الأصالة والمعاصرة لتولي المنصب في إطار صراع النفوذ، ولذلك، لم يكن غريبا أن لقجع حظي بدعم كبير، بل إن مدفعية من جاؤوا به، نزلت بثقلها، قبل أن يجد الطريق سالكا لرئاسة الجامعة، بل إنه لم يكن غريبا مثلا أن سعيد الناصري الذي كان في ذلك الوقت عضوا في مكتب الوداد أصر على دعمه رغم أن رئيس الوداد أنذاك عبد الإله أكرم كان مرشحا لرئاسة الجامعة، علما أنه في مفاوضات تشكيل لائحة واحدة، ظل لقجع مصرا على أن يتم ضم الوداد إلى لائحته، ولكن في شخص الناصري وليس أكرم. ولكي تكتمل حلقات الحكاية، فإن لقجح حضر قبل أشهر الجمع العام لفريق شباب الحسيمة، دونا عن بقية الجموع العامة للفرق الأخرى، وهنا فهم كثيرون الإشارة وقالوا وقلنا معهم إن الرجل يرد الجميل لفريق إلياس العماري، الذي مهد له الطريق لرئاسة الجامعة، قبل أن يحضر لقجع أول أمس الأحد مباراة الوداد و»الماص» ليس لأنها استقطبت حضورا جماهيريا كبيرا، ولكن من أجل إرضاء رئيسه سعيد الناصري وتوجيه رسالة لمن يهمه الأمر على أن الأمور سمن على عسل بين لقجع والناصري رغم «خرجة» رئيس الجامعة التي انتقد فيها توزيع الناصري للمنح المالية نقدا على لاعبيه في مستودع الملابس. هل كل هذا الذي يحدث يتم بمحض الصدفة؟ قطعا لا، علما أن فصول الحكاية لا تقف هنا، وعلما أيضا أن فوزي لقجع رئيس للجامعة، وحضوره لمباراة في البطولة باستثناء مباريات فريقه النهضة البركانية من المفروض أن يتم وفق مساطر واضحة، حتى لا يفهم آخرون ذلك بشكل سلبي، فيتسبب في إفساد اللعبة. بعض القرارات قد تبدو لصانع القرار أنها عادية، لكنها في العمق قد تكون «كارثية»، وعلى الذين يحركون اللعبة من الخلف أن يتوقفوا، فقد أفسدوها بآلة التحكم عن بعد.