دون سابق إنذار، وجد فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم نفسه متورطا في خلاف «مجاني» مع يوسف ظهير نائب رئيس الكوكب المراكشي، ورئيس المكتب المديري. لقد تطور نقاش بين الرجلين بعد قرعة المونديال، إلى معركة كلامية ومشاداة، ولولا ألطاف الله لتطورت الأمور إلى الأسوأ وتحولت القاعة التي احتضنت القرعة إلى حلبة ملاكمة، بمواصفات «عالمية». لقد فاتح مسؤول الكوكب رئيس الجامعة بوساطة من نور الدين البوشحاتي، رئيس لجنة المنتخبات الوطنية بخصوص إقامة مباراة الفريق أمام الوداد بالملعب الكبير بمراكش، لأنها ستستقطب حضورا جماهيريا كبيرا (أنظر التفاصيل في نفس الصفحة)، لكن النقاش تحول إلى مشاحنات وصراع و»فوضى» عارمة، فلقجع مازال لم يستسغ أن يوجه له ظهير مدفعية انتقاداته في وقت سابق عبر وسائل الإعلام، أما رئيس المكتب المديري للكوكب فلم يرقه كلام لقجع، فرد عليه بكلمات تنهل من نفس القاموس الذي تم استعماله في ما يمكن الاصطلاح عليه ب»معركة قرعة المونديال». فهل كان من الضروري أن تصل الأمور إلى هذا الحد، وهل كان من الضروري أن يطفو الخلاف على سطح الأحداث يوم قرعة المونديال وبالطريقة التي تم بها، وألم يكن ممكنا أن يتجنب الرجلان ما وقع، ويصلان إلى تسوية عبر قنوات الحوار، بدل «قنوات الفوضى والشتائم». لقد طوى لقجع وظهير خلافهما بعد جلسة صلح أول أمس الأحد دامت أربع ساعات، وتم التعهد بفتح صفحة جديدة، وحسنا فعل الرجلين، لكن هذه الواقعة يجب أن تشكل نقطة نهاية لانفعالات رئيس الجامعة، فالمسؤولية تقتضي الكثير من الهدوء والصبر والحكمة و»كظم الغيظ»، حتى تمضي الأمور في الاتجاه الصحيح، أما أن يتحول كل من يوجه انتقادا لرئيس الجامعة من مسؤولي الفرق إلى عدو وجب قصفه واستعمال الأسلحة الثقيلة لمواجهته، فهذا ليس لائقا برئيس للجامعة كشف في العديد من المرات أنه يملك مؤهلات كبيرة سواء على مستوى التواصل أو على مستوى التصور لإصلاح كرة القدم المغربية، لكن للأسف الشديد فإن هناك شيئا ما يجره في الكثير من المرات إلى الأرض ويدفعه إلى ارتكاب «حماقات» تشوه صورة الرجل كرئيس للجامعة، وتشوه أيضا صورته كمسؤول جاء ليغير ويصلح، فإذا به يقوم بأمور تنسف كل الأشياء الجميلة التي تم الترويج لها. إن رئاسة جامعة كرة القدم تستقطب الأضواء، وتجعل المسؤول عنها في صلب الاهتمام، فحركاته وسكناته يجب أن تكون محسوبة، لأننا بصدد الحديث عن الرياضة الشعبية الأولى في المغرب، ومن هنا مكمن الخطر. لذلك، نأمل أن تكون واقعة مراكش الأخيرة في كتاب «المعارك الكلامية» لرئيس الجامعة.