وجه الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، أوامر لوزير خارجيته «رمطان لعمامرة» من أجل توجيه الجهود الاقتصادية الجزائرية إلى القارة الإفريقية للاستثمار فيها، بعد تراجع أسعار النفط، ولمنافسة تزايد الحضور المغربي بالقارة الإفريقية بشكل لافت في السنوات الأخيرة. وذهبت مصادر قريبة من الدبلوماسية الجزائرية إلى أن الرئيس الجزائري بوتفليقة استقبل وزير الخارجية «رمطان لعمامرة» وأمره بعقد محادثات مع كل من وزير الطاقة «يوسف اليوسفي» ووزير الصناعة «عبد السلام بوشارب»، من أجل وضع خطة لتوجيه شركات «سونطراك»، «سينفي» و«سونيلاغس» للتوغل في اقتصادات دول جنوب القارة السمراء، في محاولة لتطوير تعاملاتها في ظل تراجع أسعار البترول. وتشمل الخطة التي اقترحها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة توسيع وجود الشركة الوطنية الجزائرية للتنقيب عن المحروقات وإنتاجها ونقلها وتحويلها وتسويقها، المعروفة اختصارا ب«سونطراك»، في العديد من البلدان الإفريقية جنوب القارة. وحسب المصادر ذاتها، فقد أظهر تراجع أسعار البترول في السوق الدولية محدودية الاقتصاد الجزائري، الذي يعتمد بشكل كبير على صادرات الغاز والبترول، كما أظهر أن الجزائر توجهت بشكل كبير نحو أوروبا وتركت المجال مفتوحا للمغرب، الذي توغل في بلدان مثل موريتانيا، الغابون والكوت ديفوار. واستشهد بعض المدافعين عن ضرورة منافسة المغرب بوجود الشركات المغربية في قطاعات مختلفة تشكل العمود الفقري لاقتصادات بعض البلدان الإفريقية كقطاع الأبناء والخدمات، مشيرين إلى أن التوجيه الجديد الذي يجب على الجزائر نهجه يعتمد توغل الشركات الجزائرية في اقتصادات بلدان أخرى كالسينغال والغابونوموريتانيا، من أجل تطوير تعاملاتها بدل الاقتصار على الداخل الجزائري. وشكل تزايد الحضور المغربي بالقارة الإفريقية، بشكل لافت، في السنوات الأخيرة، مصدر قلق للجارة الجزائر، في الوقت الذي اعتبر مراقبون أن الرجوع المغربي تمليه إفريقيته ثقافيا وسياسيا واقتصاديا، بعيدا عن الأجندات السياسية الموروثة عن الحرب الباردة، في حين بات الكثير من قادة الدول الإفريقية ينظرون إلى المغرب كحلقة وصل بين أوروبا وإفريقيا.