كشفت مصادر مطلعة أن الأجهزة الأمنية الإسبانية شددت رقابتها على المغاربة الموجودين بإسبانيا إثر الهجوم الأخير، الذي استهدف مقر الجريدة الساخرة «شارلي إيبدو». وأفادت معطيات حصلت عليها الجريدة بأن إسبانيا وضعت مجهرها الأمني على المغاربة المشتبه بهم في الانتماء إلى الجماعات الإسلامية والداعمين ل«داعش» أو المتعاطفين مع القاعدة، مؤكدة في السياق نفسه أن المراقبة تشمل التعاملات المالية ونوع الاتصالات التي يجريها المغاربة المشتبه بهم مع «المنظمات الإرهابية». وحسب المعطيات نفسها، فإن إسبانيا شرعت في نهج سياسة «المراقبة الناعمة» للمساجد التي يرتادها المشتبه فيهم «لتحديد هوياتهم ومعرفة أفكارهم وتوجهاتهم الدينية والمتعاطفين معهم»، موضحة في الآن نفسه «أن أحداث شارلي إيبدو جعلت هذه المراقبة تتسع لتشمل عددا كبيرا من المغاربة المقيمين بإسبانيا». في السياق ذاته، أبرزت المعطيات ذاتها أن إسبانيا رفعت من درجة الحيطة الأمنية في المعابر الحدودية، خاصة سبتة ومليلية المحتلتين بالشمال المغربي، «حيث كثفت قوات الأمن الإسبانية من مراقبة عملية الدخول والخروج خشية تسلل إرهابيين إلى الأراضي الإسبانية». ووفق المعطيات، «فإن عملية المراقبة عبر المعابر الحدودية في سبتة ومليلية المحتلتين لم تعد كما كانت قبل أحداث شارلي إيبدو، إذ أعطيت تعليمات صارمة من طرف حكومة مدريد لإخضاع الوافدين والمغادرين للمدينتين المحتلتين لتفتيش دقيق ومراقبة جوازات السفر بشكل دقيق». من جهة أخرى، أبرزت المعطيات نفسها أن إسبانيا رفعت من درجة التأهب الأمني بعد أن قتل 12 شخصا في الهجوم على جريدة «شارلي إيبدو» الفرنسية، مؤكدة تفكيك خلية إرهابية كانت تخطط للقيام بهجمات ضد أهداف إسبانية بسبتة المحلتة ضمن سياق «حالة التأهب التي تعرفها الأجهزة الأمنية الإسبانية». وأبرزت المعطيات ذاتها أن «هناك تعاونا أمنيا غير مسبوق بين المغرب وإسبانيا، حيث يعول الجار الشمالي كثيرا على المغرب للحصول على معلومات استخاباراتية ثمينة»، على حد تعبير مصادرنا.