منعت السلطات المسؤولة وعناصر من الدرك، أول أمس الاثنين، مسيرة احتجاجية على الأقدام شارك فيها حوالي 200 شخص من سكان خمسة دواوير من قيادة وجماعة اغبالة إقليمبني ملال (دوار بوتمشط وبواطاس وبويادر وأغبالو نعومار وأغبالو نكرامن) مطالبين بفك العزلة عن دواويرهم المعزولة التي حاصرتها الثلوج، وفي غياب «تام» وفق ما أكده مصدر من المنطقة لأي جهة مسؤولة لفك الحصار عنهم أو تفقد أحوالهم بشكل يهدد صحة السكان الذين يوجدون تحت رحمة هذه الثلوج، خاصة أن الدواوير المذكورة توجد في الجبال، حيث إن النساء الحوامل يحملن في أغطية لمسافة 10 كيلومترات أو أكثر إلى غاية اغبالة حيث يوجد مسلك طرقي عبارة عن «توفنة» ويتم حينها نقل الحوامل أو المرضى على متن سيارات إسعاف إن توفرت. وأكد مصدر من المنطقة في اتصال ب»المساء» أن المحتجين سبق أن تقدموا بشكاية جماعية إلى مسؤول بالمنطقة غير أنه اعتبر شكايتهم واحتجاجهم يدخل في إطار الانتخابات وأنهم مدفوعون من جهة معينة، وطالبهم بالرحيل في الوقت الذي يؤكد فيه المصدر نفسه أن مطالب المتضررين هي مطالب اجتماعية وإنسانية ولا دافع لهم غير الحرمان والمعاناة والمآسي التي يعيشونها بسبب انعدام الطرق والخطر الذي يهدد مرضاهم، وهو الوضع الذي اشتدت حدته بسبب التساقطات الثلجية الكثيفة التي حاصرتهم حتى أن الدواوير المذكورة تضم العديد من المرضى الآن، وأنه في ظل الحصار المفروض عليهم يستسلمون لأمراضهم، خاصة مع انعدام أي مستوصف لتلقي العلاجات الأولية وبعض الأدوية والمسكنات لتخفيف آلامهم، إذ يضطرون في الغالب إلى قطع مسافات طويلة لتلقي الإسعافات بأغبالة اسخمان. وأضافت مصادر من المنطقة أن الأوضاع جد مزرية بهذه القرى وعلى جميع المستويات، حيث إن التعليم بهذه المناطق جد متدني بدليل أن تلاميذ مستوى السادس ابتدائي لا يجيدون حتى كتابة أسمائهم بشكل سليم، حيث إن وزارة التربية الوطنية توفر معلمين فقط لستة مستويات وعلى الرغم من الوعود بإضافة مدرسين آخرين، إلا أن كل ذلك مازال مجرد حبر على ورق.