رفعت السلطات الولائية بالقنيطرة مستوى استنفارها ضد احتلال الملك العمومي إلى الدرجة القصوى، ووضعت مختلف عناصر القوات العمومية على أهبة الاستعداد، تحسبا لأية مواجهات مع الباعة المتجولين وأصحاب النفوذ، الذين استباحوا الملك العام بالمدينة بشكل سافر. وعززت سلطات المدينة من تواجدها الأمني بالعديد من الساحات والأسواق التجارية، كما استعانت بأعوان السلطة وعمال الإنعاش الوطني، لإخلائها من المحتلين من ممارسي تجارة الرصيف وأصحاب عربات الفواكه والخضر، الذين نصبوا الخيام فوق الشارع العام، خاصة بعد تصاعد شكايات المواطنين، واشتعال فتيل حرب خفية بين ممتهني التجارة غير المنظمة وأصحاب المحلات التجارية في عدد من الأحياء، تحولت، في بعض الأحيان، إلى ملاسنات ومشادات وشجارات، أسفرت أغلبها عن سقوط جرحى من كلا الطرفين، رغم أن مسرح هذه الأحداث يخضع لمراقبة يومية من طرف رجال الشرطة والقوات المساعدة، الذين كانوا لا يحركون ساكنا إزاء هذا الاحتلال، لتلقي بعضهم إتاوات ورشاوى من هؤلاء الباعة. وكشفت المصادر، أن زينب العدوي، والي جهة الغرب الشراردة بني احسن، قررت رد الاعتبار للملك العمومي، بعدما راعها ما عاينته من مناظر عشوائية خلال الزيارات التفقدية التي قامت بها لعدد من المناطق بعاصمة الغرب، حيث استاءت كثيرا من أوضاع السيبة التي تتخبط فيها، إلى درجة أنها وجدت صعوبة كبيرة في ولوج ساحة «الخبازات»، منذ أسبوع تقريبا، بسبب التواجد المكثف للباعة المتجولين في عين المكان، وهي الفوضى التي شوهت صورة المدينة وحولتها إلى قرية كبيرة، سيما بعد تطاول عدد من المقاهي على الرصيف المخصص للراجلين، وتكاثر بائعي الوجبات السريعة في ظروف تنعدم فيها شروط الصحة والسلامة، مستغلين ضعف عمل لجن المراقبة والمكاتب الصحية التابعة للمجلس الجماعي للقنيطرة، الذي يقوده عزيز رباح، وزير التجهيز والنقل. وقالت المصادر، إن الوالي العدوي، لم يرقها التعامل السلبي لقياد العديد من الملحقات الإدارية مع غزو الفراشة، واكتفاء عناصر الأمن العمومي والحرس الترابي بلعب دور المتفرج إزاء ذلك، منتقدة بشدة الحياد السلبي لممثليها في بعض المناطق، وتعاملهم مع أصحاب المحلات التجارية والباعة الجائلين على قدم المساواة، وهو ما استنكره العديد من تجار ومهنيي ساحتي «الخبازات» و»بئر أنزران» في شكاية وجهوها إلى الكتابة المحلية للفضاء المغربي للمهنيين بالقنيطرة، والتي شجبوا من خلالها الطريقة الانتقائية التي تتعامل بها قائدة الملحقة الإدارية الثالثة مع هذا الملف، وقالوا، إن هذه الأخيرة تحابي الباعة المتجولين بشكل مكشوف، لكنها في المقابل تمارس الوعيد والتهديد تجاه أرباب المحلات التي تؤدي واجباتها الضريبية. وشرعت السلطات في شن حملة شعواء واسعة النطاق لمحاربة احتلال الملك العمومي بأحياء المدينة، والتصدي لظاهرة اللوحات الإشهارية التي غزت الممرات المخصصة للراجلين، متسببة بذلك، في عرقلة السير وتشوه المنظر العام. ووفق المصادر، فإن المسؤولين، دشنوا حربهم على «الفراشة» بمناطق «أولاد أوجيه» و»المعمورة» و»الساكنية»، قبل أن يقوموا بتحرير العديد من الساحات والأحياء التي كانت تعيش تحت رحمة الباعة المتجولين، بينها سوق «المسيرة» و»العلامة» و»الخبازات» و»المدينة العليا»، وهي الحملة التي لقيت ترحيبا من قبل التجار والسكان والفعاليات الجمعوية.