يشهد السجن المحلي عين السبع «عكاشة» بالدار البيضاء حالة استنفار قصوى بين مئات النزلاء وموظفي المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، الذين تتخوف غالبيتهم من تنقيلهم إلى سجون أخرى، على خلفية نتائج التفتيش الأخيرة التي أوفدها المندوب العام التامك لتفقد أحوال عيش نزلاء أكبر سجن بالمغرب. وتسود أجواء من القلق والتوتر بعد أن أعفت المندوبية العامة للسجون وإعادة الإدماج مدير المركب السجني عكاشة، والمقتصد، إثر تحقيقات باشرتها لجان التفتيش التابعة للمندوبية في الأسابيع الماضية، إذ قررت الإدارة الجديدة في سابقة من نوعها ترحيل عدد كبير من السجناء غير المحكومين بأحكام قضائية نهائية إلى عدد من السجون أهمها سجن عين البرجة، وهو الأمر الذي خلق حالة من التمرد سواء في صفوف السجناء أو عائلاتهم، والذين فوجئوا بالقرار الذي لم يستسغه الجميع. وقال مصدر «المساء» إن الإدارة الجديدة بالغت في الإجراءات غير العادية بالسجن المذكور، بعد أن منعت العشرات من الأسر من إدخال أطعمة ومواد غذائية عادية كاللحم والسمك، بدعوى أن السجن يوفر التغذية المناسبة لنزلائه، وهو الأمر الذي يعلم الجميع مدى عدم صحته، يضيف المصدر نفسه. ويضع عدد من النزلاء الذين يستغربون القرارات الجديدة، إضافة إلى الموظفين، أيديهم على قلوبهم بعد تسرب معلومات تفيد بعزم المندوبية تنقيل أزيد من 501 موظف من الحراس حملة السلاح، إذ أن غالبية النزلاء والموظفين يرفضون الانتقال إلى مدن أخرى، نظرا للصعوبات المالية التي يمكن أن يواجهونها، إضافة إلى ما يترتب عن عملية التنقيل من ارتباك في نمط العيش والمعاناة التي تتكبدها الأسر بشكل خاص. ورحل عدد من السجناء إلى سجون أخرى منها على الخصوص سجن الوداية بمراكش، الذي شهد حالة اعتداء على نزيل رقم اعتقاله 3024 ويدعى كريم توفنكرت، الذي قالت أسرته ل»المساء» إنه جرى ترحيله دون أي سبب، علما أن سيرته وأخلاقه كانت على لسان كل الموظفين بسجن عكاشة، كما أنه لم تسجل عليه أي ملاحظة من الإدارة، وقد لقي السجين معاملة قاسية من بعض موظفي سجن الوداية، بعد أن منعوه من إدخال بعض الأغطية التي كان يستعملها بسجن عكاشة. وتحاول مندوبية السجون إنشاء أجهزة شبه استعلاماتية تكون بمثابة عين على السجون، من أجل تنظيفها من المسيرين الذين يسيئون للإدارة وللنزلاء.