علمت «المساء» أن عناصر الشرطة القضائية بالرباط اعتقلت، بحر الأسبوع الجاري، مقاولا حاول إرشاء شرطي مرور، بساحة الجولان بالعاصمة. وحسب المعطيات التي تتوفر عليها «المساء»، فإن المقاول كان يتحدث في هاتفه النقال فاستوقفه شرطي المرور، وطلب منه مده بوثائق السيارة، لتسجيل مخالفة ضده، غير أنهما دخلا في أخذ ورد، حيث سأله الشرطي عما إذا كان سيؤدي المخالفة على الفور أم يحتفظ بالوثائق المطلوبة إلى حين أدائها لدى مصالح القباضة. المصادر ذاتها، أكدت أن المقاول حاول إقناع الشرطي بتسلم مبلغ مالي مقابل عدم تسجيل أي مخالفة قانونية، غير أن الشرطي كان يصور شريط فيديو عندما كان يتحدث مع مرتكب المخالفة، لتوثيق محاولة المواطن إرشاء الشرطي. وقد أبلغ الشرطي مسؤوليه وأعطيت تعليمات مباشرة لتوقيف المخالف بعدما ثبت أنه هو من عرض الرشوة على الشرطي، فتم تقديمه أمام أنظار وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بالرباط، كما تمت إحالة عنصر آخر بنفس التهم على النيابة العامة، تم إيقافه على الطريق السيار لتجاوزه السرعة القانونية، فحاول إرشاء رجال الأمن في أحد الحواجز الأمنية. وجاءت هاته الاعتقالات المتتالية لمرتكبي مخالفات السير، بعد الحملة «الشرسة» على رجال الأمن في عدد من المدن المغربية، خاصة بعد نشر شريط فيديو باليوتوب، التقطه سائح اسباني بطانطان، يظهر فيه شرطيان يتسلمان الرشوة. وفي السياق ذاته، اتجه عدد من رجال الشرطة إلى شن حملة مضادة على كل من ارتكب مخالفة وتصوير كل من حاول إرشاءهم، وذلك لإعادة ماء الوجه الذي «لطخته» الفيديوهات المنشورة في عدد من مواقع التواصل الاجتماعي، ورد الاعتبار للمهنة، والانتقام لزملائهم الذين تم إعفاؤهم من مهامهم.