عاد محمد أوزين، المقال من مهامه بوزارة الشباب والرياضة ليثير الجدل من جديد في أشغال المجلس الوطني للحركة الشعبية، عندما حمل مسؤولية «فضيحة» عشب ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط للاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، بل إن الوزير قال أيضا إن «الكراطة» المثيرة للجدل «ديال الفيفا» وليست من صنعه، قبل أن يجدد التأكيد على أن «الفيفا» كانت تراقب الأشغال عبر أخصائييها، وأن «الموندياليتو» كان فرصة لاختبار جاهزية العشب قبل تسلم الوزارة للملعب بشكل نهائي، وأن مشكل تصريف المياه ظهر في وقت لاحق. أولا: في ما يخص «الكراطة» المثيرة للجدل، فإنها لا تعود ل»الفيفا»، وإنما للشركة الإنجليزية التي باعت للجنة المنظمة ل»المونديالييتو» الغطاء الذي يستعمل لتغطية العشب من أجل الحفاظ على جودته في حالة تساقط الأمطار. ثانيا: تصريحات أوزين تكشف الكثير من التناقضات، وتؤكد أنه حاول أن «يمسح» فضيحة العشب في موظفين صغار لا حول لهم ولا قوة، كما هو حال مدير ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، فإذا كانت «الكراطة ديال الفيفا» كما زعم أوزين، فلماذا قام بتوقيف مدير الملعب سعيد إيزكا، وعلل قراره بعدم توفر الملعب على تجهيزات في المستوى، وإذا كانت «الكراطة ديال الفيفا» فلماذا قام السيد أوزين بتوقيف كل أولئك المسؤولين في لمح البصر. هذا في ما يخص «كراطة الفيفا»، أما بقية التصريحات فإنها بدورها تثير أكثر من سؤال خصوصا عندما يقول أوزين إن «الموندياليتو» كان فرصة لاختبار جاهزية العشب، بالله عليكم هل من المقبول اختبار جاهزية عشب في حدث عالمي من مثل هذا الحجم؟ أليس ففي ذلك ضحكا على الذقون. أما الأهم من كل ذلك، فهو أن أوزين قال في العديد من تصريحاته إن موظفين تابعين للوزارة خذلوه، ولم يكونوا في مستوى ثقته، قبل أن تنقلب الأمور لديه اليوم بشكل كلي. إذا كانت التصريحات الجديدة لأوزين أخذت هذا المنحى، فهل نفهم من ذلك أنه يكذب ما جاء في بلاغ الديوان الملكي الذي أقر بمسؤوليته السياسية والإدارية، وبمسؤولية الشركة التي رسى عليها الملف، ويكذب أيضا تحقيقات وزارة الداخلية والمالية؟ لقد سبق لأوزين أن سمم علاقة المغرب ب»الكاف» عندما قال إنه تشاور مع حياتو رئيس الاتحاد الإفريقي بخصوص التأجيل وإصدار بلاغ طلب التأجيل، مع العلم أن حياتو وقتها كان متواجدا في ناميبيا حيث كانت تجرى منافسات كأس إفريقيا للسيدات، وطلب منه الانتظار وأنه سيتحول شخصيا إلى المغرب، لكن الوزير أصر وبشكل أعمى على إصدار بلاغ التأجيل وفي توقيت غير ملائم دون تشاور مع حياتو، وبالتالي فإن ردة فعل حياتو بعد ذلك كانت مفهومة، حيث بدل أن يحل بالمغرب فإنه أصبح يقول إنه سيستشير مع اللجنة التنفيذية ولم يحل بالرباط إلا بعد عقد اجتماع بالجزائر على هامش نهائي عصبة الأبطال الإفريقية، هذا ناهيك عن الأخطاء التي ارتكبها أوزين في علاقة المغرب مع «الفيفا»، وحكاية الجمع العام الشهير الذي تم إلغاؤه، قبل أن يصل اليوم إلى موضوع «الكراطة». لقد خرج أوزين من «فضيحة» ملعب الرباط بأقل الخسائر الممكنة، وهو يعرف ذلك بالتأكيد، لكن أن يخرج بتصريحات «مجنونة» فإنه يعود بلاشك مرة أخرى إلى نقطة الصفر.