يعتبر الفتح الرباطي من ضمن الفرق التي تشق طريقها في صمت نحو القمة، بعد سنوات من العمل، الذي بدأه المدرب الحالي لفريق السد القطري الحسين عموتة، الذي أحرز لقب كأس الاتحاد الإفريقي على حساب الصفاقسي التونسي وكأس العرش على حساب المغرب الفاسي، وهو نفس المسار الذي أكمله جمال السلامي الذي عمل بدوره كمدرب للفتح لثلاث مواسم، قبل أن يترك مكانه هذا الموسم للمدرب الشاب وليد الركراكي. واستهل الركراكي مشواره التدريبي بتتويج مبكر بلقب كأس العرش على حساب النهضة البركانية، بعد أن أزاح من طريقه فرق قوية أبرزها المغرب التطواني. ولا تتوقف طموحات الفتح ومدربه الركراكي عند الاكتفاء بلقب كأس العرش، بل يراهن على إنهاء بطولة الموسم الحالي في رتبة جد متقدمة، خاصة أن وضعه يسمح له بذلك. وأنهى الفتح مرحلة الذهاب في الرتبة الثامنة برصيد 21 نقطة، مبتعدا بخمس نقاط عن الوداد البيضاوي متصدر الترتيب. وإلى جانب البطولة، سيمثل الفتح مرة أخرى المغرب في كأس الاتحاد الإفريقي إلى جانب النهضة البركانية، بعد أن تعود في السنوات الماضية على المشاركة بانتظام في كأس «الكاف». وبدأ الفتح بطولة هذا الموسم بتعادلين أمام أولمبيك خريبكة والنادي القنيطري، وفاز بعدها على المغرب الفاسي بهدفين لواحد، وخسر بالدار البيضاء أمام الوداد بأربعة أهداف مقابل اثنين، وتعادل بالخميسات ثم انتصر على ضيفه الكوكب المراكشي بهدفين لهدف، وانهزم بالحسيمة خلال فترة تحضيره لمباراة نهائي كأس العرش، ثم تعادل أمام نهضة بركان وفاز بخنيفرة وتعادل بميدانه أمام المغرب التطواني بهدفين لمثلهما وخسر أمام مضيفه الرجاء البيضاوي بهدف دون رد. وفي الدورة الثانية عشرة فاز الفتح في «ديربي» الرباط على الجيش الملكي بهدفين لواحد، وتعادل بالجديدة ثم أمطر شباك أولمبيك آسفي برباعية نظيفة قبل أن يخسر بأكادير أمام الحسنية بهدفين لواحد في آخر جولة عن مرحلة الذهاب. ويستفيد الفتح من استقراره التقني في السنوات الستة الماضية ومن الحفاظ على الركائز الأساسية للفريق، حيث أصبح يتوفر على فريق متجانس بفضل تمسكه بنفس لاعبيه تقريبا، مع وجود حالات قليلة فقط كمغادرة إبراهيم البحري صوب الصفاقسي التونسي. وبعد رحيل السلامي ومجيء الركراكي الصيف الماضي، تعاقد الفريق مه مهاجم نهضة بركان السابق، المالي مصطفى كوندي، إلى جانب المهدي الباسل الذي تعرض لكسر أنهى موسمه، وآدم النفاتي والدولي المغربي نبيل باها واللاعب يوسف سكور الذي خاض عدة تجارب في أوروبا. في المقابل، تخلى الفتح الصيف الماضي على محمد ترواري ومحمد الماموني وحفيظ ليركي الذي عاد إلى حسنية أكادير وأندري ندامي وعزيز جنيد وعيسى موسى. وتمسك الفتح بجميع لاعبيه في «الميركاتو» الشتوي، إذ رفض التخلي عن عناصره، باستثناء اللاعبين الذين لا يدخلون في مفكرة المدرب الركراكي، كاللاعب فهد كردود الذي عاد إلى فريقه السابق النادي القنيطري، كما لم ينتدب الفريق أي لاعب جديد نظرا لاقتناع المدرب بالمجموعة التي يتوفر عليها. رقم 5 بعد فوزه بلقب كأس العرش في الثامن عشر من نونبر الماضي رفقة الفتح الرباطي، يسعى المدرب الشاب وليد الركراكي إلى إنهاء الموسم الحالي بأفضل صورة ممكنة بعد أن حصد أولى ألقابه في أول موسم له كمدرب. ويعتبر الفتح من بين الفرق القادرة على المنافسة على اللقب رغم احتلاله للمركز الثامن، إذ يتوفر على 21 نقطة ولا يبعد عن الوداد البيضاوي صاحب الصدارة سوى بخمس نقاط. الركراكي: الأهم حققناه بفوزنا بكأس العرش قال إن لديه ثقة كبيرة في اللاعبين ولن يرفض هدية البطولة إذا منحت له نوه وليد الركراكي، الذي يخوض أول تجربة له كمدرب رئيسي، بما حققه فريق الفتح الرباطي في مرحلة الذهاب من البطولة الوطنية، و التي تزامنت مع نيل لقب كأس العرش للمرة السادسة في تاريخ فريق العاصمة، الذي لم يدخل سوق الانتقالات الشتوية، بعد أن جدد المدرب ثقته في التشكيلة البشرية المطالبة بتدبير الشطر الثاني بجانب العودة للمشاركة في كأس الاتحاد الإفريقي، الذي سبق أن فاز به قبل خمس سنوات. حوار:عبد الواحد الشرفي - ما هو تقييمك لمسار فريق الفتح الرباطي في ذهاب البطولة الوطنية؟ لا يمكنني إلا أن أكون راضيا على أداء الفريق في المرحلة الأولى للبطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم، و التي لا يمكن فصلها عن المشوار الناجح لنيل كأس العرش، و الذي فرض علينا أن نضحي ببعض المباريات، مثلما حصل في مباراة شباب الريف الحسيمي التي لعبناها بفريق من الأمل و الشبان، كما أننا عانينا من مشكل الملعب الذي أثر على بعض نتائجنا المحلية، علما أننا لعبنا عشر مباريات خارج ملعبنا، و مع ذلك تمكننا من احتلال مركز مشرف غير بعيد عن فرق الصدارة، مع الأخذ بعين الاعتبار أننا لعبنا عدد مباريات أكبر. وجدنا بعض الصعوبات في بعض المباريات، لكننا على العموم قدمنا أداء قويا سمح لنا بجمع 21 نقطة على بعد خمس نقاط من المركز الأول. عند توقيعي لعقدي مع الفتح ورغم وجود أهداف تصاعدية، فإني دائما أتطلع لما أبعد من تلك الأهداف، حيث عندما أتيت كانت عندي فكرة اللعب وتكوين مجموعة و فكر احترافي وأسعى دائما أن أحافظ على الثقة بغض النظر عن النتائج، و قلت للاعبين إننا ينبغي أن نكون تنافسيين و أن لا نرضى بالمرتبة الثالثة أو الرابعة أو نصف النهاية، مما جعلنا نشتغل على التحفيز الذهني بشكل يومي حتى يصبح اللاعبون تنافسيون. الحمد لله تبعني اللاعبون و أنا سعيد بتوفري على مجموعة رائعة من 30 لاعبا، و دائما أغير التشكيلة حيث كان دائما يقال لا نعرف التشكيل الذي سأدخل به، و الحمد لله أنهم وثقوا و مثلما أقول دائما أنا لا أساوي شيئا بدون اللاعبين، و هم الذين أحرزوا لقب كأس العرش مثلما أنهم هم من قالوا كلمتهم في الشطر الأول من البطولة. - في أول موسم تدريبي لك فزت مع الفتح بلقب كأس العرش؟ أنا سعيد شخصيا، لأنه أول لقب لي كمدرب و أتمنى أن يكون بداية لمشوار طويل، لأنه ينبغي الفوز بعدة ألقاب و قد جاء بعد فترة اشتغال لم تتجاوز خمسة أشهر، لكن لا ينبغي نسيان أني أمضيت عاما كاملا بالفريق الوطني، كما قضيت عدة تدريبات بأوربا كمدرب و حصلت على دبلومات، و عند مجيئي كان دائما يقال أن الركراكي ليس لديه التجربة، لكني منذ أن توقفت عن اللعب ركزت على فترة ما بعد الاعتزال و اجتزت دبلومات صعبة بفرنسا لرغبتي في أن أساعد بلدي و ليس في أن أكون أفضل من باقي المدربين. بهذه المناسبة أريد أن أشكر رشيد الطوسي الذي وضع في الثقة بالفريق الوطني، و رشيد بنمحمود الذي استفدت منه على مستوى فهم العقلية الكروية المغربية و اللاعبين، كما لا تفوتني الفرصة دون أن أنوه بالعمل الذي يقوم به الطاقم التقني المساعد، المكون من عبد الإلاه البختي و عزيز كحيوش و بنعيسى وطبيب الفريق و بدونهم لم أكن لأقدم أي شيء. - هل من شأن تتويجكم بلقب كأس العرش أن يحفزكم على مستوى البطولة؟ بالنسبة للبطولة نحن متأخرين بعض الشيء عن المراكز الأولى، بعد أن ركزنا أكثر على كأس العرش مما جعلنا نضيع بعض النقاط، مثلما حصل أمام شباب الريف الحسيمي حيث لم أشرك فريقي هناك مما جعلني نلعب مباراة أقل، و ما أقوله ليس بلغة الخشب و لا لرمي للضغط على الآخر، فما يتوفر عليه الرجاء من ميزانية و انتقالات يجعله قادرا على العودة، و نفس الشيء بالنسبة للمغرب التطواني و كي لا أنسى هناك الوداد، كما أن الكوكب المراكشي يتوفر على فريق جيد ،و من بعد هناك فرق غير مرشحة مثل نهضة بركان و حسنية أكادير و نحن فريق جيد في البطولة . هناك فرق كبيرة في البطولة ،مثلما يحصل في باقي البطولات، ثلاث أو أربع معروفين ،لكن إذا الوداد أو الرجاء أو المغرب التطواني أو الجيش الملكي لم يريدوا اللقب و وضعوه أمامنا، فمرحبا بإذن الله ،لكن أن نقول أننا أحسن منهم فنحن نتوفر على فريق جيد لكن الموسم طويل . نحن نأخذ مباراة بمباراة و بطبيعتي فإني طموح و أقول للاعبين أني مدرب شاب و أطمح لأن أنجز شيء كبير في هذه البطولة، لكن يلزم بعض الوقت، و أحمد الله أن لي مسيرين تركوني أشتغل منذ بداية الموسم، في ظل توفر عقد من ثلاث سنوات بأهداف و سنعمل على تحسين أداء الفريق تباعا ،بإشراك لاعبين شباب حتى نتمكن في الموسم القادم من التنافس على اللقب، و هو أمر أعتبره عادلا بالنسبة لي لكن إذا رأى اللاعبون أنهم بإمكانهم الفوز به فمرحبا . المستوى متقارب بين جميع الفرق و الكل بإمكانه أن يهزم الكل، و الحسم عادة يتم بفضل بعض التفاصيل الصغيرة . - هل أنتم راضون على التشكيل البشري مما يفسر غياب انتدابات جديدة؟ لدي ثقة في فريقي الذي يغلب عليه عنصر الشباب، و قد أعلنت بأني لم أفتح صلة تواصل مع أي لاعب ،حيث أننا لم نكن متحمسين للدخول في سوق الانتقالات الشتوية، كما أننا اكتفينا بتحضيرات عادية لفترة ما قبل استئناف التنافس في الشطر الثاني من البطول . من سوء حظنا في اللقاءات الأخيرة من مرحلة الذهاب،أننا واجهنا فرقا تكون في وضعية صعبة أو لديها نفس رصيدنا و تكون بدورها في حالة يفرض عليها أن تحقق الفو، و بالتالي فنحن لا زلنا بعيدين عن صراع لقب البطولة الوطنية، لأننا لا نتوفر على فريق بإمكانه التنافس على اللقب في الوقت الحال. علينا أن ندبر أيضا الإصابات التي جعلتنا نجري عدة تغييرات اضطرارية، علما أننا مطالبون أيضا بالتحضير للمشاركة في كأس الإتحاد الإفريقي، و من حسن حظنا أننا أعفينا من خوض الدور التمهيدي، أي بتنقل أقل و طموحنا بلوغ دور المجموعتين.