أكد شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، استعداد المؤسسة للتحاور مع الشيعة، بعد أن كان الطرفان شهدا مواجهات ساخنة خلال العامين الماضيين، بسبب اتهامات لإيران بمحاولة نشر التشيع في مصر. وجاء الموقف الجديد للأزهر في سياق التطورات التي تشهدها الساحة العربية والإسلامية بسبب انتشار التشدد الديني وتنامي الجماعات التكفيرية. وطالب الطيب المرجعيات الشيعية في العراقوإيران، بإصدار فتاوى صريحة تحرم بشكل قاطع سب الصحابة وأمهات المؤمنين ورموز أهل السنة، وبالتوقف عن محاولات نشر المذهب الشيعي في البلاد السنية، مؤكدا أن الأمة الإسلامية مستهدفة، وأن الغرب كثيرا ما يحاول خلق صراعات طائفية ومذهبية في الدول العربية والإسلامية لصالح أعداء الأمة، مشددا على ضرورة تدارك علماء المسلمين الخلاف بين السنة والشيعة، الذي يمزق الأمة الإسلامية، ويحول دون التفاهم والحوار بين المذهبين. ومن جانبه علق طاهر الهاشمي، الوجه الشيعي المعروف، قائلا: "في إيران تتبرأ جميع المرجعيات الشيعية من سب السيدة عائشة زوجة الرسول، وصحابة الرسول عليه الصلاة والسلام، خاصة أبو بكر وعمر وعثمان، وتوجد فتوى بذلك". وأضاف الهاشمي، في تصريح للصحافة المصرية تعليقا على موقف شيخ الأزهر، قائلا: "نؤكد على البراءة ممن يسيئون إلى الإسلام، سواء القلة من الشيعة الذين يسبون الصحابة وأمهات المؤمنين، لأن السب ليس من شيمة المؤمن، كما ذكر الإمام أبو عبد الله الحسين عليه السلام، وكذلك رفضنا فكر التكفيريين، فديننا الأخلاق وليس السب وتكفير الآخر". وأشار المسؤول الشيعي إلى أن هناك العديد من الفتاوى التي خرجت من كبار مرجعيات الشيعة تحرم سب الصحابة، وزوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم، موضحا أن علي الخامنئي، مرشد الثورة الإيرانية، أصدر فتوى حرم بموجبها الإساءة لرموز أهل السنة وزوجات النبي الكريمات، جاء فيها: "يحرم النيل من رموز إخواننا السنة فضلا عن اتهام زوج النبي بما يخل بشرفها، بل هذا الأمر ممتنع على نساء الأنبياء، وخصوصا سيدهم الرسول الأعظم صلوات الله عليه وآله". وأضاف الهاشمى، أن "الخامنئى" أكد أن الشخص الشيعي الذي يسيء لمقدسات أهل السنة عميل للعدو، حتى وإن كان جاهلا، وأصدر فتوى في عام 2006 قال فيها: "إن أي قول أو فعل أو سلوك يعطى الحجة والذريعة للأعداء أو يؤدي إلى الفرقة والانقسام بين المسلمين، هو بالقطع حرام شرعا".