أصدرت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في السعودية، التي حصر العاهل السعودي قبل فترة حق إصدار الفتاوى فيها، موقفاً رسمياً متشدداً من قضية شتم رجل الدين الشيعي الكويتي الأصل، ياسر الحبيب، لعائشة زوجة النبي محمد، فقالت إن هذا الأمر "مخرج من الملة." ويشكل موقف اللجنة رأياً معتبراً للعديد من المرجعيات الإسلامية، بسبب ثقل السعودية ومركزها الديني، خاصة وأنها اعتبرت اللجنة أن قذف عائشة والطعن بها "تكذيب للقرآن،" وذلك بعد أيام من إصدار المرشد الإيراني لفتوى تحرم شتم "رموز السنّة" وترحيب الأزهر بها، رغم مطالبة شيوخ من الأزهر بمقاطعة إيران حتى توافق على إزالة ما يمس بالمعتقدات السنية في كتب الشيعة الدينية. وجاء في الموقف السعودي: "اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالمملكة العربية السعودية على ما تناقلته وسائل الإعلام من القذف والسب والطعن في عرض زوج النبي وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها مكذباً للكتاب والسنة المطهرة." وتابعت الفتوى أنه "من أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة وجوب محبة صحابة رسول الله.. وكذلك وجوب محبة آل بيت النبي عليه الصلاة والسلام ومعرفة حقهم وتنزيلهم المنزلة اللائقة بهم... ولا شك أن أزواجه وذريته عليه الصلاة والسلام من أهل بيته." ولفتت الفتوى إلى أن "سب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أو التعرض لعرضه عليه الصلاة والسلام بقذف أزواجه جرم عظيم وخصوصاً الصديقة بنت الصديق (في إشارة إلى عائشة) وأن قذفها بما هي بريئة منه تكذيب لصريح القرآن والسنة يخرج صاحبه من الملة كما أجمع على ذلك العلماء قاطبة ونقل هذا الإجماع عدد من أهل العلم." وحملت الفتوى توقيع أعضاء الهيئة، ومن أشهرهم أحمد بن علي المباركي وصالح الفوزان وعبدالعزيز آل الشيخ ومحمد بن حسن آل الشيخ. وكان المرشد الإيراني، علي خامنئي، قد انتقد التعرض للسيدة عائشة أو رموز المسلمين السنة، وأفتى بعدم جواز التعرض لها، وقد رحب أحمد الطيب، شيخ الأزهر في مصر بفتوى خامنئي، ووصفها بأنها "صادرة عن علم صحيح، وعن إدراك عميق لخطورة ما يقوم به أهل الفتنة، وتعبر عن الحرص على وحدة المسلمين." روابط ذات علاقة وجاء موقف خامنئي الذي صدر قبل قرابة أسبوع بعد مواقف مماثلة أصدرها العشرات من الرموز الدينية الشيعية البارزة في السعودية والخليج وإيران ضد تصريحات ياسر الحبيب. غير أن تقارير غير مؤكدة أشارت إلى أن الطيب ألغى لقاء كان مقرراً مع مسؤول إيراني، وقد أصدرت جبهة علماء الأزهر في وقت لاحق بياناً طلبت فيه ألا تكون هناك أي لقاءات بين المسؤولين الأزهريين والإيرانيين "قبل أن تقوم إيران بهدم مزار أبي لؤلؤة المجوسي قاتل الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه." وقالت الجبهة إن الجانب الإيراني "لم يقدم ما يدعو إلى التقارب بين المذاهب الإسلامية،" وطالب الإيرانيين ب"حذف ما يسيء إلى أهل السنة ومعتقداتهم ووقف الطعن في الصحابة."