شهدت مرحلة ذهاب بطولة القسم الوطني الثاني لكرة القدم ظاهرة إقالة المدربين بوتيرة غير مسبوقة،حيث انفصل أحد عشر فريقا من أصل ستة عشر عن مدربيهم بفعل الضغط وتوالي النتائج السلبية مما عجل برحيلهم، وهنا مارس رؤساء هؤلاء الأندية الوطنية هوايتهم المفضلة بإشهار ورقة الإقالة في وجه المدربين الذين وجدوا أنفسهم قرابين فداء لامتصاص غضب الجمهور والتستر عن أخطاء الرؤساء التسييرية. فكيف يعقل أن يتعاقد فريق بالقسم الثاني مع مدرب وتتم إقالته في ظرف شهرين رغم أنه لم يشرف على مرحلة الإستعدادات قبل الموسم، ولم يقم بانتدابات اللاعبين على المقاس حسب النقص في المراكز،ثم نأتي ونطلب منه تحقيق نتائج إيجابية في فترة زمنية محدودة غير كافية حتى للانسجام والتأقلم بين اللاعبين، فبالأحرى تنزيل فلسفة تقنية وتطبيق أسلوب لعب الذي يعد من المستحيلات. وحدها خمسة أندية حافظت على استقرارها التقني ببطولة القسم الوطني الثاني وهي: اتحاد طنجة ومولودية وجدة واتحاد تمارة وشباب المسيرة والراسينغ البيضاوي الذي يشكل الاستثناء مع رئيسه شيخ المدربين «ماندوزا» أطال الله في عمره، وهي الأندية التي تحتل الصفوف الأمامية في بطولة القسم الثاني والمرشحة للتنافس لحجز بطاقة الصعود إلى الدوري المغربي الإحترافي،وهو درس لأشباه المسؤولين ببلادنا أن النتائج الإيجابية لا تتحقق بين عشية وضحاها بل بالعمل الجاد واحترام الاختصاصات والإيمان بالاستقرارالتقني لدى النادي كأحد عوامل النجاح، وهي أمور تغيب عن ذهن مجموعة من الرؤساء الذين يفكرون فقط في حصتهم من كعكة صفقات اللاعبين ومنح المجالس المنتخبة والمستشهرين أوالتباكي عن قلة الإمكانات المالية عوض تقديم الإستقالة والاعتراف بالفشل وترك المسؤولية لمن هو أهل لها. وإضافة إلى ذلك،هناك مشكل المحيط الملوث لدى للعديد من أندية القسم الثاني حيث هناك أشخاص «حياحة» تعودوا على الإصطياد في المياه العكرة ليقتاتوا من الفرق ويقضوا أهدافهم الدنيئة ولوعلى حساب المصلحة العامة للنادي،ولم يسلم متزعم الترتيب فريق اتحاد طنجة بدوره من هذه الأساليب القذرة حيث لم يشفع له احتلاله الرتبة الأولى في بطولة القسم الثاني بفارق ثماني نقاط عن مطارده المباشر،مما جعل مدربه محمد أمين بنهاشم يخرج بتصريح ناري لفضح المستورعنه وإعلانه مغادرة فارس البوغازفي نهاية الموسم الرياضي الحالي سواء حقق معه الصعود إلى الدوري المغربي الإحترافي أم لا، بسبب هؤلاء «الشرذمة» التي همها الوحيد هوهدم العمل المنجز بافتعال مشاكل كثيرة يؤدي الفريق ثمنها غاليا. لقد حان الوقت لتغييرهذه العقلية بحماية المدربين من هذه الممارسات الدنيئة التي تسيء لكرة القدم المغربية والتي تقع في مناسبات عديدة بمباركة رؤساء هذه الأندية الوطنية الذين يفكرون في الحفاظ على مواقعهم الشخصية والتضحية بالمدربين كأكباش فداء لاحتواء غضب الجماهيرحتى تهدأ العاصفة، حتى وإن دعت الضرورة العودة إلى نقطة الصفر.