أكد مدرب الوداد البيضاوي جون طوشاك خلال آخر ثلاث ندوات صحفية عقدها بمركب محمد بنجلون بالدار البيضاء بأنه غير مهتم بالتعاقد مع لاعبين جدد خلال «الميركاتو» الشتوي، بداعي أنه يملك عددا كبيرا من العناصر، بل وقال للصحافيين بأنه يعمل كمدرب منذ 36 سنة ولم يسبق له في حياته أن اشتغل مع مجموعة تضم 26 لاعبا إضافة إلى حراس المرمى الثلاثة، وأبدى رغبة كبيرة في تقليص المجموعة إلى 23 لاعب فقط في المجموع، بعد التخلص من لاعبين لا يدخلون ضمن حساباته ولم يشاركوا إلا نادرا في مباريات الوداد هذا الموسم. طوشاك أكد ل «المساء» في أكثر من مرة بأنه لا يريد التعاقد مع حارس مرمى جديد وأنه يملك ثلاثة من خيرة حراس المرمى في البطولة الاحترافية وأنه لا يعرف شيئا على المفاوضات مع حارس الكوكب المراكشي علي المحمدي. بعد ذلك، قال طوشاك بأنه لا يعرف أي شيء بخصوص تعاقد الوداد مع حارس مرمى ومدافع يلعبان لسطاد المغربي، قبل أن يشير إلى أن الأمر يتعلق بانتدابات تخص فريق الأمل وليس الفريق الأول. طوشاك، بصراحته وعفويته المعهودة، قال بوضوح بأنه لا يريد لاعبين جدد باستثناء عودة الكونغولي فابريس أونداما رسميا إلى المجموعة مع بداية مرحلة الإياب. اليوم يبدو أن طوشاك في واد، ورئيس الفريق سعيد الناصري في واد آخر. ففي الوقت الذي يؤكد فيه مدرب الوداد بأنه يريد تقليص المجموعة والاستغناء عن لاعبين لم يقدموا شيئا للفريق، فإن الناصري يصر على إبرام تعاقدات، إذ وقع لمدافع أولمبيك خريبكة عمر سربوت وكانت له جلسات مع رئيس الكوكب المراكشي فؤاد الورزازي لضم الحارس علي المحمدي، قبل أن تفشل الصفقة بسبب اعتراض مدرب الكوكب هشام الدميعي على رحيل الحارس الرسمي للفريق، كما دخل الفريق في مفاوضات جادة مع لاعب شباب الريف الحسيمي رشيد حسني، الذي يرجح أن يوقع للوداد في الأيام القليلة المقبلة، كما ترددت أسماء أخرى داخل أسوار مركب بنجلون كزهير نعيم ومهاجم حسنية أكادير إسماعيل الحداد. يجب على الناصري أن يمارس مهامه كرئيس للفريق وأن يعرف جيدا حدود اختصاصاته، كما أنه من المفروض أن ينسق مع مدرب الفريق وألا يتصرف على هواه ويسير ضد الاتجاه الذي يرسمه طوشاك، لأن ذلك سيفجر بلا شك أزمة بين الطرفين قد يؤدي الوداد ثمنها غاليا، خاصة أن الفريق «الأحمر» يتصدر الدوري وينافس هذا الموسم بقوة على لقب البطولة، وليس في حاجة إلى مشاكل من هذا النوع. من المفروض أن يتحلى الناصري ببعض من الرصانة قبل اتخاذ قرارات مماثلة، ويجب عليه أن يستفيد مما سبق، لأن طوشاك رفض الاعتماد على جل اللاعبين الذين ضمهم الناصري إلى الوداد بداية الموسم الجاري، ككمال الشافني وبلال أصوفي وغوستافو بلانكو وديلاني فال وفؤاد إد عبد الحي. فلا داعي إذن للتعاقد مع لاعبين آخرين قد يضعهم طوشاك في «الثلاجة»، ولا داعي لارتكاب أخطاء مجانية قد تعصف بمستقبل الفريق هذا الموسم، خاصة أن العقلية البريطانية والصرامة التي يتحلى بها طوشاك، قد تدفعه إلى حزم حقائبه والرحيل، إذا لم يعد يجد أجواء سليمة للاشتغال.