سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سيارة إسعاف تابعة ل«التنمية البشرية» معطلة وسكان بضواحي فاس يطالبون بفتح تحقيق السكان المتضررون يلجؤون إلى خدمات الدواب وسيارات النقل السري لتجاوز «المحنة»
منذ ما يقرب من سنتين وسيارة إسعاف وحيدة في جماعة سيدي داود القروية بإقليم مولاي يعقوب معطلة، و المثير في القضية، حسب المصادر، أن هذه السيارة في كل مرة تغادر مرأب ميكانيكي تلج مرأبا آخر في منطقة عين قادوس بمدينة فاس، لكن دون أن يتم إصلاحها. وعاينت "المساء" السيارة وهي مركونة بالقرب من محل ميكانيكي بالمنطقة، في حين أوردت المصادر أن السيارة منحت للجماعة في إطار الدعم الذي تقدمه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية للجماعات القروية الفقيرة، بعدما عجزت هذه الجماعة عن اقتناء سيارة إسعاف لخدمة الساكنة، والعمل على نقل الحالات المستعجلة التي يستعصي علاجها في المركز الصحي بالمنطقة في اتجاه مستشفيات مدينة فاس، في غياب مستشفى إقليمي بإقليم مولاي يعقوب. وذكرت المصادر أن سيارة الإسعاف الوحيدة التي تملكها الجماعة ذات الكثافة السكانية الكبيرة، تعرضت لأضرار بليغة لعدة مرات، بسبب حوادث سير أثناء السياقة، وقالت المصادر إن الصادم هو أن هذه الحوادث لم ترتكب أثناء خروج السيارة لأداء مهامها، ونقل المرضى إلى المستشفيات بالعاصمة العلمية، وأشارت إلى أن المكلفين بسياقتها إبان ارتكاب هذه الحوادث هم موظفون ليسوا مكلفين من الناحية قانونية بسياقة سيارة الإسعاف، وأحدهم كان في وضعية غير عادية أثناء ارتكاب مخالفة. وطبقا للمصادر، فإن عمالة إقليم مولاي يعقوب راسلت الجماعة القروية سيدي داود بخصوص موضوع هذه السيارة المعطلة، لكنها لم تتخذ إجراءات ملموسة لتجاوز هذا الوضع، ومعاقبة المتورطين في هذه الأعطاب، وإرجاع السيارة إلى العمل بعد إصلاحها. ويدفع هذا الوضع الساكنة إلى الاستعانة بخدمات سيارة إسعاف تابعة لجماعة مجاورة (جماعة العجاجرة)، لكن في بعض الأحيان لا يتمكنون من الاستفادة من هذه الخدمات بالنظر إلى كون الجماعة المجاورة تعطي الأولوية لنقل مرضى يقطنون في نفوذها الترابي. ويتحمل سكان الجماعة معاناة كبيرة في نقل المرضى إلى مستشفيات فاس، خاصة وأن المنطقة معروفة بمسالكها الوعرة، وعزلتها، وضعف بنياتها التحتية، ونقص حاد في وسائل النقل، خاصة في الفترات المتأخرة من الليل. وطبقا للمصادر، فإن المحنة تتحملها النساء الحوامل، والأطفال الصغار والمسنون، عندما يداهمهم المرض أو تقترب فترة الولادة، ويضطر السكان في بعض الحالات إلى الاستعانة بالدواب، وفي أحيان أخرى إلى الإقبال على خدمات سيارات النقل السري، في وقت كان من المفروض فيه أن تعمل الجماعة على إصلاح أعطاب سيارة الإسعاف، خاصة وأنها تتوفر على ميزانيات مرصودة لهذا الغرض بعدما توافقت الأغلبية والمعارضة على إصلاحها وإخراجها من "غرفة الإنعاش".