الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
الاتحاد الاشتراكي
الأحداث المغربية
الأستاذ
الاقتصادية
الأول
الأيام 24
البوصلة
التجديد
التصوف
الجديدة 24
الجسور
الحدود المغربية
الحرة
الدار
الرأي المغربية
الرهان
السند
الشرق المغربية
الشمال 24
الصحراء المغربية
الصحيفة
الصويرة نيوز
الفوانيس السينمائية
القصر الكبير 24
القناة
العرائش أنفو
العلم
العمق المغربي
المساء
المسائية العربية
المغرب 24
المنتخب
النخبة
النهار المغربية
الوجدية
اليوم 24
أخبارنا
أخبار الجنوب
أخبار الناظور
أخبار اليوم
أخبار بلادي
أريفينو
أكادير 24
أكورا بريس
أنا الخبر
أنا المغرب
أون مغاربية
أيت ملول
آسفي اليوم
أسيف
اشتوكة بريس
برلمان
بزنسمان
بوابة القصر الكبير
بوابة إقليم الفقيه بن صالح
أزيلال أون لاين
بريس تطوان
بني ملال أون لاين
خنيفرة أون لاين
بوابة إقليم ميدلت
بوابة قصر السوق
بيان اليوم
تازا سيتي
تازة اليوم وغدا
تطاوين
تطوان بلوس
تطوان نيوز
تليكسبريس
تيزبريس
خريبكة أون لاين
دنيابريس
دوزيم
ديموك بريس
رسالة الأمة
رياضة.ما
ريف بوست
زابريس
زنقة 20
سلا كلوب
سوس رياضة
شباب المغرب
شبكة أندلس الإخبارية
شبكة دليل الريف
شبكة أنباء الشمال
شبكة طنجة الإخبارية
شعب بريس
شمال بوست
شمالي
شورى بريس
صحراء بريس
صوت الحرية
صوت بلادي
طنجة 24
طنجة الأدبية
طنجة نيوز
عالم برس
فبراير
قناة المهاجر
كاب 24 تيفي
كشـ24
كود
كوورة بريس
لكم
لكم الرياضة
لوفوت
محمدية بريس
مراكش بريس
مرايا برس
مغارب كم
مغرب سكوب
ميثاق الرابطة
ناظور برس
ناظور سيتي
ناظور24
نبراس الشباب
نون بريس
نيوز24
هبة سوس
هسبريس
هسبريس الرياضية
هوية بريس
وجدة نيوز
وكالة المغرب العربي
موضوع
كاتب
منطقة
Maghress
امستردام .. مواجهات عنيفة بين إسرائيليين ومؤيدين لفلسطين (فيديو)
دوري الأمم الأوروبية.. دي لا فوينتي يكشف عن قائمة المنتخب الإسباني لكرة القدم
من مراكش.. انطلاق أشغال الدورة الثانية والعشرين للمؤتمر العالمي حول تقنية المساعدة الطبية على الإنجاب
الحجوي: ارتفاع التمويلات الأجنبية للجمعيات بقيمة 800 مليون درهم في 2024
التكوين في مجال الرقمنة.. 20 ألف مستفيد في أفق سنة 2026
المغرب يشرع في استيراد آلاف الأطنان من زيت الزيتون البرازيلي
هولندا.. توقيف 62 شخصا في أحداث الشغب الإسرائيلي بأمستردام
هذه الحصيلة الإجمالية لضحايا فيضانات إسبانيا ضمن أفراد الجالية المغربية
ظاهرة "السليت والعْصِير" أمام المدارس والكلام الساقط.. تترجم حال واقع التعليم بالمغرب! (فيديو)
بيع أول لوحة فنية من توقيع روبوت بأكثر من مليون دولار في مزاد
"إل جي" تطلق متجرا إلكترونيا في المغرب
الشرطة الهولندية توقف 62 شخصاً بعد اشتباكات حادة في شوارع أمستردام
توقعات أحوال الطقس ليوم غد السبت
محامو المغرب: "لا عودة عن الإضراب حتى تحقيق المطالب"
مؤسسة وسيط المملكة تعلن نجاح مبادرة التسوية بين طلبة الطب والصيدلة والإدارة
الأمانة العامة للحكومة تطلق ورش تحيين ومراجعة النصوص التشريعية والتنظيمية وتُعد دليلا للمساطر
غياب زياش عن لائحة المنتخب الوطني تثير فضول الجمهور المغربي من جديد
كوشنر صهر ترامب يستبعد الانضمام لإدارته الجديدة
"أيا" تطلق مصنع كبير لمعالجة 2000 طن من الفضة يوميا في زكوندر
بعد 11 شهرا من الاحتقان.. مؤسسة الوسيط تعلن نهاية أزمة طلبة كلية الطب والصيدلة
هزة أرضية خفيفة نواحي إقليم الحوز
بورصة البيضاء تستهل التداول بأداء إيجابي
الهوية المغربية تناقَش بالشارقة .. روافدُ وصداماتٌ وحاجة إلى "التسامي بالجذور"
مصدر من داخل المنتخب يكشف الأسباب الحقيقية وراء استبعاد زياش
مجلة إسبانية: 49 عاما من التقدم والتنمية في الصحراء المغربية
بحضور زياش.. غلطة سراي يلحق الهزيمة الأولى بتوتنهام والنصيري يزور شباك ألكمار
الجولة ال10 من البطولة الاحترافية تنطلق اليوم الجمعة بإجراء مبارتين
الجنسية المغربية للبطلان إسماعيل وإسلام نورديف
طواف الشمال يجوب أقاليم جهة طنجة بمشاركة نخبة من المتسابقين المغاربة والأجانب
تقييد المبادلات التجارية بين البلدين.. الجزائر تنفي وفرنسا لا علم لها
متوسط عدد أفراد الأسرة المغربية ينخفض إلى 3,9 و7 مدن تضم 37.8% من السكان
رضوان الحسيني: المغرب بلد رائد في مجال مكافحة العنف ضد الأطفال
ارتفاع أسعار الذهب عقب خفض مجلس الاحتياطي الفدرالي لأسعار الفائدة
كيف ضاع الحلم يا شعوب المغرب الكبير!؟
تحليل اقتصادي: نقص الشفافية وتأخر القرارات وتعقيد الإجراءات البيروقراطية تُضعف التجارة في المغرب
إدوارد سعيد: فلاسفة فرنسيون والصراع في الشرق الأوسط
حظر ذ بح إناث الماشية يثير الجدل بين مهنيي اللحوم الحمراء
خمسة جرحى من قوات اليونيفيل في غارة إسرائيلية على مدينة جنوب لبنان
المنصوري: وزراء الPPS سيروا قطاع الإسكان 9 سنوات ولم يشتغلوا والآن يعطون الدروس عن الصفيح
طلبة الطب يضعون حدا لإضرابهم بتوقيع اتفاق مع الحكومة إثر تصويت ثاني لصالح العودة للدراسة
الشبري نائبا لرئيس الجمع العام السنوي لإيكوموس في البرازيل
إسبانيا تمنع رسو سفن محملة بأسلحة لإسرائيل في موانئها
غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق
جرافات الهدم تطال مقابر أسرة محمد علي باشا في مصر القديمة
"المعجم التاريخي للغة العربية" .. مشروع حضاري يثمرُ 127 مجلّدا بالشارقة
قد يستخدم في سرقة الأموال!.. تحذير مقلق يخص "شات جي بي تي"
الأمازيغية تبصم في مهرجان السينما والهجرة ب"إيقاعات تمازغا" و"بوقساس بوتفوناست"
الرباط تستضيف أول ورشة إقليمية حول الرعاية التلطيفية للأطفال
وزارة الصحة المغربية تطلق الحملة الوطنية للتلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية
خبراء أمراض الدم المناعية يبرزون أعراض نقص الحديد
سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية
برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالسيدا يعلن تعيين الفنانة "أوم" سفيرة وطنية للنوايا الحسنة
كيفية صلاة الشفع والوتر .. حكمها وفضلها وعدد ركعاتها
مختارات من ديوان «أوتار البصيرة»
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
الحافي: صفة برلماني لا تعطي أي امتياز لاستغلال الغابات والراضي أقدم على مقاضاتنا
قال إن بنكيران لن ينتظر برلمانيا لينصب نفسه محاميا لو اكتشف وجود مرسوم مزور
المهدي السجاري
نشر في
المساء
يوم 22 - 12 - 2014
في هذا الحوار يتحدث عبد العظيم الحافي، المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر، عن الإجراءات التي اتخذتها المندوبية للحد من استنزاف المخزون الغابوي في فصل الشتاء، وزجر العصابات المنظمة، التي أضحت تدخل في مواجهات مسلحة مع الحراس الغابويين. ونفى الحافي تفويت أي متر مربع من الغابات خارج القانون، موضحا أن مناهضي التحديد يسعون إلى تحويل الغابات إلى تجزئات سكنية.
- مع الانخفاض الكبير لدرجات الحرارة في عدد من المناطق الجبلية، يزداد الإقبال على حطب التدفئة. ما هي الإجراءات المتخذة لتفادي استنزاف المخزون الغابوي؟
الضغط على الموارد الطبيعية متعدد الجوانب، فهذه الفترة تعرف ارتفاع الطلب على حطب التدفئة والحطب المخصص للطهي، وهو راجع إلى عزلة السكان. بشكل عام لا يمكن للغابة أن تسد حاجيات جميع المواطنين، فبحكم المعطيات البيولوجية فإن نمو الأشجار يعطي قيمة مضافة محدودة، على اعتبار أن ذلك مرتبط بالأصناف الغابوية والمناخ، وبالتالي هناك نسبة معينة للمقادير التي يمكن اقتلاعها دون الإخلال بتوازن المخزون. برامج التهيئة في المغرب تحدد عمر 25 سنة للأحجام التي يمكن قطعها، سواء بالنسبة إلى حطب التدفئة أو المستعمل في البناء أو الصناعات. بيد أن برامج التهيئة هذه تتغير، فنمو شجر العرعار، مثلا، بطيء جدا، وبالتالي يتطلب استغلاله بين 80 و100 سنة. فيما يكون شجر الأوكالبتوس جاهزا في ظرف حوالي 8 سنوات. طبعا هذا يتعلق بالاستغلال القانوني والعلمي المعقلن، لكن ما يقع هو أن الضغط يرتفع على حطب التدفئة في فصل الشتاء، علما أن المناطق التي تعاني من نسبة فقر أقل يقل فيها الضغط على الحطب مقارنة بالمناطق التي تكون فيها أغلب موارد العيش آتية من الغابة. حقوق الانتفاع القانونية تمكن الساكنة من استغلال الغابة من الحطب الميت، كما هو الشأن بالنسبة إلى حق الرعي. ولكن بحكم التوسع الديموغرافي، فالغابة لم تعد تلبي الحاجيات، وبالتالي هناك اعتداء على الأشجار الحية.
- وماذا عن المتاجرين في الغابات؟
بجانب هذه الوضعية هناك المتاجرون أو من يسمون بالمافيات التي ترتكب جريمة في حق الغابات بهدف تجاري ربحي. ما نقوم به هو أولا الرفع من مردودية حطب التدفئة، من خلال استعمال أفرنة متطورة ترفع من مدة استعمالها، سواء للتدفئة، أو للطهي وغير ذلك، وهو ما يعطي مردودية مهمة. الشق الثاني هو تنظيم الساكنة على شكل تعاونيات، فعندما يكون ذوو الحقوق مشتتين على شكل أشخاص فذلك يفرض تنظيمهم للتمكن من التمويل الذاتي على مستوى الحطب، إضافة إلى قيام التعاونيات بحراسة الغابات وأشغال التنقية، في إطار عقد مع المندوبية. كما نقوم بتنويع المداخيل، فعندما نقوم بعملية التشجير يتم منع الرعي بضع سنوات، ونقدم بالمقابل إعانة لشراء الوحدات العلفية، بالإضافة إلى تشجيع وتطوير إنتاج العسل المعروف بمردوده المالي المرتفع.
- وكيف ترد على من يتهم المندوبية بتجييش الغابات وتكريس البعد الأمني؟
هذه المقاربة كانت في السابق، لكنها تتطور في الاتجاه المرتبط بخلق تعاونيات.
- لكن تثار احتجاجات بين الفينة والأخرى على حوادث إطلاق النار على المواطنين؟
يجب وضع الأمور في إطارها، فأنا تحدثت قبل قليل عن ذوي الحقوق. أما الذين يذهبون إلى الغابات للتجارة وليس لسد حاجيات شخصية، فهذا موضوع آخر. هؤلاء الذين ينتقلون إلى الغابة ليلا على شكل عصابات قد يصل عدد أفرادها إلى 30 فردا، مستعينين بالهواتف النقالة والأسلحة البيضاء والنارية، فهؤلاء لا يذهبون لسد حاجيات ذاتية، فحارس الغابة الذي يقوم بمهامه ليلا ويجد أمامه عصابات مطالب بحماية الغابة وبأن يطلب من هؤلاء الانسحاب، وفي حالة ما تم تهديده يطلق طلقات في الهواء، وقد يحدث أن يتلقى في المقابل طلقات نارية أو أن يرمى بالحجارة أو يتم تكسير سيارات الدولة. فعدد الاعتداءات على أعوان المياه والغابات مرتفعة، وهناك كسور وتشوهات.
- هل تُستعمل الأسلحة النارية في هذه المواجهات؟
اللجوء إلى الأسلحة النارية يتم في حالة الدفاع عن النفس وفي حالات التهديد ووجود الأعوان في خطر وإصرار المعتدين على النهب والتخريب، كما هو الشأن بالنسبة إلى حادث خنيفرة، حيث إن حارسين للمياه والغابات انتقلا ليلا في إطار مهمة مراقبة، فصادفا وجود عصابة في إحدى المناطق عند الواحدة صباحا. الحارسان قاما بإطلاق طلقات تحذيرية في الهواء، فرد عليهما المعتدون بطلقات من بنادق مخصصة للقنص (الخماسية والزويجة). إذن نحن لا نتحدث عن ذوي الحقوق الذين يعيشون في الغابات وحولها في إطار التعامل مع ما يمكن أن تعطيه الغابة من ثروات، مع الحفاظ على الموارد الطبيعية، بل نتحدث عن عصابات منظمة تعكس الآية، حيث تعتبر هاته العصابات الليل مبصرا والنهار لتسكن فيه. وحتى عندما يكون موظفو المياه والغابات في حالة دفاع عن النفس، ويستعملون أسلحتهم, فإن ذلك تتولد عنه مشاكل أخرى مع القضاء وكأنهم جانحون استعملوا سلاحهم خارج أي إطار مهمته حماية الموروث الطبيعي من النهب. وبالتالي هذا ما جعلنا نصدر دورية ثلاثية بين وزارتي العدل والداخلية والمندوبية، من أجل عمل جماعي، لأن حراس ومهندسي المياه والغابات هم من حاملي السلاح، لكن تدخلهم يفرض تنسيقا مع كل الفرقاء الساهرين على حماية الملك العام والأمن لرد أي تصرف خارج الإطار القانوني.
- هل لدى المندوبية حالات صدرت فيها أحكام قاسية في حق التقنيين الغابويين؟
هناك أحكام سجن صدرت كشأن تقني غابوي بالقنيطرة، رغم أنه كان في حالة دفاع عن النفس. إذ كانت هناك سيارة محملة بمواد غابوية مقطوعة بدون سند قانوني، فقام بمطاردتها لإيقافها، وأطلق النار على العجلات. لكن عندما توقفت السيارة حاول أصحابها، الذين كان عددهم خمسة أشخاص، الاعتداء عليه، فحاول الدفاع عن نفسه وأطلق الرصاص، مما تسبب في وفاة أحدهم، فحكم عليه في 16 فبراير2008 ب10سنوات وكأنه جان، وقد كان التقني حديث التخرج، متزوجا وله أبناء، فأصبح في رمشة عين سجينا لا لشيء إلا لأنه دافع عن نفسه. هؤلاء ليسوا جناة يتحركون في الغابة لاستهداف المواطنين، ولكنهم يقومون بدورهم لأنهم مؤتمنون على تراث وطني، وهم موظفون يشتغلون ليل نهار وبدون أي امتياز، حيث يتقاضى المكلفون بحراسة الغابة راتبهم الشهري فقط.
- هل تشتغل المندوبية على تحسين ظروفهم المادية؟
نحن بصدد مراجعة القانون حتى نتمكن من توجيه جزء من الغرامات التي يتم تدوينها لمكافأة هؤلاء الموظفين الذين يشتغلون ليل نهار، كما هو الشأن بالنسبة إلى أطر أخرى. لكن، مع الأسف، هذا الإجراء لم يعرف مساره الصحيح، رغم أنه لا مناص من ذلك. فلا يمكن أن نطلب من إنسان، كيفما كان، أن يتحمل هذه المسؤولية ويشتغل مدة 24 ساعة، ويتقاضى في النهاية نفس الراتب الذي يتقاضاه أي موظف. عليك أن تعرف بأن العصابات تقوم بمراقبة المهندسين وتتواصل بالهواتف النقالة مع الأفراد الذين يتحركون في الغابة، حتى إننا أصبحنا نستعمل تقنيات متطورة من أجل ضبط هذه التحركات.
- وما سبب انتقادك تعاطي القضاء مع الملفات المرتبطة بنهب المخزون الغابوي؟
نحن لا ننتقد القضاء، ولكن نحلل سيرورة الأمور ونواقصها بغرض تصحيحها. وبكل صراحة هذا الأمر كان في السابق، حيث كانت تنجز حوالي 30 ألفا من المحاضر، دون أن تكون لها الجدوى والفعالية المنتظرة. فلا يجوز أن نلقي اللوم على القضاء لوحده، بل حتى مصالح المياه والغابات كانت تحرر محاضر غير قابلة للتتبع من طرف القضاء، كغياب المعطيات التعريفية للمعني وغيرها، وبالتالي فتلك المحاضر تنتهي في سلة المهملات. حاليا، ومنذ 7 أو 8 سنوات، حصرنا، أولا، الإجراءات الزجرية في الجانب المتعلق بالعصابات المنظمة فقط، وليس ضد من يستفيدون من الغابة من أجل الاستعمال الشخصي في إطار حق الانتفاع. كما أن دورية تضمنت عدة مقتضيات تجعل الموظف الغابوي مسؤولا عن المحضر ونوعيته، حتى يكون قابلا للتتبع، وهو شيء مهم لأن من وراء ذلك تأويلات.
- وكيف ترد على من يتهم بعض التقنيين بتحرير محاضر مفبركة؟
مفبركة لأي هدف؟ إن وجدت هذه الحالات فهي تعرض على القضاء، الذي له الصلاحية ليقول كلمته، والحسم في الموضوع بما توفر له من حجج الإثبات، لكن على العكس من ذلك، هناك تأويلات تعتبر أن بعض الغابويين يتعمدون تحرير محاضر لا تحمل المعطيات الكاملة للمعنيين بها حتى لا تتم متابعتهم. ولتجنب كل هذه الأمور هناك فرق للتتبع تسهر على هذه العملية. فكل القضايا الغابوية تروج، مثلا، بمدينة خنيفرة يوم الإثنين، حتى تكون الأمور واضحة وشفافة. كما أن هناك إشكالا يرتبط بعدد من الملفات التي صدرت فيها أحكام ولم تنفذ.
- هناك حالات مواطنين فقراء تراكمت عليهم الأحكام حتى تجاوز بعضها 200 مليون سنتيم.
هذه أرقام بحجمها تفقد القول مصداقيته. فالغرامات تتراكم مع تتابع الاعتداءات وارتكاب الجنح، وحتى يكون للغرامات مفعولها يجب تتبع تنفيذ الأحكام. طبعا الأحكام تصدر، لكن المياه والغابات تتابع تلك الأحكام، وتوفر عدد الأعوان الكافي. وقد قمنا بتصحيح الأخطاء قبل حوالي 5 سنوات، إذ اتخذنا إجراء يقضي بتوفر المندوبية على ميزانية خاصة بتتبع التنفيذ واللجوء إلى أعوان التنفيذ الخواص. وهذا أمر مهم جدا، لأن الأحكام عندما تصدر بدون تنفيذ لا يكون لها معنى.
- ما حصيلة عمل المندوبية في التقليص من الأشجار المقطوعة خارج القانون؟
بعد كل هذا المجهود عرفت منطقة الأطلس المتوسط انخفاضا ب75 في المائة السنة الماضية، خاصة أن المراقبة التي كانت تستعمل سابقا لم يعد لها مفعول لأسباب عدة. فعندما يتقرر الانتقال إلى نقطة غابوية للقيام بعملية المراقبة، يمكن أن يسرب أحد أعضاء اللجنة الخبر، فلا يجد المكلفون بهذه المهمة شيئا. طبعا عملنا سيتطلب وقتا، رغم أن هذا الانخفاض سجل على مستوى الأطلس المتوسط، وهو أمر مهم نظرا لكون المنطقة تعاني من إشكالية نهب شجر الأرز. أما في المناطق الأخرى كالريف، فهناك إشكاليات من نوع آخر.
- هناك مواطنون استغلوا المخزون الغابوي سنوات في إطار حق الانتفاع، وعندما دشنت المندوبية عملية تحديد الملك الغابوي أثيرت احتجاجات كبيرة. كيف تعاملت المندوبية مع هذه الاحتجاجات؟
أشير في البداية إلى مسألة مهمة، هي أن تحديد الملك الغابوي لا يمس في أي حال من الأحوال حق الانتفاع، بل على العكس من ذلك، تصبح حقوق الانتفاع قارة ومضمونة. في المقابل، كل من يناهض التحديد ويريد أن يتملك الغابة، يقرن ذلك بإسقاط حق الانتفاع عن الجماعة. إذن، تحديد الملك الغابوي ليس له أي أثر سلبي على حقوق الانتفاع، ففي منطقة سوس أعطى المشرع حقوق الانتفاع بشكل موسع مقارنة بمناطق أخرى. فهؤلاء المواطنون لهم حق جمع الحطب وحرث الأرض لزرع الحبوب وغيرها والرعي وجني الثمار. إن لهم كل الحقوق إلا حق واحد يفصلهم عن الملكية، هو اجتثاث الغابة وتحويلها إلى تجزئات سكنية. وبالتالي فالدافع الأساسي لمناهضي التحديد الغابوي هو القضاء على الغابة وتحويلها إلى تجزئات سكنية، أما غير ذلك فليس هناك أي أثر سلبي على حقوق الانتفاع. المندوبية السامية للمياه والغابات ليست وكالة عقارية تصادر أملاك المواطنين، بل على العكس، هي مؤتمنة على ملك المغاربة كلهم. أكثر من ذلك، الملك الغابوي أكثر حصانة من كل الأملاك الأخرى، كما هو الشأن بالنسبة إلى الملك الخاص للدولة والأحباس والكيش.
- لكن تثار بين الفينة والأخرى قضايا تفويت قطع غابوية بطرق مشبوهة.
ائتوني ولو بحالة واحدة فوت فيها متر مربع واحد من الغابة بدون سند قانوني. المندوب السامي ليست له أي قدرة على منح أو انتزاع أي ملك غابوي، فالقانون يؤكد على أن الملك الغابوي غير قابل للتفويت إلا في ثلاث حالات: الحالة الأولى ترتبط بالاحتلال المؤقت، ويتم منح ذلك بعد مسطرة طويلة تشمل المصادقة على الملف من طرف اللجن الجهوية للاستثمار، ثم بعد ذلك ينتقل إلى المجلس الجماعي لإعطاء رأيه، وتأتي في مرحلة ثالثة دراسة التأثير على البيئة، إضافة إلى رأي لجنة المقالع التي تترأسها وزارة التجهيز. في حال موافقة كل هذه الجهات على الأمر، يتم تقديم الملف إلى المندوبية السامية لتعطي رأيها، وتوضح طريقة الاستغلال، وليس هناك أي أحد يقرر خارج هذه المسطرة. والاستثناء الثاني هو الخصم من الملك الغابوي للمصلحة العامة، من قبيل بناء سد مثلا. في هذه الحالة يتم سلك نفس مسطرة الاحتلال المؤقت، زيادة على مرسوم يوقع عليه وزير الداخلية بصفته مسؤولا عن التدبير الترابي، والوزير الذي يتقدم بالطلب، ووزير المالية الذي يعتبر وصيا على كل أملاك الدولة. وبعد ذلك تتم إحالة الملف على الأمانة العامة للحكومة، قبل أن يتوصل به رئيس الحكومة للتوقيع عليه وإصداره في الجريدة الرسمية.
- ألا توجد شخصيات نافذة تستفيد خارج القانون؟
لا، لا توجد أي شخصية تستفيد خارج هذه المسطرة، وإذا كانت حالة واحدة استفادت خارج القانون ائتوني بها.
- مثلا إدريس الراضي توجه إليه اتهامات بشأن استغلال الغابات.
سأعود إلى حديث عن إدريس الراضي، لكن قبل ذلك أشير إلى وجود استثناء ثالث في الاستغلال، هو المرتبط بالمقايضة العقارية، حيث تدخل بعض الغابات في المدار الحضري، فيتم تقييم تلك الأرض ونطالب بشراء أرض أخرى محاذية للغابة لها نفس القيمة. فلا يمكن لأي أحد أن يستفيد خارج القانون. طبعا هناك من يخلط الأمور، فمثلا يتم الحديث عن حديقة مدينة تمارة، والحال أن هذه الحديقة لم يسبق أن كانت ملكا غابويا، بل كانت المندوبية مكلفة بتدبير الحيوانات المتوحشة فوق أرض تدخل ضمن الملك الخاص للدولة، ولا علاقة لها بالملك الغابوي.
- وماذا عن إدريس الراضي؟
الراضي مقاول غابوي، قبل أن يكون مستشارا برلمانيا في الغرفة الثانية. كانت له علاقة وطيدة بالغابة، وله الحق ككل المواطنين في أن يتمتع بالحقوق التي يمنحها له القانون ويتقيد بالواجبات التي تمليها عليه المساطر والقوانين. فصفة مستشار أو برلماني لا تعطي أي امتياز ولا تكسب صاحبها أي حصانة أو استثناءات للتقيد بمبدأ المساواة بين كل المواطنين.
- ألا توجد «حصانة» برلمانية في الاستفادة من الغابة؟
طبعا لا توجد حصانة برلمانية، ولا يوجد أي برلماني أو مستشار، بمن في ذلك الراضي، استفاد من أي شيء خارج القانون في عهد المندوبية السامية. العلاقة مع الراضي هي علاقة مع مقاول، فهو له نفس الحقوق كجميع المواطنين، ويخضع للقوانين التي تحكم جميع المغاربة. أكثر من ذلك، قام الراضي بمقاضاة المندوبية السامية، وله الحق في ذلك، والمندوبية السامية تحترم وتطبق الأحكام التي تكتسي قوة الشيء المقضي به. وبشكل عام، ليس لنا مع الراضي أي مشكل.
- وكيف هي علاقتك بالعدالة والتنمية بعد اتهامك باعتماد مرسوم «وهمي» لتحديد الملك الغابوي؟
لا أظن أن هذه اتهامات للعدالة والتنمية، لكنها صادرة عن نائب من منطقة ما فيما يظنه دفاعا عن مصالح ناخبيه. ربما في الحملات الانتخابية، فكل برنامج يتعهد بأشياء، لكن قد تصطدم هذه التعهدات بالقانون، فيصبح الالتزام مستحيل المنال. المغرب يشتغل داخل إطار القوانين المعمول بها، ومهما وجدت فهي تطبق، وإن ارتأى أحد أن النصوص يجب أن تغير فالمساطر واضحة ومضبوطة، ولا يسقط قانون فقط عن طريق الخطاب. أما ما أسميتموه المرسوم المزور، فكل المراسيم لها مساطرها، والمندوبية السامية مؤسسة مسؤولة تتعامل مع تدبير الشأن العام بالصرامة والشفافية اللازمتين في إطار القوانين الجاري بها العمل.
- هذا يعني أن المرسوم حقيقي وليس وهميا؟
هل تتصور لحظة واحدة لو اكتشف السيد رئيس الحكومة وجود مرسوم لا تتوفر فيه المواصفات، سينتظر نائبا برلمانيا ينصب نفسه محاميا عنه قبل أن يتحمل مسؤولياته. رئيس الحكومة له الصلاحيات التامة لتدبير الأمور طبقا لقوانين المملكة.
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
المندوب السامي للمياه والغابات عبد العظيم الحافي لـ"التجديد":المِلك الغابوي غير قابل للتفويت إلا استثناءا
يطرحان العديد من علامات الاستفهام بإقليم إفران .. استغلال المجال الغابوي واحتياجات الساكنة لحطب التدفئة
هكذا تعاني غابات الأطلس المتوسط من ظاهرة التفحيم السري
منتجو«الفاخر» جنوا الملايين بمناسبة عيد الأضحى
المندوب السامي للمياه والغابات: الثروة الغابوية ملك لجميع المغاربة ومن الإجرام إبادتها
أبلغ عن إشهار غير لائق