الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
الاتحاد الاشتراكي
الأحداث المغربية
الأستاذ
الاقتصادية
الأول
الأيام 24
البوصلة
التجديد
التصوف
الجديدة 24
الجسور
الحدود المغربية
الحرة
الدار
الرأي المغربية
الرهان
السند
الشرق المغربية
الشمال 24
الصحراء المغربية
الصحيفة
الصويرة نيوز
الفوانيس السينمائية
القصر الكبير 24
القناة
العرائش أنفو
العلم
العمق المغربي
المساء
المسائية العربية
المغرب 24
المنتخب
النخبة
النهار المغربية
الوجدية
اليوم 24
أخبارنا
أخبار الجنوب
أخبار الناظور
أخبار اليوم
أخبار بلادي
أريفينو
أكادير 24
أكورا بريس
أنا الخبر
أنا المغرب
أون مغاربية
أيت ملول
آسفي اليوم
أسيف
اشتوكة بريس
برلمان
بزنسمان
بوابة القصر الكبير
بوابة إقليم الفقيه بن صالح
أزيلال أون لاين
بريس تطوان
بني ملال أون لاين
خنيفرة أون لاين
بوابة إقليم ميدلت
بوابة قصر السوق
بيان اليوم
تازا سيتي
تازة اليوم وغدا
تطاوين
تطوان بلوس
تطوان نيوز
تليكسبريس
تيزبريس
خريبكة أون لاين
دنيابريس
دوزيم
ديموك بريس
رسالة الأمة
رياضة.ما
ريف بوست
زابريس
زنقة 20
سلا كلوب
سوس رياضة
شباب المغرب
شبكة أندلس الإخبارية
شبكة دليل الريف
شبكة أنباء الشمال
شبكة طنجة الإخبارية
شعب بريس
شمال بوست
شمالي
شورى بريس
صحراء بريس
صوت الحرية
صوت بلادي
طنجة 24
طنجة الأدبية
طنجة نيوز
عالم برس
فبراير
قناة المهاجر
كاب 24 تيفي
كشـ24
كود
كوورة بريس
لكم
لكم الرياضة
لوفوت
محمدية بريس
مراكش بريس
مرايا برس
مغارب كم
مغرب سكوب
ميثاق الرابطة
ناظور برس
ناظور سيتي
ناظور24
نبراس الشباب
نون بريس
نيوز24
هبة سوس
هسبريس
هسبريس الرياضية
هوية بريس
وجدة نيوز
وكالة المغرب العربي
موضوع
كاتب
منطقة
Maghress
المقاربة الملكية لحقوق الإنسان أطرت الأوراش الإصلاحية والمبادرات الرائدة التي باشرها المغرب في هذا المجال (بوريطة)
هل يؤثر قرار اعتقال نتنياهو في مسار المفاوضات؟
عشر سنوات سجنا وغرامة 20 مليون سنتيما... عقوبات قصوى ضد كل من مس بتراث المغرب
رسميا: الشروع في اعتماد 'بطاقة الملاعب'
أبناء "ملايرية" مشهورين يتورطون في اغتصاب مواطنة فرنسية واختطاف صديقها في الدار البيضاء
الحكومة توقف رسوم الاستيراد المفروض على الأبقار والأغنام
وفاة ضابطين اثر تحطم طائرة تابعة للقوات الجوية الملكية اثناء مهمة تدريب
أمن البيضاء يوقف شخصا يشتبه في إلحاقه خسائر مادية بممتلكات خاصة
المغرب التطواني يقاطع الإجتماعات التنظيمية مستنكرا حرمانه من مساندة جماهيره
أول دبلوم في طب القلب الرياضي بالمغرب.. خطوة استراتيجية لكرة القدم والرياضات ذات الأداء العالي
تعيينات بمناصب عليا بمجلس الحكومة
مجلس الحكومة يصادق على مشروع مرسوم بوقف استيفاء رسم الاستيراد المفروض على الأبقار والأغنام الأليفة
الحزب الحاكم في البرازيل يؤكد أن المخطط المغربي للحكم الذاتي في الصحراء يرتكز على مبادئ الحوار والقانون الدولي ومصالح السكان
"بتكوين" تقترب من 100 ألف دولار مواصلة قفزاتها بعد فوز ترامب
الرباط : ندوة حول « المرأة المغربية الصحراوية» و» الكتابة النسائية بالمغرب»
إتحاد طنجة يستقبل المغرب التطواني بالملعب البلدي بالقنيطرة
برقية تهنئة إلى الملك محمد السادس من رئيسة مقدونيا الشمالية بمناسبة عيد الاستقلال
المنتدى الوطني للتراث الحساني ينظم الدورة الثالثة لمهرجان خيمة الثقافة الحسانية بالرباط
بعد غياب طويل.. سعاد صابر تعلن اعتزالها احترامًا لكرامتها ومسيرتها الفنية
القوات المسلحة الملكية تفتح تحقيقًا في تحطم طائرة ببنسليمان
"الدستورية" تصرح بشغور مقاعد برلمانية
تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)
بإذن من الملك محمد السادس.. المجلس العلمي الأعلى يعقد دورته العادية ال 34
المغربيات حاضرات بقوة في جوائز الكاف 2024
توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة
الاستئناف يرفع عقوبة رئيس ورزازات
المركز السينمائي المغربي يقصي الناظور مجدداً .. الفشل يلاحق ممثلي الإقليم
مؤشر الحوافز.. المغرب يواصل جذب الإنتاجات السينمائية العالمية بفضل نظام استرداد 30% من النفقات
طنجة.. توقيف شخصين بحوزتهما 116 كيلوغرام من مخدر الشيرا
ميركل: ترامب يميل للقادة السلطويين
زكية الدريوش: قطاع الصيد البحري يحقق نموًا قياسيًا ويواجه تحديات مناخية تتطلب تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص
لأول مرة.. روسيا تطلق صاروخا باليستيا عابر للقارات على أوكرانيا
وزارة الإقتصاد والمالية…زيادة في مداخيل الضريبة
ارتفاع أسعار الذهب مع تصاعد الطلب على أصول الملاذ الآمن
رودري: ميسي هو الأفضل في التاريخ
أنفوغرافيك | يتحسن ببطئ.. تموقع المغرب وفق مؤشرات الحوكمة الإفريقية 2024
ارتفاع أسعار النفط وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية
بعد تأهلهم ل"الكان" على حساب الجزائر.. مدرب الشبان يشيد بالمستوى الجيد للاعبين
8.5 ملايين من المغاربة لا يستفيدون من التأمين الإجباري الأساسي عن المرض
مدرب ريال سوسيداد يقرر إراحة أكرد
انطلاق الدورة الثانية للمعرض الدولي "رحلات تصويرية" بالدار البيضاء
الشرطة الإسبانية تفكك عصابة خطيرة تجند القاصرين لتنفيذ عمليات اغتيال مأجورة
من شنغهاي إلى الدار البيضاء.. إنجاز طبي مغربي تاريخي
تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية
اليسار الأميركي يفشل في تعطيل صفقة بيع أسلحة لإسرائيل بقيمة 20 مليار دولار
شي جين بينغ ولولا دا سيلفا يعلنان تعزيز العلاقات بين الصين والبرازيل
جائزة "صُنع في قطر" تشعل تنافس 5 أفلام بمهرجان "أجيال السينمائي"
تفاصيل قضية تلوث معلبات التونة بالزئبق..
دراسة: المواظبة على استهلاك الفستق تحافظ على البصر
اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم
بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!
في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء
غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق
سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
السالك: البوليساريو تشبه إسرائيل وخليهن ولد الرشيد ديكتاتور
قال إن أمينتو حيدر وطنية صادقة وتختلف عن البيادق التي تجمِّل وجه محمد عبد العزيز القبيح
المهدي السجاري
نشر في
المساء
يوم 04 - 12 - 2014
وجه المحجوب السالك، أحد مؤسسي جبهة البوليساريو وزعيم تيار اخط الشهيدب، انتقادات لاذعة لقيادة الجبهة، واصفا إياها بالقيادة الفاسدة الديكتاتورية، التي تخلت عن المبادئ التي قامت عليها الجبهة وانتقلت إلى المتاجرة بمعاناة الناس وتضحياتهم، لكي تبني مصالحها الخاصة. وأضاف السالك، الذي شارك في أشغال الدورة الثانية للمنتدى العالمي لحقوق الإنسان الذي احتضنته مراكش، أن الخطاب الملكي الأخير اكان واضحا وصريحا، حيث نزع عن قيادة البوليساريو وريقات التوت التي كانت تتستر بها وتكذب بها على الناس في المخيمات وتبيع لهم الأحلام والأوهام، بالقول إن الجبهة تفاوض المغرب وتتفاعل مع توصيات الأمم المتحدة، وبأنها ستنتزع الاستقلال وتوفر لساكنة المخيمات وضعا عاديا. بعد خطاب الملك التفت سكان المخيمات نحو القيادة وواجهوها بكذبها الذي تضحك به على ذقونهن، منذ أزيد من عشرين سنةب. السالك اعتبر، في هذا الحوار الذي أجرته معه االمساءب، الحكم الذاتي مقترحا قابلا للتفاوض، لكنه قال إنه اتعوزه الآلية التنظيمية، كما تعوزه الجدية والمصداقية، والنية السليمة، ويعوزه وجود الإطارات الصحراوية النزيهة والشريفة، وليس صحراويو الريع الذين يستغلون النزاع لمصالحهم الشخصيةب. كما دافع عن أميناتو حيدر معتبرا أنها اوطنية صادقة وتختلف عن البيادق التي تجمِّل وجه محمد عبد العزيز القبيحب.
مؤخرا وجهت قيادة البوليساريو تهديدات لم تعرفها المنطقة منذ زمن طويل، إلى المغرب، وصرح محمد سالم ولد السالك، وزير خارجية البوليساريو، بأن الجبهة قادرة على مواجهة المغرب بالكفاح المسلح. كيف تقرأ هذه التحركات وتلك التهديدات؟
أقرأ ذلك على حقيقته وطبيعته وبكل موضوعية، فالخطاب الأخير للعاهل المغربي كان واضحا وصريحا، حيث نزع عن قيادة البوليساريو وريقات التوت، التي كانت تتستر بها وتكذب بها على الناس في المخيمات وتبيع لهم الأحلام والأوهام، بالقول إن الجبهة تفاوض المغرب وتتفاعل مع توصيات الأمم المتحدة، وبأنها ستنتزع الاستقلال وتوفر لساكنة المخيمات وضعا عاديا. بعد خطاب الملك التفت سكان المخيمات نحو القيادة وواجهوها بكذبها الذي تضحك به على ذقونهم، منذ أزيد من عشرين سنة. التعرية التي تعرضت لها قيادة البوليساريو عن طريق الخطاب الملكي أثارت سخط الجماهير، وبالتالي كان لا بد لهذه القيادة أن تقرع طبول الحرب لاسترجاع هيبتها. في هذا السياق قامت بتدشين مدرسة عسكرية للدرك، ومن خلالها قامت بمناورات عسكرية فوق التراب الجزائري بالدبابات والمصفحات ومدفعيات الميدان. وهذا كله، كما قلت، بغرض استرجاع الهيبة والقول للصحراويين: «لا تخافوا فنحن مستعدون للقتال والحرب».
- أنت من مؤسسي الجبهة، أي من المساهمين في هذا الوهم الذي تقول إن قيادة البوليساريو تبيعه للصحراويين.
في البداية أسسنا جبهة البوليساريو على مبادئ واضحة، هي الحرية والكرامة ورد الاعتبار للناس والاستقلال. لكن القيادة تخلت عن هذه المبادئ وانتقلت إلى المتاجرة بمعاناة الناس وتضحياتهم، لكي تبني مصالحها الخاصة. وعلى أساس انحرافها عن مبادئ التأسيس صرت معارضا لها.
**هل كان تأسيس حركة «خط الشهيد» محاولة لرد الاعتبار للقيم التي أسس عليها الولي مصطفى السيد جبهة البوليساريو؟
تماما، فهذه القيم تنبني أولا على تحقيق العدالة والديمقراطية داخل البوليساريو، إذ لا يمكن أن نتحدث عن التحرير والاستقلال والحرية إذا لم تكن هناك حرية وديمقراطية داخل التنظيم السياسي للبوليساريو. ما الجدوى من إقامة تنظيم ينادي بالتحرر إذا لم تكن هناك حرية وديمقراطية في اختيار القيادة التي تسيرني، وما دامت القيادة متمسكة بالسلطة أزيد من أربعين سنة؟ هذه السلطة ديكتاتورية ولن تغير شيئا من الواقع.
- هذا يؤكد على أن جبهة البوليساريو أُنشِئت في الأساس كَرَدّ فعل على استبداد سياسي كان يعرفه المغرب آنئذ، ثم ما فتئت أن انحرفت عن هذا الخط وأخذت بعدا انفصاليا، ثم عرفت منحى ثالثا هو الارتهان إلى الجزائر وأجندتها.
ليس بالتحديد، لكن هذا يلامس جانبا من الحقيقة، فجبهة البوليساريو انطلقت إبان المظاهرات التي قمنا بها سنة 1970 في طانطان نطلب فيها من الحكومة المغربية أن تساعدنا. في الفترة التي كان فيها أوفقير والدليمي رجلي القوة والثقة في محيط الحسن الثاني طلبنا من المسؤولين المغاربة أن يساعدونا على تحرير الصحراء، وقد كانت شعاراتنا واضحة: «بالكفاح بالسلاح نفدي الصحرا بالأرواح»، و»الصحرا تصبح حرة واسبانيا تمرق برّا». وبدل أن تساعدنا الحكومة والجيش المغربيان اعتقلونا وعذبونا، وقالوا لنا:»روحوا للصحرا حرروها، أما هنا في المغرب ما تديرو ليناش الفوضى».
- من الذي قال لكم هذا؟
العكوري قائد طانطان حينها، وهو ما زال حيا إلى اليوم ويقيم بالدار البيضاء. وبالفعل خرجنا لكي نحرر الصحراء. آنذاك قام العقيد معمر القذافي بمساعدتنا، ثم بسط سلطته علينا، وكذلك ساعدتنا الجزائر، ثم بسطت نفوذها علينا، لكن هذا لم يمنعنا من مواصلة كفاحنا من أجل تحرير الصحراء..
- لتتحولوا من مقاومين للاحتلال الإسباني إلى مرتهنين بيد الجزائر حاملين مواقف جذرية تجاه المغرب.
للحقيقة، حينما بدأت الجزائر في دعمنا رفضت أن نعلن ثورة مسلحة. لقد قال قادة الجزائر للولي مصطفى السيد: الثورة والكفاح المسلح لهما أبعادهما وتبعاتهما، ومن الأفضل أن تعلنوا أنفسكم حزبا سياسيا في الصحراء وتطالبوا بتقرير المصير، ونحن سندعمكم في هذا المطلب وندعمكم عبر الأمم المتحدة.
- يعني أنه في 1972 لم تكن للجزائر أهداف لإعطاء جبهة البوليساريو بعدا انفصاليا.
حتى ذلك الحين لم يكن طرح الانفصال واردا. كان المطروح آنذاك هو مقاومة إسبانيا وطرد المستعمر. وقد استطاع الولي مصطفى السيد، رحمه الله، بالعبقرية التي كانت تميزه، وضع الجزائر أمام الأمر الواقع، حيث فجر الصورة بأسلحة تقليدية قديمة كان أجدادنا يحاربون بها الاستعمارين الإسباني والفرنسي، وحتى لما فعل ذلك قالت الجزائر: أهلا وسهلا، نحن نسمح بأن توجد الحركة فوق أرضنا دون أن نمدكم بالسلاح ولا الذخيرة. لكن الولي استطاع أن يتواصل مع القذافي ويقنعه بدعمنا. وبالفعل مدّنا القذافي بالسلاح، الذي قمنا بتهريبه عبر الصحراء، دون علم الجزائر، التي فوجئت بحركة البوليساريو وفي حوزتها أسلحة حديثة غير موجودة في المنطقة. ولما بلغ إلى علمها بأن ليبيا هي التي أمدتنا بالسلاح خافت أن تصير ليبيا حليفة لنا ضدها، فاقترحت أن تمدنا بالسلاح وتساعدنا في التدريبات العسكرية كي لا نلجأ إلى ليبيا لتلقي الدعم، وهنا بدأت الأمور تأخذ بعدا آخر. لكن زمام الأمور كانت بيد الولي، الذي كان يفرض على الجزائر احترام مصلحة الصحروايين. لكن بعد وفاته انحرفت القيادة الجديدة عن المسار، وتحولت إلى بيادق في يد الجزائر تخدم مصالحها قبل أن تخدم مصلحة الشعب الصحراوي.
- هل كانت لوفاة الولي مصطفى السيد علاقة بوضوح رؤيته من الصراع في المنطقة؟ هل صُفي لأنه لم يكن يريد الانفصال ولا الدخول في مواجهات مع المغرب؟
لا. لقد استشهد لأنه أحس بأنه ارتكب خطأ استراتيجيا لما حمّل الشعب الصحراوي ما لا يحتمله وأوجده فوق أرض قاحلة بالتراب الجزائري، وقد قال لي شخصيا وبالحرف: لقد حمّلنا شعبنا ما لا يطيق، والآن يجب أن نتحمل مسؤوليتنا عن ذلك. وقد تحمل مسؤوليته بأن أعطى دمه كي يثبت للناس أنه لم يذخر حياته في سبيل تحريرهم. هذه هي قضية الولي بدون مجاملات وبدون تحريف.
- من قتل الولي مصطفى السيد؟
لقد استشهد أثناء المواجهات مع موريتانيا. الولي قاد قوة عسكرية قصفت القصر الرئاسي الموريتاني يوم 8 سبتمبر من سنة 1976، وأعاد القصف في اليوم الموالي، وخلال انسحابه كان على رأس مجموعة من سبعة أفراد في سيارة، وكان أكبر سلاح معهم حينذاك هو الدوشكا، لأن موريتانيا لم تكن تمتلك مصفحات ولا دبابات كالتي كان يملكها المغرب آنئذ. لهذا لم يكن الولي مصطفى السيد يحمل معه صواريخ مضادة للدبابات، فإذا به يفاجأ بأن موريتانيا قبل شهر من ذلك التاريخ تلقت دعما من طرف موبوتو، رئيس الزايير، عبارة عن مصفحات، فقامت بمحاصرته رفقة مجموعته، وصفّتهم كلهم شرق أكجوجت ب75 كيلومترا.
- لماذا قام الولي مصطفى السيد بقصف القصر الرئاسي بموريتانيا؟
ردا على خيانة المختار داداه، الذي قسم الصحراء بين المغرب وموريتانيا، وهو يعرف بأن القبائل الصحراوية تطالب بحقها في الصحراء. داداه عايش القبائل الصحراوية منذ كان مترجما للاستعمار الفرنسي، والمصطفى الولي كان يريد أن تبقى الصحراء كلها منطقة مجتمعة لها علاقة بالمغرب ولها علاقة بموريتانيا. لذلك اعتبر الولي تقسيم الصحراء من طرف المختار ولد داداه خيانة.
- ومتى استشعرت أنت، بصفتك قياديا في جبهة البوليساريو، بأن القيادة الحالية حادت عن مبادئها الأساسية؟
استشعرت هذا بالضبط في نهاية 1981 وبداية 1982، وخصوصا حينما رأيت بعض الرفاق، الذي كنت أنا من أقنعهم بالالتحاق بالثورة، يُعتَقَلُون ويُتهمون بالخيانة. اتصلت بمحمد عبد العزيز ومدير المخابرات، وأخبرتهما بأن فلانا وفلانا لا يمكن أن يكونا أعداء للثورة، فأجاباني: يا لمحجوب اديها في وسائل إعلامك وإذاعتك، هذه أمور لا تعنيك. لكني بقيت متشبثا برأيي، لأني كنت معنيا بالثورة وبما يمس سلامتها. وبعد بضعة أسابيع أصبحتُ في عداد المفقودين، وقضيت تسع سنوات في المعتقل السري الرهيب للجبهة..
- وما هي التهمة التي لُفّقَت لك؟
لم تكن هناك تهمة. هناك قيادة فاسدة ديكتاتورية، لا تكلف نفسها عناء البحث عن تهمة لتلفقها لخصومها، وتحاكمهم بمقتضى القانون. أنا اختطفت، ولم يتم اعتقالي بشكل واضح، ويُتِّم أولادي ورُمّلت زوجتي مدة تسع سنوات. وحينما أفرج عني من السجن لم يتعرف علي أبنائي ولم أعرفهم. أية تهمة هذه التي تسأل عنها؟ لقد اختطفوني ووضعوني في حفرة تحت الأرض معزولا عن العالم مدة تسع سنوات، فلم أكن أخرج منها إلا للتعذيب، وفي ذلك السجن الرهيب استشهد رجال وفقد آخرون عقولهم.
- كيف أصبح وضعك بعد الإفراج عنك سنة 1999؟
كان واضحا أن القيادة حادت عن مبادئ الثورة، وكل ما كان متاحا هو معارضتها عبر الميكانيزمات المتاحة داخل البوليساريو من مؤتمر وندوات. لكنني سرعان ما تأكد لي بأن تلك الميكانيزمات في حد ذاتها فاسدة وتكرس السلطة المطلقة. عقب المؤتمر العاشر للجبهة صرحت في مداخلة أمام الملأ بأنه إذا لم تتغير القيادة الحالية فالحال يفرض علينا أن نقوم بثورة من داخل الثورة من أجل إصلاحها، ومذّاك بدأت أفكر في إعلان اصطفافي في جهة المعارضة، وبالفعل أعلنت ذلك مع الكثير من رفاقي، في 27 فبراير 2004، حيث أعلنا عن تأسيس «خط الشهيد»، وواصلنا الكفاح رغم التضييق الذي كنا نتعرض له من طرف القيادة ومن طرف السلطة الجزائرية، فكانت كل اجتماعاتنا وتحركاتنا داخل المخيمات تتم بشكل سري، ولم يكن يُسمَحُ لنا بعقد ندوات أو لقاءات عمومية، بل أكثر من ذلك قامت الجزائر بانتزاع جوازات سفرنا، أنا وكل الرفاق في «خط الشهيد».
- واتهامكم بالعمالة للمغرب؟
قيادة البوليساريو وإسرائيل يجتمعان في نقطة مشتركة، فإسرائيل تتهم أي شخص يقول إن الهولوكوست غير موجودة، بمعاداة السامية، فيبقى الشخص طيلة حياته يدافع عن نفسه ضد هذه التهمة، ويحاول أن يبين بأنه ليس معاديا للسامية. وقيادة البوليساريو هي الأخرى بمجرد ما تقول لا في وجهها تتهمك بالعمالة للمغرب وبالخيانة، فتبقى طول حياتك تدافع عن نفسك وبراءتك. غير أننا لم ندافع عن أنفسنا لأننا متأكدون بأن قيادة البوليساريو ليست أكثر وطنية منا. الآن الشعب اكتسب وعيا متقدما وفطن لما تقوم به القيادة، والعالم تغير وتغيرت الحسابات. وحدها قيادة البوليساريو لم تتغير ولم تبدل طريقة تعاطيها مع الأحداث والتطورات، ولا زالت تسيّر الجبهة بعقلية السبعينيات.
- كيف تلقيتم، في «خط الشهيد»، مقترح الحكم الذاتي المغربي؟
تلقيناه، أولا، كمشروع للتفاوض، ونظرنا إلى تركيبة الكوركاس (المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية) ثم رأينا عبقرية وديكتاتورية الكوركاس، وبعد ذلك النزاعات داخله..
- ماذا تقصد بعبقرية وديكتاتورية الكوركاس؟
هيمنة وديكتاتورية خليهن ولد الرشيد داخل الكوركاس، والصراعات داخله، والتي أدت إلى أنه لا الكوركاس وقف على شيء ولا الحكم الذاتي ظهر منه شيء، وبقيت القضية مجرد حبر على ورق.
- تعني أن الحكم الذاتي تعوزه الآلية التنظيمية؟
تعوزه الآلة التنظيمية، كما تعوزه الجدية والمصداقية، والنية السليمة، ويعوزه وجود الإطارات الصحراوية النزيهة والشريفة، وليس صحراويو الريع الذين يستغلون النزاع لمصالحهم الشخصية.
- يعني أن الفكرة جيدة، لكن من يقف وراءها سيئ. هكذا؟
لم توضع لها الميكانيزمات الصحيحة. كما أن الفكرة لكي تكون صحيحة لا بد من موافقة الصحراويين عليها. لقد قلت في حوارات مع وسائل إعلام موريتانية إنه عندما تكون هناك نية صادقة لجعل الحكم الذاتي حلا نهائيا للمشكل القائم، يجب أن يشمل الحدود الصحراوية التاريخية، أي من واد نون إلى الكويرة، وألا يُسند أي منصب بالحكم الذاتي إلا لمن هو قادر عليه. وعندما سيرى الصحراويون ذلك، عبر إخوتهم وأبناء عمهم الذين يسيرون الصحراء، فلن يبقى لهم مبرر للبقاء في الحمادة.
- ومن تقترحه لقيادة مشروع كهذا؟
لا أقترح أحدا، لكنني متأكد بأن الدولة المغربية بعمقها وحضارتها تعرف الناس. لكن هذه الأقلية، التي عاشت على سياسة الريع وعلى حلب بقرة المغرب وأصبح أفرادها من أغنى الأغنياء، أصبحت هي العقبات الكأداء في الوصول إلى أي حل بالصحراء الغربية. هناك العديد من الشباب الصحراويين، الوطنيين المخلصين، الذين لا يريدون هذا النزاع ويتألمون له، ويريدون جمع شملهم، هؤلاء هم من يجب أن تستمع إليهم الدولة المغربية.
- يعني أنك متفق على أن حل الانفصال لم يعد حلا منطقيا.
أنتم المغاربة لديكم مشكل الانفصال ومشكل المعتقلين والمحتجزين، وأنا لا أفهم هذا..
- كيف؟
الانفصال هو عندما أتحدث عن فكرة تأسيس جمهورية بالريف أو سوس، لأن الريف وسوس كانا دائما تابعين للدولة المغربية. بينما الصحراء الغربية كانت مستعمرة قبل أن يستعمر المغرب، ودخلت في نزاع وهي تمر بمرحلة تصفية الاستعمار مازالت حتى الآن تناقشها الأمم المتحدة واللجنة الرابعة كل سنة. إذن الصحراء لم تكن يوما إقليما مغربيا وانفصل. نحن كافحنا وناضلنا لتحرير الصحراء، وعندما لم يساعدنا المغرب في ذلك حملنا السلاح ضد إسبانيا، ولم نقل إننا سنخرج عن المغرب، ببساطة لأن الصحراء لم تكن تابعة للمغرب ساعتها في 1972..
- لكن كانت، دائما، هناك روابط بين الصحراء والقصر، سواء عن طريق الزوايا أو غيرها من أشكال الارتباط.
وستبقى هذه الروابط. الصحراويون يحترمون الملك لأنه بالنسبة لهم شريف، والمشكل ليس في الملك. كما أن هذه الوشائج كانت مع موريتانيا ومع تومبوكتو. الحل بالنسبة إلي لا يكمن في الانفصال ولا في الحكم الذاتي، بل يكمن في أن يحترم الصحراويون، وأن يسألوا عما يريدونه للعيش على أرض تحترم فيها العدالة والحرية وحقوق الانسان.
- الحراك العربي الذي اندلع في 2011 في عدد من المناطق العربية لم تسلم منه المخيمات. ما مستقبل هذا الحراك هناك؟
هذا الحراك هو الذي تتخوف منه قيادة البوليساريو..
- أكثر مما تتخوف منكم؟
نعم أكثر منّا، لأن هناك شبابا أصبحوا أكثر تطرفا منا. فنحن لا نطالب إلا بفتح حوار وعقد مؤتمر ديمقراطي حر وإقامة انتخابات نزيهة. أما هؤلاء الشباب فيطالبون بتغيير القيادة ومحاكمتها على جرائمها. لذلك فهؤلاء أخطر على قيادة البوليساريو منّا. لكن المشكل هو أن الجزائر مهيمنة، وقيادة البوليساريو حولت قواتها التي كانت من أجل تحرير الصحراء إلى قيادة قمعية للدفاع عن قيادة البوليساريو، والنقطة الثالثة هي أننا معزولون عن العالم. فالثورات العربية قامت في البداية من خلال الإنترنيت والفايسبوك، وهذا وجوده معدوم عندنا في المخيمات، ومع هذا فقد كانت هناك، قبل أسبوعين، مظاهرات متواصلة أمام القصر الرئاسي في الرابوني فتم قمعها بتهشيم أسنان المتظاهرين، وقد نشرنا ذلك في موقع «خط الشهيد» بالصور.
- داخل المغرب هناك عناصر موالية لجبهة البوليساريو. هل كانت لك فرصة الحوار معها في مناسبات؟
ماذا تقصد بعناصر موالية للبوليساريو؟
- أقصد من يطلق عليهم، إعلاميا، «بوليساريو الداخل».. آه. قل لي من يسمون أنفسهم بالحقوقيين. هؤلاء بالنسبة إلينا نوعان: النوع الوطني المخلص، الذي تؤثر فيه انتهاكات حقوق الإنسان الصارخة، سواء في المناطق الصحراوية التي يديرها المغرب، أو في المخيمات.
- من يمثل هؤلاء؟
تمثلهم، بالنسبة إلي، حتى الآن أمينة حيدر. بينما النوع الآخر تحول أعضاؤه إلى بيادق في يد القيادة تستخدمهم ضدنا نحن في المعارضة، بل حولتهم إلى وسائل لتجميل الوجه البشع لمحمد عبد العزيز وديكتاتورية نظامه في المخيمات، لأنه من المستحيل أن تقول لي إنك تدافع عن حقوق الانسان وترى ما يقع في العيون والسمارة ولا ترى ما يقع في المخيمات.
- وما الذي تريده الجزائر تحديدا من تأبيد هذا النزاع؟
الجزائر تريد أن يبقى المشكل إلى ما لا نهاية، حتى يبقى المغرب منشغلا عن التفكير في حدوده معها.
- الجزائر تعرف بأن المغرب لن يعود، بعد كل هذه السنوات، إلى منازعتها على حدوده معها.
الحدود المغربية الجزائرية، حتى الآن، غير موقعة، والذي شغل المغرب عنها هو النزاع في الصحراء الغربية. الجزائر تعرف بأنه بعد انتهاء الصراع في الصحراء الغربية سيبدأ المغرب مسألة تحديد الحدود في تندوف وما جاورها، ولهذا لا تريد للنزاع أن ينتهي، وقيادة البوليساريو أصبحت معها في نفس الهدف لأنها تستفيد من النزاع وعاشت على حسابه. الخاسر هم الأطفال والنساء والكهول، الذين قضوا تحت الخيام أربعين سنة يتاجر بهم الجميع.
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
المحجوب السالك زعيم خط الشهيد ل "مرايا بريس":قيادة البوليساريو ، ديكتاتورية ، لا تؤمن لا بالديمقراطية ولا بالرأي الآخر
الحكم الداتي قزم البوليساريو و قلم اظافر الجزائر
كاتب فلسطيني: " جبهة البوليساريو " قراءة في مسيرة حركة انفصالية
هل'' البوليساريو" تمثل الصحراويين؟؟
السالك : البوليساريو تشبه إسرائيل وقيادتها تتاجر بمعاناة الناس وتضحياتهم
أبلغ عن إشهار غير لائق