في سابقة من نوعها، لم يجد سكان دواوير متاخمة لورزازات بدا من النزول إلى الطرق المقطوعة، والتي جعلتهم في عزلة، قصد إصلاحها بوسائل بدائية خاصة، إذ تطوع العشرات من المواطنين من سكان تغدوت تازناخت بعدما ملوا من انتظار السلطات المحلية أو تدخل الجهات المعنية قصد فك العزلة عنهم، مما جعلهم ينزلون إلى طرق ثانوية مقطوعة لإصلاحها. وحسب اتصالات هاتفية ب«المساء» من طرف أكثر من جمعية، فإن سكان دواوير بإقليم ورزازات انتفضوا ضد المسؤولين ونظموا مسيرات على الأقدام قادتها نساء في اتجاه عمالة ورزازات، وخرج المئات من السكان من منطقة تيديلي ومناطق أخرى من قبيل تلواث اغرم نوكدال ودواوير بجماعة امرزكان، في حين شهدت مناطق معينة حصارا أمنيا، إذ انتقلت عناصر من قوات التدخل السريع والقوات المساعدة قصد اتخاذ إجراءات استباقية لتفادي وقوع أعمال شغب من طرف السكان المنتفضين. وشهدت منطقة اونيلا، لثاني مرة على التوالي، ليلة أول أمس الخميس، هطول أمطار غزيرة مصحوبة برياح وبرد قويين، أسفرت عن إتلاف الأراضي الزراعية نتيجة ارتفاع منسوب مياه الوادي وكذا انهيار عدد كبير من المنازل، مما جعل السكان يتركون بيوتهم ويرحلون في اتجاه هضاب مجاورة. وقضى السكان ليلة كاملة يسابقون الوقت لتحويل مجرى مياه الفيضانات في ظروف صعبة تحت المطر الغزير والبرد القارس، حتى لا يأتي الواد على بيوتهم. كما أن الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي وكذا خدمات الهاتف المحمول والإنترنيت جعل المنطقة في عزلة تامة. وطالب فاعلون جمعويون ببناء حواجز إسمنتية على طول ضفتي الوادي، مما سيحول دون توسعه على حساب الأراضي الزراعية، إضافة إلى حل مشكل ضعف وهشاشة البنيات التحتية من قناطر وطرق، والذي يعود أساسا إلى الفساد والغش في إسناد الصفقات، تضيف الجمعيات المدنية.