مستوى خطير من التوتر وصلته المناطق الجنوبية للمغرب، فالمناورات العسكرية لجبهة البوليساريو بالذخيرة الحية، والتي تشمل في مرحلتها الأولى عملية محاكاة لاختراق الجدار العازل، على أن تنتقل في المرحلة الثانية إلى عمليات محاكاة لإنزال وتطهير عسكري في مناطق يسيطر عليها المغرب، والتحرك المريب للبوارج الحربية الإسبانية قبالة سواحل طرفاية، دفع الجيش المغربي إلى حالة استنفار غير مسبوق. وقال عبد الرحمان مكاوي، الخبير في الشؤون العسكرية و الإستراتيجية ل»المساء»، إن المناورات التي تجريها جبهة البوليساريو بالذخيرة الحية في مخيمات «الحمادة»، والتي تعرف مشاركة الدرك الحربي الجزائري، وفرقة النخبة الجزائرية 104، التي تلقب بالفرقة السوداء أو فرقة المقنعين، وكذا تحرك البوارج الإسبانية قبالة طرفاية وجزر الخالدات، هي مؤشرات خطيرة على أن المسلسل السياسي والدبلوماسي فشل في حلحلة الصراع بالمنطقة. وأضاف مكاوي أن تحرك البوارج الإسبانية لم تمله، كما تحاول أن تروج لذلك السلطات الإسبانية، مسألة حماية السفن المنقبة عن النفط من مهاجمة منظمة «غرين بيس» النشطة في مجال حماية البيئة، وإنما التوتر العسكري الكبير الذي بدأت تشهده المنطقة، خاصة في ظل المناورات العسكرية لجبهة البوليساريو وتحركات الجيش الجزائري، الذي بدأ يفقد البوصلة بعد التردي الكبير للحالة الصحية للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة. وكشف الخبير العسكري المغربي أن القوات المسلحة الملكية تعيش هذه الأيام حالة «نفير عام»، في تفعيل لمخططات حماية التراب الوطني، وعلى رأسها مخطط «حذر»، والتي تروم مواجهة العمليات الإرهابية، وأي تحرك محتمل لعناصر جبهة البوليساريو والجيش الجزائري بالمناطق الجنوبية. وتعرف الحدود الجنوبية للمملكة المغربية، منذ ثلاثة أيام، استنفارا عسكريا غير مسبوق، على إثر المناورات التي قام بها مقاتلو البوليساريو باستعمال الذخيرة الحية للتدرب على اختراق الجدار الأمني المغربي، ردا على تماطل الدولة المغربية في تسوية مسار قضية الصحراء، حسب تصريحات زعماء جبهة البوليساريو. وشملت المناورات تدريب مقاتلي الجبهة على مهاجمة قوات عسكرية تتمركز خلف جدار رملي، في إشارة إلى الجدار الرملي الذي سبق للقوات المسلحة الملكية أن أنشأته بأمر من الملك الراحل الحسن الثاني، والذي بلغ طوله 2.360 كلم ووصل ارتفاعه إلى 6 أمتار. وكشفت صحيفة «إلباييس» أن فرقاطة إسبانية من نوع «إف 102» وصلت، بداية الأسبوع، إلى ميناء لاس بالماس، وبدأت تجري عمليات تمشيط قرب المياه الإقليمية المغربية، وهو ما اعتبره بعض المحللين تصعيدا عسكريا خطيرا، في حين بررته السلطات الإسبانية بأنه جاء فقط لحماية سفن النفط.