النتائج التي كشفت عنها دراسة أنجزت من طرف البنك الدولي، بشراكة مع بنك المغرب، تدعو إلى الوقوف عندها مليا، خاصة أنها أعادت فتح ملف البنوك الإسلامية التي أخذت وقتا طويلا في التحضير لها دون أن ترى النور إلى اليوم. تقول الدراسة إن 80 في المائة من المستجوبين، وعددهم 3000 مستجوب، صرحوا بعدم حاجتهم إلى خدمات البنوك الإسلامية. وهذا رقم يثير أكثر من تساؤل، خاصة أنه يتناقض مع كثير من الدراسات السابقة، التي تقول إن نسبة كبيرة من المغاربة ممن يرفضون اللجوء إلى الخدمات البنكية الكلاسيكية يفضلون التريث إلى حين الإفراج عن البنوك الإسلامية، التي تستجيب لقناعاتهم الدينية من حيث كونها لا تعمل بالربا، فضلا عن الاتهامات الكثيرة التي توجه إلى البنوك التقليدية على مستوى نسب الفوائد المرتفعة واستغلال الزبناء فيما يتعلق ببعض الخدمات المقدمة. وهو ما يفسر رفض نسبة كبيرة من المغاربة للتعاملات البنكية وتفضيلهم بالمقابل استعمال وسائل الادخار التقليدية، كتخزين المال في البيوت، ولهذا لا غرابة أن نجد 47 في المائة من المغاربة لم يسبق لهم استعمال الخدمات المالية البنكية. صحيح أن عددا كبيرا من المغاربة يجهلون تماما طبيعة الخدمات البنكية، التي توفرها البنوك الإسلامية، إذ أن الدراسة تقول إن 69 في المائة صرحوا بعدم معرفتهم بخدماتها، وهذا في حد ذاته دليل على أن هناك سوء تواصل فيما يخص هذه البنوك، وقد حان الوقت لتنوير المغاربة حول خدمة بإمكانها أن تعطي دفعة قوية لاقتصاد يعاني منذ مدة.