54 % من المغاربة يفضلون المنتوجات البنكية الإسلامية على البنوك التقليدية، محتلين بذلك الرتبة الأولى بين خمسة شعوب شملها استطلاع أمريكي للرأي كشف استطلاع أمريكي للرأي أن 54 في المئة من المغاربة يفضلون المنتوجات البنكية الإسلامية على البنوك التقليدية، واحتلوا بذلك المرتبة الأولى بين خمسة شعوب شملها الاستطلاع هي الجزائروتونس ومصر واليمن. الاستطلاع هو الجزء الثاني من عمل أنجزه معهد «غالوب» العالم باستجواب 1000 شخص وجها لوجه (مقابلات) في الدول المذكورة خلال عام 2012، ونشره على موقعه الإلكتروني، أول أمس، وأوضح أنه أنجزه لفائدة البنك الدولي الذي يعمل من أجل استكمال قاعدة بياناته السنوية حول مدى استعمال وتفضيل المنتجات البنكية الإسلامية. وظهر من خلال الاستطلاع أن 54 في المئة من المغاربة يفضلون المنتوجات المصرفية الإسلامية حتى لو كانت أغلى، فيما لم تتجاوز نسبة الذين يفضلون المنتوجات التقليدية نسبة 16 في المئة حتى لو كانت أرخص مقارنة بالمنتوجات الأولى. وجاء الجزائريون في المرتبة الثانية بنسبة 49 في المئة ممن يفضلون المنتوجات المصرفية الإسلامية، مقابل 27 في المئة يفضلون المنتوجات التقليدية، يليهم اليمنيون بنسبة 37 في المئة يفضلون المنتوجات الإسلامية مقابل 18 في المئة يفضلون التقليدية، ثم التونسيون بنسبة 31 في المائة مقابل 40 في المئة يفضلون المنتوجات التقليدية. وعن لجوء هذه الشعوب العربية الخمسة إلى التعامل مع البنوك التي تسمى إسلامية، توصل الاستطلاع إلى أن الإقبال جد ضعيف، إذ لا يتعدى في المغرب نسبة 1 في المئة، مثله مثل اليمن، بينما تأتي الجزائر ومصر في المقدمة بنسبة 3 في المئة، تليهما تونس بنسبة 2 في المائة. ومعلوم أنه في المغرب لازال النظام المالي لا يسمح بتأسيس مثل هذه البنوك، باستثناء مؤسسة وحيدة هي «الصفاء». وأبرز الاستطلاع أنه بينما يُعتبر الإقبال على تلك البنوك ضعيفا، حيث أوضح أن 8 في المئة فقط، من المستجوبين إما يملكون حسابات في بنوك إسلامية أو يستعملون باستمرار خدمات مصرفية إسلامية، فإنه كشف أن 48 في المئة في غالب تلك الدول مجتمعة سمعوا عن المنتوجات البنكية الإسلامية، لكنها تتراوح بين 35 في المئة بالجزائر، و41 في المئة بالمغرب، بينما يأتي الشعب التونسي في مقدمة الشعوب التي لها معرفة بالبنوك الإسلامية بنسبة 57 في المئة. ويأتي هذا الاستطلاع من طرف معهد أمريكي شهير، في الوقت الذي يتزايد فيه الاهتمام بالبنوك الإسلامية في النظام المالي العالمي، حيث بلغ عددها 600 مؤسسة بنكية تنشط في 75 دولة، وتروج أموالا باتت تُمثل نسبة 1.4 في المئة إلى 1.7 مليار دولار في العالم، أي بنسبة 1 في المئة من أصول البنوك في العالم. وفي المغرب، سبق للبنك المركزي (بنك المغرب) أن رخص سنة 2007 للبنوك المغربية بإطلاق منتجات مالية إسلامية، تحت مسمى «المنتوجات البديلة»، وفي شهر ماي 2010، أقدم بنك «التجاري وفا بنك» على تأسيس مؤسسة «دار الصفاء»، وهي عبارة عن شركة تمويل إسلامية متخصصة لها أكثر من 10 فروع في 8 مدن كبرى. لكن إلى اليوم، لازالت هذه المنتوجات تعترضها عوائق، أبرزها أن البنوك الرئيسية تعترض على دخول هذه المنتوجات رغم ارتفاع سعرها، في حين يتمثل العائق الثاني في غياب قوانين تُؤطّر وتسمح بوجود بنوك غير تقليدية. وكانت حكومة بنكيران قد وعدت بحلّ هذا الإشكال إلا أنها لم تستطع إخراج قانون جديد يسمح بوجود بنوك «إسلامية».