خلفت حادثة سير بين حافلتين للنقل الحضري تابعين لشركتي «النور» و«الشرق» بوجدة، بداية الأسبوع الجاري، هلعا كبيرا وسط ركاب. وتعود تفاصيل الحادثة عندما توقفت حافلة النقل الحضري التابعة لشركة «النور» قادمة من حي كولوش عبر شارع المنصور الذهبي عند إشارة الضوء الأحمر بالنقطة المدارية المعروفة ب»الديوانة»، وكان على متنها عشرات الركاب، في الوقت الذي كانت حافلة تابعة لشركة «الشرق» قادمة في نفس الاتجاه، خلفها، ولم يتمكن سائقها من إيقافها بسبب تعطل الفرامل إلى أن اصطدم بالحافلة الأولى. عبد العزيز الداودي، رئيس المكتب الموحد للنقل الطرقي الذي عاين الحادثة، سبق له أن حذر من عواقب الترخيص لمجموعة من الحافلات لدى الشركتين بالاشتغال نظرا لحالتها الميكانيكية المهترئة وعدم توفرها على شهادة الفحص التقني، وهو ما عرّض ولا يزال يعرّض حياة الموطنين، الركاب والعابرين والمارة، لخطر الحوادث التي تتحمل مسؤوليتها الشركتان والمصالح المختصة بالبلدية. وتساءل المسؤول النقابي عن مآل تقرير اللجنة التقنية التي رصدت خروقات بالجملة تتعلق بوضعية تشغيل أسطول من الحافلات المتهالكة، إضافة إلى عدم التقيد ببنود دفتر التحملات، مع استمرار تردي الخدمات وعدم التصريح بالأيام القانونية للعمال والمستخدمين لدى صناديق الضمان الاجتماعي وتشغيل متقاعدين وغيرها مما ينص عليه القانون ومدونة الشغل. وعلاقة بالموضوع، نظم مجموعة من طلبة جامعة محمد الأول بوجدة، صباح نفس اليوم، وقفة احتجاجية أمام مقر ولاية الجهة الشرقية عمالة وجدة أنجاد بعد أن اعترضوا سبيل إحدى الحافلات، للتنديد بسوء التسيير والتدبير، بعد أن عمدت الشركتان إلى تقليص عدد الحافلات المتوجهة إلى الجامعة ظنا منها بأن اليوم عطلة بالنسبة للطلبة، وذلك ضمانا لمزيد من المداخيل بعدد قليل من الحافلات. المكتب الموحد للنقل الطرقي عبر عن اندهاشه لسياسة مجلس الجماعة الحضرية للمدينة الألفية، حيث كان ينتظر اتخاذ إجراءات زجرية وصارمة، في حق إدارتيهما، بناء على تقرير اللجنة التقنية والحوادث التي وقعت بسبب هذه الحافلات، وإرغامهما على التقيد بدفتر التحملات، سارع إلى مكافأتهما بالمصادقة على زيادة 50 سنتيما في التذكرة التي أقرتها إدارتا الشركتين منذ يوليوز 2013 دون الرجوع إلى المصالح البلدية والسلطات المحلية، وهو القرار الذي سيخولهما الاستفادة من الدعم دون أن ينعكس ذلك على جودة الخدمات المقدمة للمواطن. يذكر أن شبكة الخطوط بالمدينة الألفية تضم 23 خطا، تغطي مسافة 149 كلم وحوالي 150 مكان توقف، كما أن غالبية الركاب طلبة وتلاميذ بنسبة 75%. ومن جهة أخرى، واستنادا إلى استطلاع للرأي قامت به مصالح النقل بالجماعة الحضرية لمدينة وجدة، 80 في المائة من سكان وجدة غير راضون عن خدمات النقل الحضري المقدمة من طرف شركات النقل الحضري، و53 بالمائة اعتبروا نسبة التردد ضعيفة و59% رأوا أن وقت الانتظار طويل.