حلت لجنة تفتيش مركزية من وزارة الصحة، يومي الخميس والجمعة الماضين، بمستشفى محمد الخامس بمدينة أسفي حيث أجرت تحرياتها الخاصة بعدة أجنحة بهذا الأخير قبل أن تغادره في ساعات متأخرة من يوم الجمعة، في انتظار أن تعد تقريرا مفصلا سيرفع إلى وزير الصحة، الحسين الوردي. وحلت اللجنة بناء على تدخل نائب برلماني في إطار مناقشة لجنة القطاعات الاجتماعية، يوم الاثنين الماضي، حيث فضح عادل السباعي، النائب البرلماني عن الفريق الحركي بدائرة أسفي، الواقع "البئيس" والوضع "المزري" بمستشفى محمد الخامس والاختلالات العميقة التي يعرفها بسبب تفشي مظاهر "الرشوة" و"المحسوبية" و"الظروف اللاإنسانية" التي يتلقى فيها المرضى علاجهم، وذلك خلال مناقشة ميزانية وزارة الصحة بقبة البرلمان، وهو التدخل الذي تفاعل معه الوردي ووعد بإيفاد لجنة مركزية. وطالب النائب البرلماني، في اتصال ب"المساء"، وزارة الصحة بالعمل على تجاوز الاختلالات التي يعرفها هذا المستشفى الشيء الذي ينعكس سلبا على واقع القطاع الصحي بالمنطقة، خاصة أنه يستقبل مرضى عدة جماعات حضرية مجاورة بشكل "غير مقبول" على الرغم من إمكانية إحداث مستشفيات بتلك الجماعات التي تضم ساكنة مهمة وهو ما يزيد من حجم الاختلالات الحاصلة. وقال عادل السباعي إن كل الاختلالات مردها غياب استراتيجية واضحة في التسيير والتدبير مما يؤثر سلبا على المرافق الاستعجالية وغيرها. وأكد أنه يتوفر على معطيات دقيقة بخصوص ما يقع بداخل المستشفى أهمها وجود "لوبي يقف وراء هذا الوضع ودليل ذلك أن المستشفى تعاقب عليه العديد من المدراء دون أن يعرف أي تحسن في الخدمات التي يقدمها"، يقول السباعي في اتصال هاتفي أجرته معه "المساء". وأضاف أن مواطنين أصبحوا يتوجهون إلى مصحات خاصة من أجل "الراديو" أو "التحاليل" رغم المصاريف الإضافية التي تثقلهم وهم من طينة الفقراء. وأكد أن الوضع الراهن ينذر ب"تدهور خطير" في الوضعية العامة للمرفق، خاصة أنه يتوفر على جراحين اثنين فقط مما يؤكد الغياب الواضح لرؤية حقيقية في التعاطي مركزيا مع الوضعية الصحية بآسفي في الوقت الذي يتوفر فيه مستشفى الجديدة كمثال على أزيد من ثمانية جراحين. وحذر السباعي من اندلاع احتجاجات شعبية بسبب تردي الأوضاع الصحية بالإقليم. وفي السياق ذاته، نفت مندوبية وزارة الصحة بأسفي، في بلاغ لها، توصلت به "المساء" ما نشر ببعض وسائل الإعلام من تعاليق صحفية وصفتها ب"المغلوطة"، والتي زعمت العثور على قارورات خمر فارغة داخل جناح الولادة بمستشفى محمد الخامس بآسفي، محاولة تلفيق تهمة استهلاكها إلى مهنيي الصحة بهذا الجناح، وذلك بعد إجراء كافة التحريات من قبل المندوبية.