كشف مصدر مطلع أن الأجهزة الأمنية والاستخباراتية المغربية رفعت درجة اليقظة إلى أقصى مستوياتها وكثفت، نهاية الأسبوع الماضي، من عمليات المراقبة على إسلاميين متطرفين يعتنقون الفكر الجهادي المتطرف لتنظيم الدولة الإسلامية، وأوضح المصدر ذاته أن عملية رفع درجة اليقظة إلى المستوى الأول تأتي بعد التهديدات التي وردت في الشريط الصوتي المنسوب إلى أبي بكر البغدادي، الذي صدر الخميس الماضي، حاملا مجموعة من الرسائل إلى المتعاطفين مع التنظيم بدول شمال إفريقيا. وأكد المصدر نفسه أن الأجهزة الأمنية والاستخباراتية المغربية تقوم بالرفع من حالة تأهبها من أجل توفير معطيات دقيقة يمكن استغلالها من أجل إحباط أي مخططات متطرفة يمكن أن تستهدف أمن وسلامة المملكة، مضيفا أن هذه العملية تقوم على مراقبة المتطرفين السابقين، سواء من الذين غادروا السجن بعد أن تمت محاكمتهم في إطار قانون الإرهاب وأكملوا المدد التي حكم عليهم بها، أو من متطرفين اعتنقوا أخيرا الفكر الجهادي أو متطرفين قادمين من خارج المغرب، الذين يتم توقيفهم قبل أن يمروا إلى مرحلة التنفيذ. وذكر المصدر ذاته أن المصالح الأمنية، في سياق حربها على الإرهاب، تخضع الرحلات الجوية التي يمكن أن يستغلها متطرفون من أجل الالتحاق ببؤر التوتر، خاصة سوريا والعراق لمراقبة دقيقة، من أجل إحباط أي محاولات للالتحاق بهذا التنظيم المتطرف، وخاصة الرحلات الجوية إلى تركيا، موضحا أن تعاونا أمنيا وثيقا يتم بين المصالح الأمنية المغربية ونظيرتها الأوربية والدولية في إطار تبادل المعلومات حول المتطرفين المشتبه فيهم، الذين يدخلون التراب الوطني من الخارج عبر مختلف مطارات المملكة. وأشار المصدر نفسه إلى أن المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني تقدم معطيات دقيقة عن المتطرفين الذين يستعدون إما للالتحاق بالتنظيمات الإرهابية المتطرفة، أو الذي يخططون لتنفيذ عمليات تخريبية داخل المغرب، بناء على عمليات مراقبة وتتبع تستمر لمدد زمنية مهمة في إطار العمليات الاستباقية. وفي سياق العمليات التي تمت بتعاون بين المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني ومصالح الشرطة القضائية، أوقفت الشرطة القضائية بمدينة مراكش، يوم الجمعة الماضي، خمسة أشخاص ذوي توجهات متطرفة يشتبه في تورطهم في أنشطة إرهابية. وأوضحت وزارة الداخلية أن ثلاثة من الموقوفين كانوا على أهبة الالتحاق بصفوف التنظيمات الإرهابية بالساحة السورية العراقية، خاصة تنظيم «الدولة الإسلامية»، ولم يدخروا جهودهم للدعاية لهذه المجموعات المتطرفة. أما بخصوص المشتبه فيهما الآخرين، فقد أكدت الوزارة أنهما أثارا الانتباه من خلال أنشطتهما لنشر الأفكار الإرهابية، حيث إن أحدهما كان يحرض على ارتكاب أعمال إرهابية داخل التراب الوطني، بواسطة أحزمة ناسفة، مضيفة أنه سيتم تقديم المشتبه فيهما إلى العدالة فور انتهاء الأبحاث التي تتم تحت إشراف النيابة العامة المختصة.