ستستضيف غينيا الإستوائية النسخة الثلاثين لكأس إفريقيا للأمم خلال الفترة الممتدة من السابع عشريناير إلى 8 فبراير من العام المقبل لتعويض المغرب الذي اقترح تأجيل الحدث القاري بسبب انتشار وباء إيبولا،حسب ما كشف عنه عدة أعضاء بالإتحاد الإفريقي لكرة القدم «الكاف» في تصريحات صحفية لوسائل الإعلام بمالابو،عاصمة هذا البلد الإفريقي الصغير. في سنة 2012،سبق لغينيا الإستوائية أن نظمت كأس إفريقيا للأمم مناصفة مع دولة الغابون، وحاولت «الكاف» في حالة طوارئ منذ الثلاثاء 11 نونبر لإنقاذ شرفها بإيجاد بديل للمغرب بالقارة السمراء لاستضافة هذا الحدث الذي يعد الأكثر أهمية بإفريقيا، في ظل الحديث عن فرضية قطر لاستضافة هذا الحدث أو تأخيرتاريخ النسخة الثلاثين لموعد لاحق. إذن،منتخب غينيا الإستوائية سيتأهل مباشرة لهذه الكأس القارية باعتباره البلد المنظم،مع العلم أن هذه المستعمرة الإسبانية سابقا تم إبعادها شهريوليوزالماضي من الإقصائيات لإشراكها لاعبا غيرمؤهل في الدورالتمهيدي. إلى ذلك، سيتيح حل «الكاف» بمنح استضافة كأس إفريقيا للأمم لدولة غينيا الإستوائية عدم إجراء تعديلات على نظام المسابقة حيث يتأهل مباشرة الفريقين الأول والثاني عن المجموعات السبع بالإضافة إلى أحسن منتخب يحتل الرتبة الثالثة عن جميع المجموعات،أي تأهل 15 منتخبا سينضمون إلى البلد المنظم في بطولة إفريقية من 16 منتخبا، ولن يشارك المنتخب المغربي في كأس إفريقيا للأمم 2015 بحكم أن تشبثه بطلب تأجيل تنظيم هذا الحدث القاري تسبب له في فقدان تأهله المباشر للمشاركة في الكأس القارية. تعرف المنتخبات المتنافسة الآن أنه في حالة تأهلهم فسيذهبون إلى اللعب في بلد يعد من أصغر الدول بالقارة الإفريقية، حيث لا تتعدى مساحته 28 ألف كيلومترمربع وعدد سكانه 720 ألف نسمة. النظام الديكتاتوري تم اختيارأربعة أماكن لاستضافة كأس إفريقيا للأمم بغينيا الإستوائية وهي:العاصمة مالابوالتي تقع على جزيرة مساحتها 2000 كيلومترمربع ومدن باتا ومونغومووإبيبيين،على أن تجرى قرعة نهائيات كأس إفريقيا للأمم يوم الأربعاء 3 دجنبرالمقبل بمالابوحسب ما أعلن عنه الإتحاد الإفريقي لكرة القدم(الكاف). إلى ذلك،إذا نجح «الكاف» في إنقاذ ماء الوجه فمن ناحية أخرى يظل المشكل الأخلاقي مطروحا،فغينيا الإستوائية يقودها الرئيس تيودورو أوبيانغ نغيما مباسوغوبقبضة من حديد منذ الانقلاب العسكري لعام 1979،فهذه المستعمرة الإسبانية لديها ملامح مجهولة بخصوص الوضع السياسي بالبلاد،على الرغم من توفرها على موارد غنية كالنفط والغازالطبيعي. لكن ورغم هذه البيئة المواتية فغينيا الاستوائية تحتل المرتبة 136 عالميا على مستوى مؤشرالتنمية البشرية لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي لعام 2011، ويبلغ معدل الفقر بالبلاد حوالي 76 في المائة أما متوسط الأعمار لدى الساكنة فلا يتجاوز51 سنة ونسبة التمدرس من التعليم الإبتدائي إلى التعليم العالي هي 62 في المائة، وإضافة إلى ذلك فإن نسبة السكان المستفيدين من الماء الصالح للشرب تعد من أدنى المعدلات بالقارة السمراء بنسبة 43 في المائة. ويحظى النظام الديكتاتوري لعشيرة أوبيانغ دائما بالدعم في التظاهرات الكبيرة، فخلال قمة الإتحاد الإفريقي لعام 2011 المنعقدة بمالابو تم تشييد مجمع سكني من 52 فيلا فاخرة، وأيضا في دورة الكان لسنة 2012 تم بناء مجمع رياضي جديد بالعاصمة في حين أن الملعب المتواجد بالمدينة الثانية باتا تم الرفع من طاقته الاستيعابية من 22 ألف إلى 40 ألف مقعد،واحتضن المباراة الافتتاحية لكأس إفريقيا 2012 التي انتهت بانتصارالمنتخب المحلي لغينيا الإستوائية «نزالانغ ناسيونال» كما يحلو لأنصار البلاد تسميته على المنتخب الليبي بهدف لصفر،لكنه أقصي في دور ربع النهاية بعد انهزامه أمام المنتخب الإيفواري بثلاثة أهداف لصفر. وبعد مرورعام تقريبا،واجه المنتخب الإسباني الحائز على كأس أوروبا للأمم مرتين وبطل العالم عام 2010 بجنوب إفريقيا نظيره منتخب غينيا الإستوائية في مباراة ودية بالعاصمة مالابو مثيرة للجدل جعلت الصحافة الإيبيرية تحذرمن خطورة هذه الصداقة من قبل الاتحاد الإسباني لكرة القدم. المكاسب الغير مشروعة منح تيودورين ابن الرئيس أوبيانغ وأيضا وزيرالزراعة بحكومة غينيا الإستوائية منحة قدرها مليون دولار(760 ألف يورو) للاعبي منتخب غينيا الإستوائية مكافأة لهم على هدف الإنتصار أمام المنتخب الليبي،وتجددت نفس المنحة المالية عقب الانتصار الثاني على المنتخب السنغالي عن دورالمجموعات. وفي شهرشتنبر2012 ، في إطارقضية «المكاسب الغيرمشروعة» ضبطت الشرطة الفرنسية إحدى عشرسيارة فاخرة(رويس رويس،مازيراتي،بورش،فيراري،بوغاتي) تعود لملكية الإبن تيودورين أوبيانغ وتم تداول فيديوالحجزعلى هذه السيارات على نطاق واسع على شبكة الأنترنت. وتتصدرغينيا الإستوائية بانتظام قائمة البلدان الأكثر فسادا على مستوى العالم حسب ما أعلنت عنه منظمة ترانسبارنسي الدولية أومنظمة الأممالمتحدة، كما تكشف تقارير جمعيات الدفاع عن حقوق الإنسان عن حالات الاعتقالات التعسفية والمحاكمات الصورية والتعذيب والاختطاف والإعدام. وفي الوقت نفسه،يشرف أفراد العشيرة على رصيد ضخم من العقارات بالعاصمة باريس وماليبووكاب وريو... يمكن الوصول إليها على متن طائرة خاصة» يقول كين هو رويتزمحام المنظمة الغيرحكومية مبادرة العدالة في المجتمع المفتوح في حوار مع صحيفة «لوموند» عام 2012.