في الوقت الذي رفض فيه كل من محمد أوزين، وزير الشباب والرياضة وفوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم الحديث عن عقوبات محتملة يمكن أن تفرضها الكونفدرالية الإفريقية على المغرب، مشددين على أن المغرب لم يرفض تنظيم البطولة وإنما قدم طلبا لتأجيلها، فإن نور الدين البوشحاتي، رئيس لجنة المنتخبات الوطنية، خرج أمس ليدلي بتصريحات صحفية للعديد من المواقع الإلكترونية والجرائد الورقية، ليقول إن قرار «الكاف» إذا بقي منحصرا في عدم مشاركة المنتخب الوطني في دورة 2015، فإن عقوبته ستكون مخففة. تصريح البوشحاتي العضو الجامعي، يبدو مناقضا لتوجه الحكومة التي يمثلها وزير الشباب والرياضة، وأيضا مناقضا لموقف جامعة كرة القدم الرافض للعقوبات جملة وتفصيلا. لذلك، فما الذي دفع البوشحاتي إلى الخروج للعلن بمثل هذه التصريحات التي تضعف الموقف المغربي، إذ أنها تكشف ل»الكاف» أن المغرب يرحب بالعقوبات منذ البداية، وهذا في أعراف التفاوض مرفوض، مما يعني أنه يمنح هامشا كبيرا للاتحاد الإفريقي لينزل عقوبات أشد، بمبرر أن جامعة كرة القدم متفهمة لعقوبات «الكاف» ومستعدة لها. ثانيا: لماذا يغيب التنسيق داخل الجامعة في مثل هذا الملف الكبير، أم أن البوشحاتي خرج فقط لتملأ صوره بياض الصحف والمواقع، خصوصا أنه اختفى عن الأنظار منذ مدة. ثالثا: ما هو دور الناطق الرسمي للجامعة محمد مقروف، إذا كان في كل مرة سيخرج مسؤول جامعي ليدلي بتصريحات غير مسؤولة، تخلط الأوراق وتحشر المغرب في زاوية ضيقة. لقد عينت الجامعة ناطقا رسميا ليعلن عن مواقفها الرسمية، حتى لا يكون هناك أي خلط، لكن للأسف فالبوشحاتي بمثل هذه التصريحات «يقامر» بمصلحة منتخب ومصلحة بلد، وللأسف فعندما لا يدرك مسؤول يتولى رئاسة لجنة المنتخبات الوطنية أنه في أدبيات التواصل عندما لا توضع كلمة في سياقها، فإنها تنسف كل شيء، وتحولك من الهجوم إلى الدفاع. رابعا: لقد تفجر خلاف بين امحمد فاخر وبادو الزاكي على خلفية تصريحات أدلها بالأول ومفادها غياب التنسيق، وفي واقع الأمر فمن يتحمل المسؤولية بالدرجة الأولى هي لجنة المنتخبات الوطنية ورئيسها نور الدين البوشحاتي، الذي أصر على رئاسة هذه اللجنة دون أن تكون لديه الحمولة المعرفية الضرورية، وها هي الأمور تنفجر بين يديه وبدل أن يقوم بمهامه وينسق بشكل علمي، فإنه يكتفي بالتقاط الصور و»التبندير» والحديث عن الأوراش والفتوحات العظيمة، بل و»حشر» أنفه في ما لايعنيه، فقد نسي مهامه وقفز للحديث عن عقوبات «الكاف». خامسا: لقد ثبت بما لا يدع أي مجال للشك أنه عندما يأتي مسؤول إلى الجامعة مدفوعا من جهات معينة دون أن يكون له رصيد يخول له تولي المسؤولية، فإنه يعتقد أنه أكبر من الجميع، وحتى من رئيس الجامعة، بل أنه في مثل هذه الحالة ليس غريبا أن يمارس الشذوذ الفكري وأن «يقامر» بمصلحة بلد، لذلك، لابد هنا من أن نقول لفوزي لقجع رئيس الجامعة إن بعض اختياراتك لأعضاء المكتب الجامعي لم تكن موفقة، وأن هناك من أخذ أكثر من حجمه، وأنك حينما حضرت الجمع العام لشباب الحسيمة دونا عن بقية الفرق الأخرى فإنك أظهرت بوعي أو بدون وعي أن البوشحاتي ربما له وضع خاص بحكم شبكة علاقاته والمهام التي يقوم بها بكل «أصالة» و»معاصرة».